نقاط السيطرة على الإنسان

 

حيدر محمد الوائلي

 

بالصدفة !!

ولرب صدفة خير من ألف ميعاد ...

عثرت في موقع الفديو الشهير (Youtube) على سلسة حلقات لبرنامج إسمه (القادمون) (THE ARRIVALS) وهو يتكون من (51) حلقة بوقت عرض مقداره حوالي العشر دقائق لكل حلقة ...

تابعتها بالكامل ، رغم صعوبة التحميل ورداءته أحياناً (الخلل بالشبكة كالعادة) ، ولأيام وليال وفي كل حلقة يُكتشف لي شيء جميل ويتنور في ذهني نور آخر وكل يوم تكشف لي حقيقة مؤثرة .

هذه السلسلة لم يقم بتوليفها وتأليفها ومونتاجها سوى مجموعة شباب عادي حالهم حالنا ، لا علماء ولا من مرتدي الأزياء المميزة أو الرسمية ...

وكم من شباب عادي خير من مرتدي عمائم وربطات عنق وأزياء رسمية ، وأفضل من جالسين على كراسي ومنابر هم ليسوا أهلاً لها ولكن شباب منسي من هو أهل لها ولكنهم منسيون . 

 

تميزت هذه السلسلة بعذوبة موسيقاها كعذوبة أفكارها ، وجمال مونتاجها ، وطريقة تجميع الرموز والدلالات من مقاطع الأفلام العالمية وتوظيفها بشكر بارع الى أبعد الحدود . يجلب التشويق ويزيح الملل ...

سلسلة ذات أسلوب منمق ، وجميل ، تكشف الكثير من الأسرار وتوضح الكثير من الأفكار ... واظب على جمعها وتوظيفها مجموعة شباب -كما قلت-  (كاجوال) (casual) بكاميرات ووسائل إنتاج بسيطة  ورغم ذلك فلدى مشاهدتها تثير في المشاهد التشويق وحب الاستمرار لمعرفة ما يلي من الأفكار ...

 

تصوروا أن عدد مشاهدي الحلقة الأولى من هذه السلسلة وصل ليوم كتابة هذه السطور الى (1,989,766)  (مليون وتسعمائة وتسعة وثمانين الف) . طبعاً وفي تزايد ...

طبعاً غير الأقراص الدي في دي التي تجمع السلسلة كاملة وتم نشرها بعد إشتهار السلسلة من على الأنترنت . 

 

لم يهدأ لي بال حتى قمت بمشاهدتها وتخزينها بالكامل على كمبيوتري لأني متأكد بأني سأعيد مشاهدتها ثانية للقيمة العالية التي تحتويها ...

وأنا ولو إني أصغركم عمراً وشأناً فأنصح القراء الكرام بمتابعتها ... وتحميلها وفهما ، وسبر أغوارها .

 

أحدى تلك الحلقات ألهمتني كتابة هذه المقالة لذا إقتضى التنويه من باب حفظ حقوق الأقتباس العلمية ، وضرورة الإشارة الى مصدر الاقتباس وهي امانة لكي لا تصبح كتباتنا مسروقة ... كعدد ليس قليل من الأفكار والكتابات المسروقة .

 

في أحدى الحلقات الجميلة وكل الحلقات جميلة تمت مناقشة نقاط القوى أو الطاقة في الإنسان وهي كما يلي :

طاقة الجنس وشهوته ...

طاقة الطعام والمعدة ...

طاقة القلب والعاطفة ...

طاقة الكلام ...

طاقة العقل والتفكير ...

 

وللأسف الشديد وكم نأسف على حالنا في هذه الدنيا المؤقتة ، فلقد تم فساد هذه الطاقات أو تعمد سيطرة المفسدين على الوسائل التي تساعد على إفسادها ...

وبهذه الطاقات يكمن صلاح الأنسان وفساده ... وكل طاقة تفسد وتصلح تبعاً للوسيلة التي تستخدم بها في إشباع وتغذية تلك الطاقة ...

 

فطاقة الجنس موجود لدى الأنسان ، لذلك كانت من اللازم لقوى الظلام إفسادها للسيطرة عليه بها  وإشغاله بها ، لذلك ترى كثرة المواقع الأبحاية على الانترت ، ومواقع الأغراء والفضائح ، وقنوات التلفزيون التي تعرض ما هب ودب ، والمشاهد يسيل لعابه لما يعرضون ، مما يثير الرغبة في الزنى والعادة السرية ...

بينما وضع الله لنا متنفس سليم وصحي لها وهو الزواج والمعاشرة الجنسية الشرعية بنوعيها الدائم والمؤقت ...

