قمم سابقة لم تأتي أُكلها في أي حينٍ، حيث لم تنصر مظلوماً
وتعطيه حقه، ولم توقف ظالماً عند حده، ولم تنصر أخاً ولا أبن
عم، ففي القمم، كانت تباع وتشرى الذمم، ولا زالت.
جاءت قمة بغداد في آذار 2012 بعد تغيرات جاءت بصورة عفوية
وثورية كما في تونس ومصر، وكانت بصورة مخطط لها وبتدخلات
خارجية أجنبية كما في ليبيا واليمن، وحيكت مؤامرات ومخططات
ومخابرات ضدها ولم تنجح بعد كما في سوريا والبحرين.
جاءت القمة العربية التي لم تكن قمتها بقمة الشعوب والعدل
والحرية والمساواة والأنصاف والكرامة بل بقمة رؤساء لم يكن
لقمتهم المزعومة أي قمة شامخة تسمو بها متفاخراً حين تغتدي
وتروح.
رؤساء حكموا البؤساء، فعاثوا في أرض الله كما شاءوا لا كما
شاء...
فالحكم ملك عضوض لهم لبسوه فلم يخلعوه، فهو لهم لباس ورداء...
يلبسه صباحاً ليخلعه ليلاً فينام مرتاباً ففي الفراش مشقة
وعناء...
فينتصب واقفاً مذعوراً فهنالك خطأ...!!
فالخوف والقلق والتفكير والارتياب لا يسمح بذلك...
حاول ولكن دون جدوى...
فالشعب من وراءه وكلاهما سيراً حثيثاً إلى الوراء...
جاءت القمة في أيام يتمنى المرء فيها صلاح الحال، ويتحقق ما في
البال، من أحلام يقظة تفجرت في ربيعٍ عربي سيّسوه وحرّفوه
وأقاموا عليه الحد، ليتحول الربيع إلى الخريف وخوفي من قرب
حلول الشتاء.
جاءت قمة بغداد بعد أن قضى شعب نحبه، وشعب آخر ينتظر، وكثيرين
منهم ما بدلوا من أنظمتهم تبديلاً...!!
جاءت قمة بغداد بمتغيرات الحرية والديمقراطية التي عابوها على
العراق وحاربوه لذلك وقتلوا شعبه بتفجيراتٍ ومؤامراتٍ أكلت
الأخضر واليابس وأرادوا مع البعض من سياسيي العراق جعله ضعيفاً
وفاشلاً فتحقق لهم بعضه وفشلوا بصمود الواعين من شعب العراق
فلم يتحقق المشروع كله، واليوم يرددون عبارات الحرية
والديمقراطية التي كانت بالأمس رذيلة وجريمة لتصبح بين ليلة
وضحاها أم الفضائل.