يا هذا التفجير من أنت لتقتل صديقي...!!
قال التفجير ومن صديقك محمد هذا كي أعير له إهتماماً وأقتله؟!
ففهمت على الفور أن قصد التفجير الذي كان بأسم الله ومحمد
الرسول (ص) الذي يفهموه على طريقتهم ليقتلوا الله ومحمد الرسول
الحقيقي (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)...
كان قصد التفجير الذي سهّل حصوله ومهد له الفاسدين من سياسيي
العراق ومسؤوليه ودول الجوار والأحتلال وبقايا النظام السابق
أن يصبح ويمسي في أرض العراق...
كان قصده أن يقول قد مات محمد الرسول الذي أرسله الله رحمة
وهدى ونور وطمأنينة وسلام للبشرية...
أراد القول بأن في التفجير محمد الرسول (ص) قد مات...
ولكن صديقي محمد مات فيه أيضاً...
ماتوا سوية إذاً.. رسالة محمد (ص) وصديقي محمد...
في هذا اليوم والأيام دول (وتلك الأيام نداولها بين الناس) لكي
يعوا ويفهموا ويعرفوا ولكن يأبى الغبي ألا أن يكرر خطئه كل
يوم...
في مطعم (حسّان) في (بابل)...
كان محمد يتناول طعام الفطور بما رزقه الله من مالٍ قليل لا
يساوي معشار معشار ما سرقته السياسة من خيرات العراق...
كان أعزباً فلا طاقة له بتكاليف الزواج، ومن أين له بمالٍ
للزواج...
انتهى من الفطور ودلف لباب المطعم حيث كشك الشاي الساخن ورائحة
الهيل تفوح منه بعطرٍ أجمل من العطور المريبة التي تفوح من
الغرف المغلقة في دهاليز سياسيي العراق ومسؤوليه...
أن أسكب لي يا صاحب الشاي قدحاً من شايٍ يعدل المخ الذي أشغلته
وأتعبته وأوجعته صراعات السياسيين وفسادهم...
سكب الشاي وبلحظة موسيقى هادئة لطقطقة الملعقة في قدح الشاي
تدوره وتفوح من القدح رائحة أزكى من رائحة القصور الرئاسية
والمباني الحكومية الفخمة...
في تلك اللحظة دوى الانفجار أن يا محمد سيرتاح مخك للأبد...
أن يا محمد كف التفكير فستذهب لربٍ لا فساد عنده ولا ظلم وغبن
وقتل كما يحصل في العراق...
لقد استنكروا يا محمد في وسائل الأعلام قتلك...
وياما كنا نضحك على عبارات الاستنكار البائسة والفارغة تلك
التي سئمنا صدورها منهم...