بعد أن أثارت تصريحات الملك السعودي الأتيس عبد الله بن عبد العزيز ضجة إعلامية كبيرة في بريطانيا وأدت إلى ثورة صحفية مُضادة وغير مسبوقة ضد آل سعود ونظامهم المُهترء والآيل للسقوط , وجد آل سعود أنفسهم في موقف صعب ومُحرج مع الحكومة والشعب البريطاني , والمُسبب هذه المرة هو أكبر رأس فيهم ولهذا فلا يُمكن لومه أو تقريعه على تلك الهفوة القاتلة التي أفقدتهم الكثير من الشعبية داخل المُجتمع البريطاني والتي قضت على جهد طويل وعمل شاق دام عدة سنوات للترقيع السياسي وتجميل وجه النظام السعودي القبيح .

فبلع آل سعود ذلك الخطأ السياسي الفادح وتقبلوا ذلك الضرر البالغ السوء مع أسيادهم الإنجليز , وتبسموا ابتسامة صفراء تحوي الكثير من الأسى والألم الذي سببه لهم كبيرهم الأهوج الذي جبل على الغباء والتخبط منذ نعومة أظفاره , إلا أن هذه المرة كانت عثرته مؤذية للنظام وفضيحة مدوية للعائلة الهالكة .

والذي ود البعض منهم أن يصرخ بأعلى صوته في وجه عبد الله بن عبد العزيز بسبب تصريحاته غير الموزونة والتافهة فيقول له , شت آب أبو عابد وعليه أن يصمت ولا يكثر من تلك التصريحات الغبية .
الكارثة الأخرى كادت أن تأتيهم هذه المرة من قبل سفيرهم السابق في واشنطن المُرتشي بندر بن أبيه والذي صرح هو الآخر وأتى بطامة أُخرى مُشابهة لهفوة أبو عابد , وذلك في البرنامج الوثائقي الموعود الذي بشرت به قناة العربية ولعدة أسابيع والذي عنونوه بـ" عبـد الله " حيث قال بندوري أن السعودية كانت قد حذرت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أحداث 11 سبتمبر إلا أن الأجهزة الأمنية الأمريكية لم تستمع لهم أيضاً !؟  

وذكر أن عبد الله بن عبد العزيز قد صال وجال وقد هدد جورج بوش وعنفه وعرض عليه فيلم مصور للعمليات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ووإلخ من هرطقات ونفخ ومهايط أبناء الجواري .  
وقطعاً سوف لن يصمت الأمريكان على تصريحات البندورة المرخاني لو عرض على الجمهور وسوف يُكذبون تلك الأقاويل وعندها سيفتح آل سعود على أنفسهم أبواباً كانت مُغلقة وسيعكرون صفو الأجواء مع ولاة أمورهم في واشنطن , وحينها ستتلقفهم أقلام وميكروفونات الإعلام الأمريكي الناقم , وسيجدون ذخيرة مناسبة لجلد أحفاد مرخان وفي مناطق حساسة لا يُحبذها آل سعود .
لكنهم عادوا وسجلوا معه لقاءً جديداً آخر غير الذي كان قد سجل مع بندر سابقاً , فغير فيه بندوري أقواله وبدل من لهجته الطاووسية وهذب من أسلوبه الإستعراضي الأجوف , وبدأ يتحدث بطريقة متواضعة مع أسياده وأخذ يُشيد ويُمجيد بموقف أمريكا ولم ينسى أن ينوه بجهود عبد الله بن عبد العزيز في رأب الصدع مع الباب العالي في واشنطن . ولم يُحمل هذه المرة الأجهزة الأمنية الأمريكية المسؤولية لأنها لم تتعاون مع السعودية كما صرح سابقاً .
   http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhasa/2007/11/276856.htm

ومن يُشاهد بندر بن سلطان في ذلك البرنامج المسخرة , ويرى كيف كان يستعرض عضلاته وهو يتكلم وكيف يتراقص ويحرك بيديه ونبرة صوته المُفتعلة ؟  
سيعتقد جازماً أنهُ أمام خادم وخوي متخلف لا يُحسن إلا حمل الدلة وصب القهوة , أو عربجي جاهل قُدر له أن يشغل منصباً حساساً في واشنطن ويتحكم بالمليارات , وحتماً سيعرف الآلية أو كيف كانت تسير السياسة السعودية الخبيثة والموجهة من واشنطن من خلال ذلك الكمكة المُتخلف رجيع الممحون سلطان بن عبد العزيز . 
وعلى ذكر ذلك البرنامج الوثائقي الذي خُصص من أجل سرد سيرة الملك السعودي عبد الله والذي عرض منه الجزء الأول فقط وتم إلغاء أو تأجيل الأجزاء المُتبقية , وربما كان السبب في عرض ذلك الجزء اليتيم من البرنامج الوثائقي ؟  
هو نكاية في ليبيا بعد أن فشلت مصر في جهود المُصالحة بين الطرفين , فجاءت ردة الفعل السعودية انفعالية واستفزازية لطرابلس فتم عرض الجزء الخاص بالتشويه والتشهير بليبيا حيث عرضوا ما قيل أنها محاولة ليبية فاشلة لاغتيال الطبل السعودي عبد الله بن عبد العزيز , وقد أظهروا مقطعاً غير واضح المعالم من فيلم مصور بصورة سيئة جداً عن طريق كاميرات تم وضعها في الفندق الذي كانا يقطن فيه هؤلاء الأشخاص الذي قيل أنهم ليبيين , فظهرا وهما يحملان حقائب يدوية زعم أنها تحوي على مليون دولار أو أكثر , ولا يوجد أي دليل دامغ على إدعائهم هذا !؟ 

طبعاً الفيلم من خمسة أجزاء , والجزء الأول تم عرضه فقط وكانت مدته حوالي 55 دقيقة أي العمل مكون من خمس حلقات كل حلقة مدتها حوالي الساعة .  

وقد تم قطع تقريباً 10 دقائق من الجزء الأول الذي عرض قبل أسبوع على شاشة قناة العبرية , ولكن بعد عرضهم للحلقة الأولى تم تأجيل عرض بقية الأجزاء لأسباب مجهولة أيضاً , بعد أن طبلوا وزمروا لهذا الإنتاج الضخم الذي كلفهم عدة ملايين من الدولارات !؟
   http://www.alarabiya.net/king/html/part01_m.html?vid=eps1/part2/king_abdullah_general_forigen_part2

مع أن توني بلير أعترف في نفس البرنامج المذكور وفي الحلقة الأولى التي عُرضت حيث يقول :
" أننا أردنا أن نفتح صفحة جديدة وعلاقة جيدة مع ليبيا ومع العقيد القذافي , فلم نجد أمامنا سوى السعودية لتقوم بهذا الدور " !؟  
وهذا يعني أن آل سعود قد اُستخدموا من قبل أسيادهم الإنجليز وذلك من أجل خدمة المصالح الغربية , وليس من أجل سواد عيون الليبيين المُحاصرين منذُ عقدين من الزمان ؟  

ثم أنهم حشروا أنفسهم حشراً مع دور وجهود المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا صاحب الموقف الرجولي والبطولي الحقيقي والمهندس الفعلي في رفع الحصار عن ليبيا , فأردوا أن يخطفوا ذلك الإنجاز الجنوب أفريقي أو المانديلي تحديداً , لكي يتغنوا بمآثر أبو عابد الوهمية ولكي يحملون ليبيا فيما بعد المنة والمعروف كما جاء في ذلك البرنامج .  
المُضحك في هذا الجزء فبالإضافة إلى التفخيم والتطبيل والنفخ في تلك القربة السعودية المثقوبة المُسماة بعبد الله بن عبد العزيز , والذي يعجز عن النطق السليم والقراءة الصحيحة لحروف الأبجدية العربية !؟

فقد أظهروا الملك السعودي على أنه أديباً وبليغاً لا يُشق له غبار في فن التعبير وذلك من خلال تلك الرسالة الخاصة التي زعموا أنها مُرسلة من عبد الله بن عبد العزيز وبخط يده , لأخيه الهالك الملك فهد بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد وزعموا أنهُ كتبها في عام 1988م أي قبل عامين من دخول صدام للكويت ؟  

