الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
مواقع اسلامية
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 

محطات في الفكر والشهادة: المفكر الإسلامي آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي (قدس)


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

 

موقع الإمـــــــام الشيرازي

16/جمادى الآخرة/1431

جسد آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) نموذج العالم العامل، المنفتح على روح العصر، والمتفهم لمجمل التغيرات (السياسية – الاجتماعية)، كما ضرب مثالاً رائعاً في قدرة عالم الدين على اقتحام المهام الصعبة وتبني المسؤوليات الجسام في إطار حركية المفاهيم، ونهضوية المشروع المعاصر.

وفي أحلك الظروف التي كانت تواجه الأمة الإسلامية جراء التهميش الدولي والهجمات الأيديولوجية واشتداد الأزمات الداخلية والخارجية التي كانت تستهدف إقصاء الإسلام من المشهد العام، آنذاك، ولدت ملامح مشروع إسلامي معاصر، وحمل رجالات فكر وعلم على عاتقهم مسؤولية النهوض به، وتكريسه واقعاً عملياً له حيزه الطبيعي في رسم تطلعات العصر، وصياغة المناهج التي تواكب التطورات المتسارعة، وصون الكيان الإسلامي بما يمثله المسلمون من كتلة بشرية عملاقة.

وضمن هذه الأجواء شخص الشهيد الشيرازي ضرورة (تجسير الفجوة) بين الموروث العقائدي والمفاهيمي والفكري من جهة والعصرنة والتحديث من جهة أخرى، وضمن صياغة المشروع الإسلامي المعاصر بمقاصده ونظريته واندفاعيته، وأن يأخذ هذا المشروع دوره الذي اختطف منه بفعل عوامل التقهقر في الحالة الإسلامية، والتي عانى منها لاحقاً المشروع الإسلامي، كما أعاقت اندفاعاته تسارع عناصر التنمية الثقافية والبشرية والاقتصادية في القرن العشرين. ومن هنا لم يؤمن السيد الشهيد الشيرازي بشخصية البعد الواحد لـ "رجل الدين"، بل كرس عملياً ضرورة صقل الشخصية ورفدها بكل موجبات الشخصية الرسالية التي تتعاطى مع محيطها بعناوين شتى تستدعي بناء ذاتياً غاية في السعة والاطلاع والتعامل مع التطورات وتفكيك طلاسم الواقع، والتفاعل البناء مع المشروع الإنساني العالمي.

عالميــة المشــــروع

لم تقتصر مشاريعه (قدس سره) على بقعة معينة, ولم يتحدد حلمه بأرض, كما لم يتحدد بزمن, بل شملت مشاريعه أغلب المساحة الجغرافية للعالم الإسلامي. فقد عمل سماحته لسد الفراغ الذي يعيشه، آنذاك، لبنان من ناحية التثقيف والتبليغ الإسلامي, فأسس (مدرسة الإمام المهدي) الدينية, وهي النواة الأولى لتأسيس حوزة علمية في لبنان. وقد حرص الشهيد الشيرازي على إبعادها عن الانجرار وراء هذه النظرية أو تلك, فضمّت هذه الحوزة إضافة إلى الطلبة اللبنانيين طلبة من بلدان إسلامية عديدة, وفدوا من أفريقيا ومن بلدان أخرى، وقد أضحت هذه الحوزة مصدراً هاماً للمبلغين الذين انتشروا في البلاد غير الإسلامية لنشر العقيدة هناك, وقد واصلت الحوزة مسيرتها رغم الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان, حيث توزع الطلبة على حوزات النجف وقم والكويت, ثم عادوا بعد هدوء الحرب لمواصلة الدراسة فيها. كما أسس الشهيد الشيرازي مشاريع أخرى في لبنان كمؤسسة (دار الصادق) للطباعة والنشر، ومكتب جماعة العلماء, وعدد من النشرات والدوريات كمجلة (الإيمان). ولم يكن السيد الشهيد بعيداً عن القارة المنسية "أفريقيا", فزار عدداً من دولها, ومنها ساحل العاج, وأقام في عاصمتها (أبيدجان) وأسس المركز الإسلامي هناك. كما كانت له زيارات إلى سيراليون حيث أنشأ (الجمعية الثقافية الإسلامية) في العاصمة (فريتاون) بعد ما التقى برئيسها وعدد من المسؤولين هناك, وأسس بعد ذلك (المدرسة الزينبية الهاشمية). كما سافر سماحته إلى دول عربية وإلى فرنسا التي كان له فيها محاضرات وندوات مع الجاليات الإسلامية في (باريس). وكانت لهذه الجهود التي بذلها السيد الشهيد في أرجاء العالم الريادة في إرساء وتأسيس المراكز الإسلامية والمدارس الدينية، وما نراه اليوم من انتشار واسع للإسلام في البلدان الغربية وأفريقيا واستراليا وغيرها من أصقاع العالم فإن لسماحته (قدس سره) أثر كبير في وضع لبناتها الأولى.

