موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 

التيار الصدري شريك صعب لا يمكن تجاهله   

جميل عودة

 أكثرية الشباب العراقي الشيعي، خاصة في بغداد مدينة الصدر ومدن الجنوب وأطراف الوسط، والطبقات المسحوقـة، يميلون إلى التعامل مع التيار الصدري حيث تجد خطابات الزعيم الشاب السيد مقتدى الصدر صدى كبيرا في نفوس مؤيديها، بينما لا تحظى خطابات وكلمات الزعماء السياسيين العراقيين بكثير من الاهتمام إلا في أوساط أنصارهم المحدودين.

  وعندما تذهب في ساحات المدن المكتظة بالسكان تجد المئات من الشباب واقفين أمام "الجنابر" ومحال التسجيلات وهم يستمعون إلى تصريحات السيد مقتدى بينما يشتري آخرون صوره المطبوعة في مطابع يقف وراء بعضها تجار مستفيدون، وإذا ما أراد السيد مقتدى أن يُخرج بمظاهرة مليونية في شوارع المدن العراقية وأزقتها فانه لا يحتاج إلى الكثير من المشقة!.

  لكن التيار الصدري رغم جماهيره الواسعة، إلا أن مناوئوه كثيرون أيضا، وهم أكثر قدرة وعدة وخبرة، فقد تمكنوا من السيطرة على مراقد الأئمة وأضرحة الأولياء والصحابة بعد أن كانت تحت يد الموالين للتيار، وزُحزح أنصار التيار عن صلاة الجمعة التي ابتدئها آية الله العظمى السيد محمد الصدر، وأغُلقت مكاتبهم في أكثر من محافظة.

  والسؤال هنا هو من أين جاءت جماهيرية التيار الصدري، ولماذا يتصدى لها بعض التنظيمات الدينية والسياسية الشيعية وغير الشيعية، فضلا عن القوى الخارجية؟

   تعود تسمية هذا التيار الديني الإصلاحي إلى الإمام المصلح السيد محمد صادق الصدر"قدس" الرجل الذي حاول أن يقود عملية إصلاحية شاملة في العراق على مستوى المؤسسة الدينية الشيعية في النجف الأشراف، وعلى مستوى السلطة السياسية بالتصدي إلى نظام الحكم البعثي البائد، فقد شمل الإصلاح الداخلي إعلان السيد محمد الصدر نفسه ولاية الفقيه ومرجعية الأمة، وصنف الحوزة الدينية إلى حوزة ناطقة عنى بها نفسه وأتباعه، وإلى حوزة ساكتة، يقصد بها غيره، كما أقام صلاة الجمعة باعتبار ولايته في مسجد الكوفة، فضلا عن إرسال المبلغين إلى مناطق جنوب ووسط العراق، بينما تصدى للسلطة البعثية يوم ذاك بالإعلان عن موقفه إزاء سلوكها ورفضه لها، كان أهم مطالبه الإطلاق الفوري لصراح أئمة الجمعة من أنصاره وتهديدها بالعصيان.

  خلال ذلك هُوجم السيد محمد الصدر رحمه الله من داخل مؤسسات الحوزة الدينية، ووصم بالعديد من الاتهامات والإشاعات، إلا أن إرادته غلبت كل الإرادات، وسعيه كان أكبر من مساعي مناوئيه، فاخذ يجتذب الواحد تلو الآخر من طلبة الحوزة واستطاع أن يكون العالم الناطق باسم الجماهير، والمعبر عن مشاعرهم إزاء ظروفهم وهمومهم ومعاشهم في ظل نظام مستبد، فلم يجعل مسألة من المسائل الآنية إلا وتدخل فيها، كصرف أموال الحاضرات المقدسة، والعشائر، والمرأة، والسياقة، وحياة الغجر.

  وإذا كان بعض من شكك في نشاط الصدر الديني من الحوزويين والسياسيين، فان اغتياله مع ابنيه بعد خروجه من صلاة الجمعة عام 1999 زاد من أنصاره ومؤيديه، وورث السيد مقتدى حب الشيعة لوالده، وأعلن بعد سقوط النظام على أيدي قوى التحالف تأسيس جيش سماه "جيش المهدي" نسبة إلى الإمام المنتظر الذي يملي الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا.

   بعد وفاة الإمام السيد محمد الصدر رحمه الله نقسم أتباعه على أنفسهم، بناء على وصيته في الرجوع إلى آية الله السيد كاظم الحائري في مدينة قم، والشيخ آية الله اسحاق الفياض، وإلى آية الله محمد اليعقوبي. وفي الوقت الذي لم يستطع آية الله الحائري استيعاب الحشود الصدرية التي ترددت إلى بيته في مدينة قم زرافات زرافات، ولم يحرك ساكنا، فان آية الله محمد اليعقوبي حاول أن يؤسس بالصدرين تيارا جديدا اسمه "التيار اليعقوبي" فراح أولا يعنى برجال الدين المعممين فألفهم في "جماعة الفضيلة" ثم استخلص منهم وضم إليهم أكاديميين صدرين معتدلين في "حزب الفضيلة".

 

   خلال ذلك انفرط عقد الصدريين في كتل وأحزاب وتيارات من بينها "تيار الحسني" رجل الدين الشيعي الذي ادعى ولاية الفقيه، الذي راح يجمع بعض أنصار التيار الصدري من الشباب الحماسي "شبه المتطرف" ليقوموا بأعمال دينية وروحانية، وبعض الممارسات السياسية، وهو تيار في طور التكوين والتوسع.

