رمضانُ حزنك للقلوب iiيشيبُ
ونوائبُ الأيام فيك iiلهيبُ
فُجعت بك الدنيا بمصرع حيدر
وعلا لها في العالمين نحيبُ
فتعانقت خيرُ الدماء بتربة
عشقتْ اماماً في الصلاة سكيبُ
في كل يومٍ ترتوي iiبدموعه
واليوم تغرقُ بالدماءِ iiتذوبُ
فغدى ترابُ الأرض حيث iiسجوده
طيناً تلونه الدّما iiفيطيبُ
طينٌ الى الدنيا يجودُ iiمنابرا
وسيوفَ حق للجهاد iiتجيبُ
طينٌ له نورٌ يفوق iiعيوننا
لضيائه شمسُ الشروق تغيبُ
أبكي ورأسك للسماء iiمعفر؟
وبياضُ شيبك في الدّماء خضيبُ؟
أو يفرحُ القلبُ المتيّمُ iiعندما
نلتَ الشهادة في الجنان iiربيبُ
إن كنت أبكي في القلوب iiفإنّما
العينُ تبلى والزمانُ iiكئيبُ
رمضانُ فيك مواجعٌ لمُحمّدٍ
من وزرها صخرُ الجبال iiيذوبُ
وبك الامامُ مخضب iiبدمائه
والجفنُ اصفرُ والجبينُ iiصبيبُ
ما حال أحمد والبتول iiوزينب
يوماً نعاك الى الوجود iiقريبُ
ياعين عذراً فالمواجع iiترتجي
جودَ المدامع فالمصاب iiعصيبُ
أسفي لحيدر شهره لم يكتمل
والعيدُ يأتي والتقاة iiكروبُ
سهرَ الأمامُ بليله iiمترقّبا
فجرا به سيفُ المنون iiرقيبُ
وأجابَ في لهفٍ امامُ iiزمانه
لنداء حقٍّ للهداة iiحبيبُ
في البيت يولدُ والسماءُ iiتحفه
في البيت يقتلُ والسماءُ iiخطوبُ
ستّون عاماً في الحياة iiمجاهدا
لم تغف عينك كالنسور iiتجوبُ
وقطعت هامات إذا يوماً iiغزتْ
ما عاد ينفع للنجاة هروبُ
فزعوا امامك حين سيفك iiمغمدٌ
هل يقرب الأسدَ الضجيع iiلبيبُ
جثثُ الخضارم كالرمال تناثرت
لم يبق منها للطيور iiنصيبُ
وإذا سللت البيضَ عند iiوطيسها
ترتجُّ منّها للنحور iiقلوبُ
وإذا مشيت الى الحشود iiمُنازلا
ما بات يُسمعُ للخيول دبيب iiُ
ودخلت قلبَ الجيش عند iiشروقها
فإذا هموعند الشروق غروبُ
وبرزت كالأعصار يسبق iiموجه
لم يبق شيئً للبحار تصيبُ
صوتُ البلاغة والشجاعة iiتوأمٌ
يتسابقان إذا الأمام خطيب ُ
وبلاغة في القول يصعبُ iiفهمها
فيحيرُ فيها عالمٌ iiوأديبُ
ونطقت من عذب الكلام iiفصاحة
فكأنّما من ثغرك iiالترغيبُ
عجبي لأمّة أحمد هل iiترتضي
قتلَ الرسالة والهدى iiمنكوبُ
نلت الشهادة ساجداً في هيبة
لله درّك ما علاك iiمَهيبُ
نيويورك
|