والتي يذكر فيها أبو عابد وهذا اقتباس مما جاء في الرسالة في ذلك البرنامج حيث يُخاطب المقبور فهد بالقول :  
(( سأبدأ فيها بالرئيس العراقي صدام حسين , هو رجل الدولة الأول في العراق . يُعيبهُ يا أخي الغرور والتعالي والاستبداد بالرأي والجراءة على سفك الدماء , وأخطر الأخطار أن تأتي المُغامـرة بكل مقومات بلده ضد بلداً آخر . هو مُحاربٌ محارب إذا لم يُحارب بالسلاح سوف يُحارب بالدسائس وبالإعلام وبالابتزاز الذي لا يتوقف . لا أشك في ذلك أبداً والاصطدام معهُ آتٍ آت , إن عاجلاً أو آجلاً وسيأتي هذا الصدام من قبله لا من قبلنا ))  
لا حظ هنا ورود كلمة المُغامـرة وهي نفس كلمة المُغامرة التي قيلت سابقاً في البيان السعودي المشهور في الحرب اللبنانية الأخيرة , فهل يا ترَ هنالك ضلعاً تويجرياً في كلا الحالتين !؟  
فمن خلال الخط المُرتب والتعبير المُنمق يدل على أن عبد الله بن عبد العزيز لم يكتب تلك الرسالة وربما لم يسمع بها من قبل !؟  
وإذا كان فعلاً يعتقد البعض أن ما كُتب فيها كان من بنات أفكار عبد الله فحتماً الذي كتبها له وصاغها بأسلوب مفهوم ومقروء هو عبد العزيز التويجري , مُستشاره السابق والذي توفى قبل عامين تقريباً , وهو والد خالد التويجري الذي ظهر يتحدث في ذلك البرنامج وهو الذي قام بقراءة تلك الرسالة المزعومة !؟
   http://www.alarabiya.net/king/html/part01_m.html?vid=eps1/part3/king_abdullah_general_forigen_part3

لأن أبو عابد كما هو معروف بقرة درعاء ولا يفهم في صنعة الأبجدية وهو راسب في مادة التعبير , ولديه عداء أزلي مع اللغة العربية ويُعاني من عقدة وصعوبة واضحة في نطق الحروف , فكيف استطاع جلالته أن يصوغ تلك الجمل الأدبية المُرتبة !؟  
عموماً في زمان الرويبضة وفي عصر الأُمعات من سقط متاع أحفاد مرخان كل شيء جائز ومتوقع ومعقول !!!

استمع لخطاب عبد الله بن عبد العزيز نابغة زمانه ووحيد أقرانه في قمة الرياض وستعرف إذا كان هو فعلاً من كتب تلك الرسالة المزعومة أم أن هناك شخصاً آخر قد كتبها ونسبه له :     http://uk.youtube.com/watch?v=XscQTcIxor8
لكن السؤال هو لماذا لم تظهر تلك الرسالة الأخوية الحميمة بين الأطرم والأعور , إلا بعد أن أُحتل العراق وضاع أرشيف الدولة العراقية بالكامل , وبعد أُعدم صدام حسين واختفى الوزراء والشهود , فلم يبقى هناك من يُكذب أو يُفند أو يكشف زيارات أبو عابد المتواصلة سواء كانت العلنية أو السرية والمُحابية للعراق في عز قوته ؟    فهل أصبح صدام شماعة لهؤلاء العاهات ليُعلقوا عليها إخفاقاتهم وكوارثهم !؟  
وهل دفع صدام حسين عبد الله بن عبد العزيز وأرغمه لأن يدعو توماس فريدمان لقصره ثم يمنحه تلك المُبادرة الانهزامية المُخزية !؟  
فهل أصبح صدام حسين عذراً وحجة لكل عميل خائب , وهل بات جسراً لكل من أراد العبور أو الظهور والبروز داخلياً وخارجياً !؟  

والغريب أن عبد الله بن عبد العزيز في تلك الفترة كان لا يُفارق العراق , بل كان من المُدمنين على رحلات الصيد " القنـص " في صحراء العراق وطبعاً برفقة أمين سره ومُستشاره المُقرب منه عبد العزيز التويجري !؟
فآل سعود مستعدون للتنازل والرضوخ وحتى تقبيل الأيادي ولكن مع الخصوم الأقوياء فقط , ولا مكان للضعفاء والمُهادنين لهم , فعندما كان صدام قوياً باطشاً لم يجرؤ أن ينبسوا ببنت شفة ولم يُصرحوا بتلك الرسائل الخاصة التي خرجت أخيراً من قمقمها في تلك القصور المرعوبة التي كانت في السابق لا تجرؤ أن تهمس همساً بمساوئ صدام حسين , فظهرت الآن للعلن بعد أن دارت عليه الدوائر .  
كذلك يتضح جلياً الخوف والرعب السعودي على مصيرهم المجهول في زيارة عبد الله المكوكية لأوربا , حيث بدأ يحاول البحث عن حلفاء أقوياء ومُساندين جُدد لنظامه المنخور , بعد هزيمة أمريكا في العراق وخوارها ضد إيران وقرب الانتخابات الأمريكية , فأرغمته الظروف الدولية والإقليمية على أن يحجز موعداً مع سيده البابا بنديكت السادس عشر حتى يُقابله وهو صاغر حتى يرضى عنه وعن حكمه !؟

كما نلمس عجرفتهم الواضحة على سوريا لأنها مُحاطة بالأعداء وليس لها قوة رادعة تُخيف آل سعود أو ترهبهم فتجدهم يزدرون بالدور السوري ولا يحسبون له أي حساب , ولا يهمهم إيجاد حل أو حوار مع دمشق !؟  
ولكن بالمُقابل نرى تذللهم الواضح لإيران ورعبهم الجلي من تصريحات المسؤولين الإيرانيين , ومحاولتهم الدؤوبة في البحث عن حلول وطرق مناسبة ومُرضية لساسة طهران حتى يقبل الإيرانيين مبدأ التفاوض فقط حول برنامجهم النووي , فيتخلصون من شرهم ومن عجرفتهم !؟  

سبحان الله كل متعجرف مُتعالي يُسلط الله عليه من يذله ويتعجرف عليه فيرغمه على المُهادنة والقبول بالأمر الواقع !!!  
فوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد عرض على إيران قبل أسبوع إقامة مجمعاً خاصاً بتخصيب اليورانيوم ويكون في بلد مُحايد , أي كونسورتيوم مُستقل يُزود إيران باليورانيوم المخصب وذلك حسب الحاجة فقط ويكون في دولة مُحايدة كسويسرا مثلاً ؟  
وقد رفضت إيران عرض سعود الفيصل لأنهُ يعني إيقاف تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية , واعتبروا أن هذا الاقتراح هو أصلاً اقتراحاً إيرانياً لأنهم سبق أن طلبوا من دول الخليج أن يشتركوا معهم في إقامة مجمعاً خاصاً بتخصيب اليورانيوم ويكون مقره في إيران ؟  
فكان على آل سعود أن يخجلوا من أنفسهم ويفهموا أن إيران لا تعترف بهم كند موازٍ لهم ولا تحسب لهم أي حساب , وهي تنظر إليهم كما ينظرون هم باستصغار لبعض الدول العربية والخليجية , وأن مفاوضات الإيرانيين تتم مع أسياد آل سعود مرةً في العلن وعشرات تحت الطاولة , فما حاجة إيران للتفاوض مع العبيد إذا كان السيد يجلس معهم على نفس الطاولة على مبدأ الند للند !؟  
لكن الملك السعودي المُغفل عاد وكرر اليوم أيضاً مبادرة الكونسورسيوم المُحايد , وكأنه لم يستمع للرد الإيراني الواضح على ما قاله سعود الفيصل قبل أيام !!!  
والسبب أن آل سعود أذلاء ومُطيعين لأسيادهم وأيضاً هُم جبناء وخانعين وأقزام أمام الأقوياء فقط , ولكنهم مُتعجرفون على الأشقاء وأشداء على الضعفاء ومُتعالين جداً على كل من يهادنهم أو يرضخ لهم .  
والدليل أنهم في إعلامهم المرئي والمقروء يستدلون دائماً في أخبارهم بالصحف البريطانية والتي مرمطتهم ومسحت بكرامة مليكهم الأرض , مع هذا تجدهم يستعينون بأخبار تلك الصحف لأنها صحف أسيادهم وولاة نعمتهم ولا يجرؤون على مُقاطعتها !؟  
بالمُقابل تجدهم يمنعون الصحف العربية التي تنتقدهم بنعومة فائقة فيقاطعونها ولا ينقلون منها أي خبر مهما كان نوعه أو مصدره , فقط لأنها صحف نوهت من بعيد لخطا ما في سياستهم أو نشرت خبراً لا يُرضيهم والسبب أنها صحف تابعة لدول ضعيفة كما يُصنفها آل سعود , أو صحف مملوكة لأشخاص عاديين لا يرعبون آل سعود ولا يخشونهم .  
إذن نصيحة لكل من له خلاف مع آل سعود فيعلم أن هؤلاء المخلوقات لا ينفع معهم إلا أسلوب القوة والقسوة والركل , وكلما دعست على رؤوس آل سعود ازدادوا ليونة ونعومة , فعلى الجميع إذن أن يُدعسوا على رؤوسهم العفنة وسوف تُسرون بالنتائج التي تجعل الغسيل أكثر بياضاً .  
نصيحة مجانية من خبير مُحترف وضليع في الشأن المرخاني السعودي .

سعود السبعاني