كما ان ذلك سيعني بان التيار لم يرتب اي اثر على بيان الصدر
الاخير، اذ كيف يعقل ان يتمسك التيار بقرار كان قد اتخذه ابان فترة
(الاحتلال) في الوقت الذي يعتقد فيه زعيمه بان تلك الفترة من الزمن
قد انتهت ولقد بدا زمن جديد يختلف عما مضى كل الاختلاف؟.
لقد تفهم العراقيون موقف التيار المقاطع للتعامل مع الولايات
المتحدة طوال السنين التسع الماضية، على اعتبار انه كان يستند الى
موقف مبدأي من المحتل، وهو الموقف الذي كان يعبر، بشكل او بآخر، عن
شريحة واسعة من الشعب العراقي، اما الان وقد انتفى هذا المبرر، وهو
ما اشار اليه السيد الصدر في بيانه الاخير، فما الداعي، اذن،
للاستمرار بالتمسك بمثل هذا الموقف وهذا القرار؟ والعقل والمنطق
يدعوان الى اعادة النظر بالقرار بعد انتفاء المبرر؟.
لقد كان للقرار ما يبرره عندما كانت الولايات المتحدة تعتبر دولة
محتلة للعراق، اما الان وقد اكملت انسحابها من العراق ولم تعد كما
كانت دولة محتلة، فما الداعي من عدم التعامل معها اسوة باي دولة
اخرى في هذا العالم الذي يسعى العراق الجديد لبناء علاقات حسنة
وطيبة معها، خاصة وان الولايات المتحدة دولة مهمة في العالم وعلى
مختلف الاصعدة؟.
ان التيار الصدري الذي قرر تغيير طريقة تعامله مع الملفات
الاستراتيجية في العراق الجديد بناء على انتهاء حالة الاحتلال التي
دخلتها البلاد مع شروق شمس اليوم الاول من العام الميلادي الجديد
(2012) وهذا ما يلمسه المتابع للملف والشان العراقي، ان على صعيد
الخطاب السياسي او الاعلامي او على صعيد الحركة السياسية للتيار
الصدري او حتى على صعيد علاقاته السياسية، والتي شهدت تطورا وتغيرا
ايجابيا ملحوظا سيساهم في عملية اعادة الاعمار والبناء التي انطلقت
بشكلها الجديد مع استعادة العراق لسيادته بحلول هذا العام
الميلادي، فانه من الاولى بهذا التيار ان يعيد النظر في قراره بشان
العلاقة مع الولايات المتحدة، والذي، كما ارى، يقف على راس كل
المتغيرات الجارية في العراق الجديد.
الى ذلك، قال نـــــزار حيدر، ان الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف،
خاصة في بلاد المهجر يساهم بشكل فعال وكبير في توحيد صفوف الجالية
العراقية المنتشرة في مختلف بلدان المهجر، لما لهذه الذكرى من دور
في اثارة القيم الانسانية العظيمة التي جاء بها الرسول الكريم (ص)
والتي تقف على راسها قيم (الوحدة) و( العدل) و (المساواة) ولذلك
فان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سيساعد ابناء الجالية العراقية
على تقمص هذه القيم والتربية عليها بما يساهم في توحيد صفوفهم
بعيدا عن كل انواع التمييز الطائفي والعرقي، والذي دفع ثمنه
العراقيون انهارا من الدماء، سواء ايام النظام الشمولي البائد او
ما بعد سقوطه في مزبلة التاريخ عندما وظفت جماعات العنف والارهاب
هذا المرض لقتل الابرياء وتدمير البلاد والتي كادت ان تقذف بها في
اتون حرب اهلية طائفية، لولا صبر العراقيين وتحملهم وعظهم على
الجراح لحين من الله تعالى عليهم بالقضاء على الفتنة الطائفية التي
لا زال هناك من يسعى لتوظيفها من اجل تخريب العراق وبناء النظام
الديمقراطي، خاصة تلك القوى السياسية التي لا زالت تضع يدها بيد
الارهابيين من القوى التكفيرية وايتام الطاغية الذليل.
واضاف نـــــزار حيدر الذي كان يتحدث لقناتي (الفيحاء) و
(العراقية) الفضائيتين على هامش مهرجان الولادة الذي اقامته
الجالية العراقية في العاصمة الاميركية واشنطن:
ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عامل مهم جدا في توحيد صفوف
المسلمين، ولذلك فان كل من يحرم الاحتفال به ويعتبره بدعة او نوع
من انواع الشرك بالله تعالى، انما هو لا يريد ان يرى المسلمين
متحدون وملتفون حول الذكرى العطرة، فالمسلمون في العالم والذين وصل
تعدادهم اليوم الى اكثر من (2000) مليون نسمة يحتفلون كلهم
بالمولد، فلماذا يشذ هؤلاء عن الجماعة ويرفضون الاحتفال بالمولد؟
اولم يرووا هم حديثا عن رسول الله (ص) قال فيه {لا تجتمع امتي على
ضلال}؟ فكيف يريدون اقناعنا بان الملياري مسلم على ضلال وهم وحدهم
على حق؟ الا يعني ذلك بانهم يمثلون الشذوذ وانهم هم الشاردة التي
للذئب؟.
انهم يبررون فتاوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كون
الرسول الكريم (ص) لم يحتفل به، وان اي من (الصحابة) لم يفعل ذلك،
وكأن الرسول الكريم قاد سيارة مفخخة وقتل فيها الابرياء ليعتبروا
العمليات الانتحارية فعل استشهادي يقود صاحبه الى مادبة عشاء مع
رسول الله (ص)؟ او كأن الرسول الكريم طاف حول الكعبة من الطابق
الثالث ليجيزوا للحجاج اليوم فعل ذلك؟ او كأن الرسول (ص) اقام نظام
القبيلة في المدينة المنورة ليدعم فقهاءهم اليوم نظام القبيلة
الفاسد في دول الخليج؟ او كأن النبي ابتاع السلاح الفتاك من القوى
العظمى ليفتك بالمسلمين، ليجيز فقهاءهم لنظام القبيلة، خاصة في
الجزيرة العربية والبحرين، شراء السلاح الفتاك من الغرب حتى
التخمة، طبعا ليس من اجل تحرير مقدسات المسلمين من الصهاينة
الغاصبين، ابدا، وانما من اجل قتل الشعوب العزلاء من كل سلاح، كما
يحصل اليوم في البحرين والجزيرة العربية مثلا؟.
انهم يمثلون قمة الدجل والتخلف والامية والمتاجرة بالدين، ولذلك
تحولت فتاوى فقهاء التكفير ووعاظ السلاطين الى (فتاوى تحت الطلب)
تحلل وتحرم ليس كما تمليه عليهم المصالح العامة للامة او ما يمليه
عليهم الدين والضمير، وانما طبقا لما تمليه عليهم مصالح الحكام
الظلمة، ولذلك راينا كيف ان الطاغية الذليل صدام حسين كان كافرا لا
يستتاب طبقا لفتوى كبيرهم ابن باز، اذا به شهيد ينعم بجنان الخلد
عندما اعدمه العراقيون بسبب جرائمه البشعه التي مارسها ضدهم، اثر
محاكمة عادلة توفرت فيها كل شروط العدل والانصاف.