لَمَسْتُكَ في المهـدِ دفءَ الحنـانِ**** علـى ثـوبِ أُمِّـيَ ،
والملفـعِ
وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الـذي**** تَقاَطَـرْتَ فـي اللَّبَـنِ
المُوجَـعِ
وقبل الرضاعةِ.. قبل الحليـبِ..**** تَقاطَـرَ إِسْمُـكَ فـي
مَسْمَعـي
فأَشْرَقْتَ في جوهـري ساطعـاً ****بِما شَـعَّ مـن سِـرِّكَ
المـودعِ
بكيتُـكَ حتَّـى غسلـتُ القِمـاطَ**** على ضِفَّتَيْ جُرْحِـكَ
المُشْـرَع
وما كنتُ أبكيـكَ لـو لـم تَكُـنْ**** دمـاؤُكَ قـد أيقظَـتْ
أدمعـي
كَبُرْتُ أنـا.. والبكـاءُ الصغيـرُ**** يكبـرُ عبـر الليالـي
مـعـي
ولم يبقَ في حجـمِ ذاك البكـاءِ**** مَصَـبٌّ يلـوذُ بــهِ منبـعـي
أنا دمعـةٌ عُمْرُهـا (أربعـونَ) ****جحيمـاً مـن الأَلـمَ
المُـتْـرَعِ
هنا في دمي بَـدَأَتْ (كربـلاءُ)**** و تَمَّتْ إلـى آخِـرِ
المصـرعِ
كأنّـكَ يـومَ أردتَ الـخـروجَ عبرتَ الطريقَ علـى أَضْلُعـي
ويومَ انْحَنَىَ بِـكَ متـنُ الجـوادِ**** سَقَطْتَ ولكـنْ علـى
أَذْرُعـي
ويـومَ تَوَزَّعْـتَ بيـن الرمـاحِ**** جَمَعْتُـكَ فـي قلبـيَ
المُـولَـعِ
فيـا حـاديـاً دورانَ الإبــاءِ**** علـى محـورِ العالَـمِ
الطيِّـعِ
كفـرتُ بكـلِّ الجـذورِ التـي**** أصابَتْـكَ رِيًّـا ولــم
تُـفْـرِعِ