ما زلت ملهمنا
في رثاء معجزة الزمان الإمام المظلوم آية الله
العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي
طوبى لمن ذهب الوجود جميــــلا
للـــــــدين كــــــــان مشيدا ودليــلاً
واعلم بأن الحــــق يعرف أهلــــه
وأرى الأبــــيّ على الندى مجبــولا
من شاد في هذي الحياة فضيلـــة
كــــانت لــــه يوم الحساب كفيــــلا
(ومحمد المهدي) نجــــل محمــد
قــــد صــــار نهجا للهدى وسبيــــلا
قـــد سنّ في الخيرات أعظم سنّة
ملئت شموخاً في الورى وشمــــولا
أن تســــأل الايام عــــن
آثــــاره تنبيــــك عــــن فــــذ يعج أصــــــولا
وصفــــاءه كذكائــــه
متفاقـــــــم وأراه إعجــــــازاً جــــرى ورســولا
حلو المكارم والمحامد والنـــدى
والبــــر فــــي فمــــه غدى ترتيــــلا
(أمحمــــد) أكرمت دين محمــــد
بحــــروف عــــز قــــد حوت تأويـلا
يكفيك يا مولاي مــــا قد جئتـــه
علمــــاً وحلمــــاً وافــــراً وهطــــولا
يكفيك لانك في الفقاهــــة رائــد
تــــزجي الكثيــــر وتنفــــر التقليــــلا
ولديــــك طيب محاسن وشمائل
تحــــوي الجمــــان وتنثــــر الإكليــلا
فــــذ بينمنـــاك السجايا تزدهي
ولــــك اليســــار يزيــــن القنديـــــــلا
تمـحى الهموم على نداك بلفتة
أللاقــــــة لا تعــــــــرف التضليــــــــلا
ولأنت فـي هذي الديار وأهلها
إشــــراقــــة لا تقبــــــــل التبــــديــــلا
ولأنت قطــــب فقت كل فضيلة
مـــــــــــــزدانة أخلاقــــه تفــــضيــــلا
يا صــــورة للصالحين وبــردة
حسنــــاء تــــزهوا بكــــرة وأصيـــــلا
ومؤسسات الخير حين أقمتـها لــــم
تــــرجُ منــــها الجاه والتبجيـــلا
لتظل ألويــــة الهدى خفاقـــــة
وتكـــــون صرحاً بالذرى موصــــــولا
وتظل تصدح بالكرامة والنـدى
لنبـــــي الرسالـــــة والسيادة جيـــــلا
قدمـــــت للاسلام ما فيه المنى
وبكـــــــــل مكرمـــــة أراك صـــــؤولا
أزجيـــــت علمك للأنام بغايـــة
لـــــم تعـــــرف التبريـــــر والتعليــــلا
فهناك في شتى البقاع مواقفــا
نالـــــت وساما مـــــن نـــــداك أثيــــلا
في ذمـــــة الأزمان قد خلوتها
لتكـــــون عنـــــدك بالمعـــــاد نزيــــلا
ولآل بيـــــت الله كم من وقفـة
نـــالـــــت مقامـــــا رائـــــعا ونبيـــــلا
كـــم قد وهبت لآل أحمد خدمة
تستـــــوجـــب التكبيـــــر والتهليـــــلا
يا من سمى من بيت مجد سامق
وافـــــى لآل المصطفـــــى تجليـــــلا
بيـــــت علا في العالمين مكانة
قـــــد ضـــــم كل فضيـــــلة وفحــــولا
وسموت بالإخلاص تخدم حيدرا
وبنـــــى الهدى والمصطفى وبتـــولا
أنـــــا ما التفت إليك القى صفحة
خلاقـــــة حملـــــت لنـــــا المعقــولا
طبعـــــت على حـــب النبي وآله
وبعثتهـــــا للثائريـــــــــن ذَلــــــــولا
مـــــن كربـلاء لك الوسام مزيّن
وغـــــدى علـــى طول المدى مأهولا
يا عاشقـــــاً قــد ذاب في أسياده
ودعـــــا إلى النهج القويم وصــــولا
سل مــــن تشاء من الأحبة كلهم
شيبـــــا وشبـــــانا أرى وكهـــــــولا
شـــــوقاً إليك إلى مآثرك التــــي
منهـــــا استقى كل الوجود سيــــولا
إن كرّمـــــوك فإنما تكــــــريمهم
هـــــو للبنـــــي وآلـــــه تبجيــــــــلا
يـــــا حامـــــلاً علم العقيدة
عالياً سيظـــــل اسمـــــك بالعلى محمــولا
يظلّ شخصــــــك رمز كل فضيلة
يستوجب التعظيـــــــــم والتحليــــلا
هو صـــــورة لصفاء نفسك بيننا إن
الكـــــريم على الشفـــــاه مثــولا
يا خـــــادم الهــادي وخادم عترة
قـــــد قـــــارن الله بهـــــا التنـــزيلا
يا صـــــاحب القلب الكبير تحيـة
مـــــن خـــــادم لـــــم يعرف التمثيلا
أنــــا قد رأيتك في رؤاي حقيقة
وقـــــرأت فيـــــك الذكر والإنجيـــــلا
ورأيت نعشك والملائك حوله تغدو بروح
وقدمت جبريلا نحو العلى يا
مـــــا زلـت ملهمنا وأنت مغيب
قــــــــــائـــــلاً وفــــــــــعـــــــــــــــولا
يـــــا رب أعـــــززه ومتع أهله
وذويـــــه عمـــــرا سالمـــــاً وطويـلا
يـــــا رب أكـرمه وضاعف بره
فبحـــــق مـــــن بالطــــف صار قتيلا
واحفـظ أخاه الصادق البر الذي
فـــــي الدرب ساـــــر لنبلغ المأمـولا
وامنـــــن لـــه يا رب كل عطية
فلقـــــد عهــــــــــدناه أباً ونبيــــــــلا
|