حكمة اليوم:
قال الإمام أمير المؤمنين
«عليه السلام»:
(لا
تعادوا ما تجهلون فإن أكثر العلم فيما لا تعرفون)
كلمة اليوم:
من أقوال الإمام الراحل
السيد محمد الحسيني الشيرازي «أعلى الله درجاته» :
ينبغي
للإنسان في شهر رمضان المبارك أن يقوي علاقته بالمجتمع من سائر بني جنسه،
فإن علاقة الإنسان ببني نوعه من أكثر العلاقات تشابكاً.
أما إذا لم يعتني الإنسان بهذه الأمور
فإنه يندم في الدنيا قبل الآخرة، ويجتذب لنفسه الحسرات الشديدة في الآخرة
حينما يقف في عرصات يوم القيامة ويحاسب عن أمور، منها: عمره فيما أفناه،
ففي الحديث عن رسول الله «صلى الله عليه وآله
وسلم» قال:(لا
تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عمره فيم أفناه، وشبابه فيم
أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت).
في الثالث من شهر رمضان المبارك:
*
أنزلت الصحيفة من السماء
على خليل الله إبراهيم «عليه السلام».
*
نزول الانجيل: روي أن الإنجيل نزل في هذا اليوم
على سيدنا عيسى عليه السلام، وبرواية العاصمي، أن الزهراء سلام الله عليهم
توفيت في مثل هذا اليوم.
وفاة الشيخ المفيد: وفي ليلة 3
رمضان سنة 413 توفي الشيخ المفيد، وهو (محمد بن محمد بن النعمان) عليه
رضوان الله، وذلك في مدينة بغداد، وقد أجتمع في مثل هذا اليوم خلق كبير من
الشيعة والسنة الذين حضروا لتشييع جثمان هذا العالم الكبير، وكان عدد
الشيعة الذين حضروا لتشييع الجنازة ( 80ألف) غير أهل السنة الذين حضروا
التشييع، وكان يوماً مشهوداً، فالجميع كانوا ينحبون خلف جنازته، وقد ضاق
المكان على سعته، ولم تشهد بغداد يوماً كمثل هذا اليوم التاريخي وقد صلى
على جنازته (السيد المرتضى) ودفن في الحرم الكاظمي الشريف أسفل ضريح الإمام
الجواد عليه السلام، وبالقرب من قبر شيخه وأستاذه (أبو القاسم جعفر بن
قولويه القمي).
وقيل في الشيخ المفيد مدائح كثيرة لا مجال لذكرها، ويكفي لإبراز شخصيته
التوقيعات التي صدرت له بخط إمام العصر والزمان الإمام المهدي عجل الله
تعالى فرجه، وحكي أنه وجد مكتوباً على قبره بخط القائم عليه السلام:
لا صوت الناعي بفقدك أنه
يوم على آل الرسول عظيم
إن كنت قد غيبت من جدث الثرى
فالعدل والتوحيد فيك مقيم
والقائم المهدي يفرح كلما
تليت عليك من الدروس علوم
*
واقعة غزوة تبوك سنة 9 هـ.
قصة اليوم:
(التربية
الصالحة تخرج العلماء)
كان والد الشيخ محمد تقي المجلسي رحمه الله بياع
حنطة، أراد أن يسافر لمدة قد تطول، فجاء لولديه (محمد تقي ومحمد صادق) إلى
العالم الكبير الشيخ عبد الله التستري، وطلب منه أن يدرسهما العلوم
الإسلامية وأوصاه بولده محمد تقي فهو أكثر ذكاءً ورغبة في طلب العلم، مرت
الأيام حتى دخل يوم العيد فأعطى الأستاذ لتلميذه محمد تقي ثلاث توامين
(كعيدية) وقال له: أصرف هذه في حاجاتك الضرورية.