العراق .. وطن حاضر وحلم كبير

بلده العراق... كان حاضراً دائماً في أشعاره وقصائده، بل وفي كل نفس من أنفاسه، إذ كان يعيش العراق في قلبه وشعوره ووجدانه، فبالرغم من أن الشهيد عاش مهاجراً بعيداً عن مسقط رأسه (النجف الأشرف) وعن المدينة التي ترعرع ونما وشب فيها وتعلم منها حب الدين والوطن والناس وحب الإيمان والثورة من أجل المستضعفين (كربلاء المقدسة), إلا إن العراق ظل حاضراً في كل كيانه (قدس سره) يعبر عنه ببيت شعر, أو قصيدة كاملة, أو كلمة نارية تلهب الجمهور يلقيها في هذا المهرجان أو ذاك. لقد حدد الشهيد الشيرازي الكثير من المواقف إزاء قضايا العراق المختلفة، والتي كان يعتقد أنها السبيل لإعادته إلى موقعه الصحيح والطبيعي في العالم الإسلامي, كونه الرئة التي تتنفس منها الأمة الهواء النقي والفاعل الذي يحركها باتجاه أهدافها المقدسة كلما انتهت شحناتها الفكرية والثقافية والروحية أو كادت تنتهي، والإرادة التي تمنحها القوة والقدرة والعزيمة كلما أصيبت بالخوار والتكاسل والتثاقل لأي سبب كان، والأمل الذي يمنحها ثقة وإصراراً كلما دب اليأس. لقد بادر الشهيد الشيرازي لتحديد الدواء كلما شكى العراق من داء، وكان رائداً في ذلك, لأنه كان يعتقد بأن مرض العراق يسري بأثره السلبي على كل الأمة، فإذا اعتل العراق اعتلت الأمة. كما آمن الشهيد بأن العراق غني بالفكر والقوة البشرية، وغني بتاريخه وقيمه وسلوكياته، إذ يرى سماحته أن للعراق لما يمتلكه من مخزون فكري ثر قدرة على أن يغدق للآخرين ما هو أصيل وحقيقي دون أن يمنعه ذلك من التفاعل والتواصل مع ما يقدمه العقل الإنساني ويتوصل إليه من إنجازات تخدم الإنسان وترسخ الفضيلة وتقيم حضارة.

رســـــالة وشــــــهادة

لقد وضـع المفكر الإسلامي الكبير والشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي وأمثاله قطار العبقرية على السكة فكانت حياته - التي لم تستكمل الـ 5 عقود – مباركة بعملها وعطائها, وكان رائداً مبادراً الى تحمل المسؤولية سبّاقاً ومجدداً مصلحاً عالماً معلماً مربياً وذا شخصية طموحة متعددة الأبعاد, تفكر,وتتشاور, وتخطط, وتكتب, وتتحاور, وتعيش سفراً دائماً بحقيبة واحدة هي حقيبة القضية تنقيباً عن الولادة الجديدة للأمة, ومن رحم الأصالة المستقاة من نهج الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).. يقضي فترة غير قصيرة من حياته في السجون والمعتقلات, ويتعرض لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي فيهاجر، وحين يفكر في تأسيس الحوزة العلمية الزينبية في الشام يلتمس من الله العون, وينطلق للتشرف بزيارة العقيلة الحوراء زينب (عليها السلام), فيتوسل ويتوسل لإنجاز الرسالة, ويجد, ويجتهد دون كلل أو ملل حتى تحقيق ما كان يصفه البعض وقتئذ بالحلم تارة والخيال تارة أخرى، ولا يختار لهذا الصرح العلمي الشامخ اسماً سوى اسم هذه البطلة العظيمة (عليها السلام)، وإذا راجعه طالب ليستأذن في إنهاء دراسته لشحة الإمكانات أو لسبب آخر كان يحاول ثنيه عن ذلك وفي النهاية يبادره قائلاً: "الحوزة حوزة السيدة زينب, إذا كان لا بد من ذلك فتشرفْ بزيارتها لإستأذانها في الانصراف", وينقل العديد من معاونيه ومرافقيه التزامه وتأكيده المتواصل (قدس) في كل خطوة صغيرة أو كبيرة على تجديد قصد القربة لله (عز وجل).. لذلك كان الشهيد في سباق مع الزمن, كان يعيش حالة طوارئ دائمة آناء الليل وأطراف النهار على مستوى الطاعة والمعصية, وعلى مستوى الإنجاز والعطاء, فينتقل من إنجاز كبير الى إنجاز أكبر حتى توجّ بوسام الشهادة, حيث استقرت أكثر من ثلاثين إطلاقة في قلبه ورأسه في وسط شارع من شوارع بيروت معلنة نهاية سفر عالم كبير, ومجاهد كريم, ومفكر موسوعي, وكاتب ثائر, وشاعر محارب, وفارس طموح وهمام، فهنيئاً له تلك التضحيات وذلك العطاء وتلك الإنجازات.

طريق .. لا تنتهي بالجنة

حرص الشهيد الشيرازي في جمعة 16/6/1400هـ  على أن يؤبن شهيداً كبيراً من العراق, وهو في العاصمة بيروت, وفي طريقه الى مجلس الفاتحة الذي أقيم الى روح الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره، وفي الساعة السادسة من عصر ذلك اليوم غادر آية الله السيد حسن الشيرازي (قدس سره) الفندق متوجهاً نحو برج البراجنة ليجتمع مع هيئة العلماء التي يرأسها، للاشتراك في مجلس الفاتحة الى روح الشهيد الصدر (قدس سره), ولدى وصول السيارة التي كان يستقلها إلى محلة الرملة البيضاء، حيث مقر سفارة نظام الطاغية المقبور صدام، ظهرت سيارتان تابعتان للسفارة المذكورة, فجأة أطلق من فيهما النار عليه, فأصيب في رأسه الشريف من الزجاج الخلفي إصابة قاتلة، أدت إلى استشهاده وفيما بعد تبين أنه (رضوان الله تعالى عليه) قد أصيب بطلقات عديدة في رأسه من رشاشات ذات عيار واحد... العديد من الطلقات من عدد من الرشاشات!! كلها لنسف فكر إنسان، وجسد إنسان، وإنسانية إنسان، فهكذا يصنع الباطل مع أهل الحرية والعلم والإصلاح والتغيير, وهكذا تكون نهاية العظماء... نهاية تبدأ بإشراقة فوز وانتصار وأمل.. ولا تنتهي بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين... فـ(رضوان الله أكبر).