وكذا بمتابعة أمور جعلوا الأنسان مهووس بها كالحيوان الذي لا هم له سوى غريزته ، وكم من إنسان اليوم كل همة غريزته لا صلاح نفسه وصلاح إسرته ومجتمعه ...  

هذا فضلاً عن الفساد الفكري والديني والعقائدي والذي هو أشد ضرراً من الفساد الجنسي ...

 

وبالنسبة لطاقة الطعام والمعدة فقد أفسدتها قوى الظلام بالأكلات الحرام والخمر وتحصيل الأموال الحرام والربا ، بل الكثيرين مشغولين ومهووسين بالطعام والشراب وهمه ما يملأ بطنه أولاً وأخيراً ، مع العلم أن الله وضع لنا مكاسب محللة بالبيع والشراء والتوظيف وتحصيل الحلال وحرم الرشوة والربا والسرقة والأحتيال فمالكم تتركون الحلال ويسيل لعابكم على ملأ معدة من الحرام رغم أن الحلال متاح ...

 

وكذلك ما يوصي به الأنبياء والرسل وبعضهم يكمل بعضاً وخاتمهم الرسول محمد (ص) بضرورة مراعاة الأعتدال في كل شيء وحتى في الأكل ...

 

وبالنسبة لطاقة القلب فلقد إستطاعت قوى الظلام من جعل القلوب قاسية بالنزاعات الطائفية والقتل وبث روح الكراهية ، وحتى أصبح البعض يتلذذ لقتل شخص ما فقط لأنه يخالفه في الفكر والعقيدة ، ويفرح لدى تفجير مجموعة من السكان الذين يخالفهم بالمعتقد ، مع العلم أن الله أسس التشريعات على أساس كونها تشريعات محبة ومودة وخير وسلام ...

وأوصى بحقوق النبات والحيوان كم أوصى بحقوق الأنسان ... فمالنا لا نراعي حقاً لا لحيوان ولا لأنسان ولا لنبات ...

وكذلك بزرع الكراهية والعنصرية والطائفية والقومية والمظهر والتبعية ... فأصبح هم البعض لا الرقي بهذه الحياة بل في إنحطاطها ...

 

وبالنسبة لطاقة الكلام فتلوثت بالكلمات البذيئة والسب والشتم والقذف والتهجم والطعن لمجرد الأختلاف ، وكذلك الأغاني الوضيعة وكلماتها السخيفة والتي يرددهها البعض كالببغاوات ، مع العلم أن الله أكد على ضرورة أحترام الاخرين والالتزام بالذوق العام ، وعدم التفوه بالتفاهات والطعن والتجريح ...

 

وهل يوجد في الأغنيات سوى فلان أحب فلانة مع رقصات فاضحة في فديو كليب ...

وأي كلمات تغنيها ويغنيها المغني والمغنية سوى تفاهات من تسطير حروف وموسيقى وضيعة تتراقص لها الأرداف المنحطة وتقف منذهلة لسخافتها الأرواح العذبة ...

ولا خير في مجتمع تنتصر أردافه على أرواحه ...

 

وبالنسبة لطاقة العقل فقد شغلوها بكل شيء لا يصح التفكير به ، فهي مشغولة بالملاهي واللهو والمخدرات وحبوب الهلوسة والكتب المضللة والمسلسلات الخادعة والبرامج التافهه وبرامج التسلية ، فجعلوا تفكير البعض مشغول بها لا مشغولاً بصلاح النفس والعائلة والمجتمع ، أو تحقيق تغيير ايجابي في حياة الفرد والمجتمع ... 

طبعاً إن التسلية هي وسيلة للترويح عن النفس ، والغرض من التسلية هو كذلك فلماذا يجعل الكثيرين من الناس التسلية هدفهم ومقصدهم وكل ما يرومون ...

 

حتى أصبحنا كما يقول صاحب كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج) الكاتب الأمريكي (وليم كاي كار) (William Guy Car) كأحجار الشطرنج التي يتم تحريكها من طرف خفي ، فالشعب هم أحجار الشطرنج ، ورقعة الشطرنج هي الأرض التي نعيش عليها ، وأما بالنسبة للاعبين فمخفيين ... !!

يحركونا كيفما شائوا ، متى ما شائوا وأينما شائوا ...

ونحن عبيد !! سمعاً وطاعة !!

 

فيما يلي رابط الحلقة الأولى وعلى صفحة المقترحات في يمين شاشة العرض بقية الحلقات وأرجو متابعتها :

 

 http://www.youtube.com/watch?v=le_ySMrOkFU

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم