مشاركات
الدكتور هادي الوراق
ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني
روي عن الصادق (عليه
السلام) : قال سلمان رحمة الله عليه :
عجبت لستّ : ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني : فأمّا
الذي أبكتني : ففراق الأحبة محمد وحزبه ، وهول المطّلع ، والوقوف بين يدي
الله عزّ وجل .. وأمّا الذي أضحكتني : فطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافلٌ
ليس بمغفول عنه ، وضاحكٌ ملء فيه لا يدري أرضىَ الله أم سخط..
إن من الخطأ الفادح الأنس الباطني بالكفار
أو المنحرفين.. إذ أن الارتياح النفسي مقدمة لعدم النظر إلى باطلهم بعين
الاشمئزاز والنفور!.. وهذا بدوره يؤدي إلى تعدي منكرهم إلى حياتنا من دون
التفات، وفقدانه لصورته المظلمة في أعيننا، فمن الخطورة بمكان أن لا يرى
الإنسان -بعد فترة من العيش مع المنحرفين- المنكر منكرا.. إذ كيف يمكن ردع
من لا يرى المنكر قبيحا؟
فتنة الكمال
إن الكمال العلمي والعملي للنفس بمثابة
( الزينة) للمرأة ..والمرأة كلما زادت زينتها كلما أشرق جمالها ،
وأصبحت مادة لان تفتتن هي بنفسها ، ويفتتن الآخرون بجمالها ..فصاحبة
هذا الجمال تحتاج إلى مراقبة تامة ، لئلا تقع في المفاسد المترتبة على
ذلك الجمال الظاهري ..والأمر كذلك في النفس ( العارية ) من مظاهر
الجمال الباطني فانه قد يهون خطبها ، وأما ( الواجدة ) للجمال العلمي
والعملي - وخاصة مع شهادة الآخرين بذلك - فإن صاحبها في معرض الفتنة
المهلكة ، كما اتفق ذلك للكثير من أرباب الكمال.
روي عن السجاد (عليه السلام) : إنّ طالب
العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطبٍ ولا يابسٍ من الأرض ، إلا
سبّحت له إلى الأرضين السابعة
إن من الآيات المذهلة في القرآن الكريم قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي
يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، فهل حاولت أن
تكتشف ما هي الأسباب التي تجعل رب العالمين يصلي عليك؟.. أوَ ليس من
الأسباب الذكر الكثير المذكور في الآية قبلها؟.. أوَ ليس من الأسباب
الإكثار من الصلاة على النبي وآله الطاهرين؟..
المشفى الإلهي..!!!
إن
على المؤمن عندما يفقد الشهية المعنوية، أن يذهب بنفسه للمستشفى
الإلهي.. كما أن أحدنا بمجرد
شعوره بصداع
بسيط؛ يذهب إلى المستشفى؛
فنحن
أيضاً نعيش هذا الألم الباطني..
لذا، فإنه
عندما يرى الإنسان نفسه
مريضاً
روحياً، عليه أن يرفع الشكوى لمن نصفه في دعاء
الجوشن بـ(يا طبيب القلوب)!..
فهو
الطبيب، والشافي.. لكن
مشكلة الإنسان أنه لا يستفيد من
المضامين البليغة في الأوقات الأخرى،
فمثلاً:
لماذا يقتصر الإنسان
على دعاء رفع المصاحف في ليلة القدر،
رغم أنه ليس هناك أي
إشارة في هذا الدعاء
إلى ليلة القدر
(اللهم!.. إني أسألك
بهذا القرآن وما فيه، وفيه اسمك الأعظم وأسمائك الحسنى)..
لمّ
لا
يلتجئ
إلى رفع المصاحف في كلّّّّّّ وقتٍ،
يشعر الإنسان فيه
أن هناك فيضاً إلهياً؛
فيغتنم هذه الفرصة؟!..
|