  لكن تيار السيد مقتدى الصدر أبن الإمام السيد محمد الصدر مؤسس التيار الصدري الحديث، كان أكثر التيارات جماهيرية وجدلا؛ نظرا لطريقة تأليفه وتكوينه وقيادته وسلوكه، فقد ولد تيار السيد مقتدى وولد معه أعدائه التقليديون المنافسون له في شؤون الحوزة، وفي شؤون السياسة على المستوين الداخلي والخارجي. 

  فلم يكن السيد مقتدى الصدر بحسب التقليد الحوزوي رجلا مجتهدا، ليكون له مقلدون وأتباع دينيون يقلدونه في رسالته، ويجلبون له الحقوق الشرعية، كعلماء الشيعة الكبار في النجف الأشرف، كما أنه كان يفتقد إلى الممارسة السياسية والعمل السياسي بالقياس إلى الزعماء السياسيين الشيعة الذين امضوا جل حياتهم في مقارعة النظام السابق في خارج العراق، وكانت لهم علاقات سياسية مع أشخاص دوليين ومؤسسات ودول عربية وإسلامية وعالمية.

  فطرح مناوئوه من الحوزويين إشكال عدم اجتهاده، بينما وصفه فرقاؤه من السياسيين بضعف الخبرة السياسية، وربما كانت هذه الإشكالات هي التي دفعت السيد مقتدى الصدر إلى إكمال دراسته في حوزة قم بإيران، وإلى تجميد جيش المهدي بعد أحداث كربلاء المقدسة.

  في الآونة الأخيرة وبالتحديد بعد أحداث البصرة الأخيرة، ظهرت الكثير من الدعوات الدينية والسياسية العراقية بما فيها دعوات شيعية تدعو سرا وعلانية إلى الحد من التيار الصدري خصوصا جناحه العسكري "جيش المهدي" وهناك أكثر من رأي وقول وتفسير؛ منها القضاء على العصابات والجماعات المسلحة المسيطرة على تهريب النفط والموانئ العراقية بحسب الرواية الرسمية الحكومية، ولكن هذه الدعوات تزامت مع قرب انتخابات مجالس المحافظات وإصرار التيار الصدري على تمرير قانون مجالس المحافظات، ورغبته في المشاركة بقوة بعد أن امتنع عن المشاركة في الانتخابات السابقة، وقد تكون قدرة التيار من الناحية العسكرية على تغيير مجرى الانتخابات القادمة هي الأسباب التي دعت بعض الأحزاب والشخصيات السياسية إلى العمل مبكرا إلى الحد من نفوذه، مضافا إلى وجود شخصيات قيادية في تيار تستفز الآخرين . 

  لكن بصرف النظر عن التأويلات والتفسيرات التي تطرحها الحكومة العراقية والجهات والأحزاب السياسية الحاكمة أو ما يطرحه الصدريون أنفسهم، هل ما يحصل من إجراءات ونشاطات عنفية على ارض الواقع هي عمل سليم يوافق مستقبل العراق؟

   في تصورنا أنه من الخطأ الاستراتيجي والفاحش ليس في دائرة الطائفة الشيعية بل في الدائرة العراقية الواسعة أن تعمل الأحزاب السياسية بالضد من التيار الصدري، فبالإضافة إلى كونه تيارا وطنيا له جماهيرية كبيرة،  فأن جميع هذه الأحزاب تدرك أنه لولا التيار الصدري وجيش المهدي لما تمكنت الحكومة من القضاء على القاعدة ، أنفسهم الأمريكان يعترفون بذلك وهم يدركون جيدا أنه من الخطأ أن يقاتلوا جيش المهدي، لذا تراهم يقاتلون بعض جهاته التي يرى الأمريكان أنها مرتبطة بأجندة خارجية. يقول الكاتب الأميركي جيمس ديفيدسون في مقاله "التيار الصدري رقم صعب لا يمكن إقصاؤه" وهو يروي تجوله في مدينة الصدر في بغداد " الأميركيون في النهاية لم يجدوا بدا من الأعراب عن احترامهم للصدر، فبعد سنوات من القول عنه انه قاطع طريق بدءوا يشيرون إليه باسم «السيد» وخاصة بعد أن التزم بوقف إطلاق النار الذي سبق أن أعلن عنه"

  لذا فأنا ندعو التيارات السياسية والشيعية بالخصوص إلى تجاوز الماضي بكل سلبياته، والتفكير بالمستقبل بكل إيجابياته، لان المستقل أهم من الماضي، والمستقبل هو الذي سوف يحكم على مدى نجاح تجربة حكم النظام الديمقراطي سيما الأغلبية الشيعية في العراق، وأن يلتزم  الجميع في التعامل مع الدولة الجديدة بمبادئ السلام واللاعنف وترجيع الوسائل السلمية في المعارضة، لان اللجوء إلى الدس والعنف السياسي، ليس من مصلحة العراقيين الشيعة، ولا يخدم إلا المتربصين، ولان الحقيقة الوحيد ة التي يمكن لأي شخص أن يتوصل إليها هي أن استخدام السلاح على هذا النحو لن يجدي نفعا، وأن التفاهمات السياسية هي الأقدر على إعادة الحياة الطبيعية للعراق. 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه