الروح أمانة إلهية ، لها اتصالها
المباشر بالله تعالى ، حيث يعبر عنها القرآن الكريم بـ ( فنفخت فيه من روحي
) عند خلقة آدم ، وعبر بـ ( ثم انشاناه خلقا آخر )عند نفخ الروح في الجنين
لكل بنى آدم .. نقول بعد ذلك أن هذه الروح التي أتت من عالم الغيب بمقتضى (
إنا لله ) .. فلماذا لا يتحقق الشق الآخر بمقتضى ( وإنا إليه راجعون ) ؟..
ومن الواضح أن هناك رجوعا قهريا اليه وهناك رجوعا اختياريا .. فهنيئا لمن
حقق ما بالاختيار قبل ان يتورط فيما هو بالاضطرار
قيل لزين
العابدين (عليه السلام) : ما خير ما يموت عليه العبد ؟.. قال : أن يكون قد
فرغ من أبنيته ودوره وقصوره ، قيل : وكيف ذلك ؟.. قال : أن يكون من ذنوبه
تائباً ، وعلى الخيرات مقيماً ، يَرِد على الله حبيباً كريماً
قال الصادق
(عليه السلام) يا
داود !.. أبلغ مواليَّ عني السلام وأني أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع آخر
فتذاكر أمرنا ، فإنّ ثالثهما ملكٌ يستغفر لهما ، وما اجتمع اثنان على ذكرنا
إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة ، فإذ اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فإنّ
في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياؤنا ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا
إلى ذكرنا .
عندما تنظر الى المرأة : لانجاز معاملة ، او
للاستماع الى برنامج فى التلفزيون ، او الى مسلسل تمثيلي وغيره فاحذر
النظرة المريبة ، فان وسائل الاعلام هذه الايام تستعمل المرأة الجميلة
للفت انظار المشاهدين وجذبهم الى جمالها الفاتن في كثير من الاحيان! ..
فهل انت حذر من عدم الوقوع في هذا الفخ الشيطاني المنصوب لك في كل يوم
؟!
تلوث الذهن!..
إن زجاجة صغيرة من
الحبر الأسود، بإمكانها أن تلوث حوض سباحة كبير، والتنقية بعد ذلك تصبح
صعبة جداً، بعد أن تكدر بكل أجزائه.. وكذلك الذهن إذا تلوث بالصور
المحرمة، فإنها تغيّر التركيبة الفسيولوجية والسيكولوجية لهذا الإنسان؛
ورب العالمين له عقوبات في هذا المجال.. ففي روايات أهل البيت (ع)
هنالك تشبيه جميل للدنيا؛ عن الإمام الكاظم (ع): (مثل الدنيا مثل ماء
البحر، كلما شرب منه العطشان؛ ازداد عطشا حتى يقتله).. فالذين يدمنون
النظر إلى الحرام، ينتقلون من حرامٍ إلى حرام، ويصلون إلى مرحلة لا
يجدون لذة في الحرام أبداً.
إحسان من أسلم وجهه
قد
يستفاد من قوله تعالى{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن }:أن الإحسان من
حالات المسلِّم وجهه لله تعالى ..فموضوع الآية في الدرجة الأولى هو
العبد الذي أصلح ( وجهة ) قلبه وأسلمها للحق وأعرض بها عمن سواه ، ومن
ثَمَّ صدر منه ( الصالحات ) من الأعمال ، كشأن من شؤون ذلك الموضوع
..ومن المعلوم أن رتبة الموضوع سابقة لرتبة الحالات الطارئة عليه ،
وعليه فلا يؤتي الإحسان ثماره إذا لم تصلُح وجهة القلب هذه ..ومن هنا
لم يقبل الحق قربان قابيل ، لأنه صدر من موضوعٍ لم تتحقق فيه قابلية
الإحسان ، إذ قال تعالى: { إنما يتقبل الله من المتقين }.