امتنع الصبي من أخذ هذا المبلغ، فقال: إنني لا آخذ
شيئاً من دون إذن والدتي علي أن أستأذنها أولاً، عاد إلى البيت وأخبرها
بالموضوع فقالت له أمه: يا ولدي لقد ترك أبوكما حنطة في الدكان وقد قسمتها
بسد حاجاتكما، وإذا أخذت العيدية من الشيخ فسوف تتعود على طلب المال من
الآخرين، أو تتوقع منهم أن يعطوك دائماً وهذا أمر لا يليق بنا. وفي اليوم
الثاني دخل محمد تقي على أستاذه وأخبره بما قالته أنه فرفع الشيخ بيديه
للدعاء لهذا الصبي أن يوفقه الله للعلم النافع والعمل الصالح وطول العمر.
ولقد استجاب الله دعاء الأستاذ، فأصبح هذا الصبي
فيما بعد أحد كبار علماء الإسلام كما وأصبح له ولد أيضاً عظيم الشأن رفيع
المنزلة، وهو العلامة الكبير الشيخ محمد باقر المجلسي رحمه الله صاحب
الموسوعة الإسلامية الشهيرة (بحار الأنوار) التي طبعت حديثاً في أكثر
من مائة وعشرة مجدات، وله غيرها من المؤلفات التي خدم بها الفكر الإسلامي،
ذلك من نتاج التربية الصالحة.
استفتاءات رمضانية:
(مطابقة
لفتاوى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي «دام ظله»)
س:
شخص رجع من السفر في شهر رمضان قبل الزوال ولم يكن
قد تناول المفطر، ولكنه نسي أن ينوي الصوم إلى ما بعد الزوال، فما هو حكم
صومه؟ وهل يجب عليه الإمساك تأدباً؟
ج:
إذا لم ينو الصوم ـ أي لم يلتفت أبداً إلى الصوم،
ولم يكن داعية إلى الإمساك هو الصوم ـ فيجب الإمساك إلى الليل، وعليه
القضاء.
س:
هل من الممكن إعلامنا عن وقت الإفطار بالضبط
وبالدقائق، فإنه يصعب علينا تحديده؟
ج:
المناط زوال الحمرة المشرقية عن سمت الرأس باتجاه
المغرب، ولا يكفي العلم باستتار القرص ـ على الاحوط ـ ولا يمكن تحديده
بالدقائق لاختلاف الأزمنة والأمكنة.
س:
عندما بدأ شهر رمضان نويت صيام الشهر ولم أنوي في
كل يوم، فهل صومي صحيح؟
ج:
صحيح في الفرض المذكور مع استمرار الداعي.
س:
ما حكم من ترك الصيام من سن البلوغ إلى ما يقارب
عشر سنوات وذلك عن جهل بالحكم وماذا يترتب على ذلك؟
ج:
يقضي ما فاته من الصيام شيئاً فشيئاً وعليه فديه
لكل يوم من السنوات التي أخر فيها القضاء إلى رمضان آخر والفدية: (750
غراماً ـ تقريباً) من الحنطة ونحوها أو خبزها للفقير.
الصوم جنة من النار:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله (الصوم جنة من
النار)
من أهم العبادات في شهر رمضان هو الصوم، فإن العبد
يصوم لله تعالى بنية صادقة، ويمسك نفسه عن المفطرات والمشتهيات من أذان
الفجر إلى المغرب، فيكون ثوابه على الله.
قال موسى عليه السلام: (إلهي فما جزاء من صام شهر
رمضان لك محتسبا، قال: يا موسى أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه).
(أبشروا عباد الله)
عن محمد بن مسلم الثقفي يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن
علي الباقر عليه السلام يقول: (إن لله تبارك وتعالى ملائكة موكلين
بالصائمين، يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره،
وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم: أبشروا عباد
الله فقد جعتم قليلا وستشبعون كثيراً، بوركتم وبورك فيكم، حتى إذا كان آخر
لية من شهر رمضان نادوهم: أبشروا عباد الله فقد غفر الله لكم ذنوبكم وقبل
توبتكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون).
|