ليكون هذا الحديث كافياً ليقدسه ويرفعه بعض رجال دين وبعض
كتّاب التاريخ والكثير من علماء الدين (اليوم) إلى أعالي المجد
والعطاء والفضيلة..!!
كتب العالم (النسائي) كتاباً في فضائل الأمام علي (ع) بنص
أحاديث الرسول محمد (ص)، فحاربوه في ذلك اليوم قبل مئات السنين
على فعلته (الشنعاء)!! تلك، وسألوه لماذا لم تكتب في معاوية
مثلما كتبت في علي؟!
فأجابهم النسائي: ماذا أكتب في رجل لم أجد في السنة النبوية
فيه إلا حديثاً واحداً (لا أشبع الله بطنه)...!! ليقتلوا
النسائي فيما بعد بسبب هذا الكتاب...!!
واليوم نفس الشيء حيث يُفجرون ويقتلون ويحرضون على القتل
ويتشمتون ويفرحون لما يحصل من تفجير وقتل لطائفة إسلامية ذنبها
أنها خالفتهم في الفكر والعقيدة في نفس الدين...!!
وما سكوتهم اليوم عمّا حصل ويحصل من قتل وتفجير وتهديم أضرحة
ومساجد وتصريحات نارية وطائفية، إلا رضا، والسكوت علامة
الرضا...
يساوون هذا الذي (لا أشبع الله بطنه) ويعدلونه بأول القوم
إسلاماً من بات بفراش النبي (ص) لما تربصت به قريش الدوائر
وأرادت قتله فغطى على غياب النبي (ص) وخروجه وصاحبه أبا بكر
الصديق لغار حراء، فتفاجئت قريش بأن علياً هو النائم في فراش
النبي (ص)...
وليصور بعض الكتاب البائسين اليوم أن حرب الأمام علي (ع) في
الجمل وصفين والنهروان هي (مزحة)!! بين (أصحاب)!! وأنهم رغم
حربهم وقتالهم (أصدقاء حميمين)!!
ولكن من حارب الخليفة أبو بكر وعمر وعثمان هم صحابة منافقين
وفاسقين ومهدوري الدم حيث حاربوا كل من لم يبايع الخليفة الأول
أبا بكر بل وقتلوا بعضهم مثل الصحابي (مالك بن نويرة) وقبيلته
التي أبيدت بالكامل، وأرغموا البعض الأخر على البيعة بالقوة،
ولكن مع من حارب الخليفة الرابع علي فهو صحابي مقدس لا يجوز
الكلام عليه ويجب تكريمه وتبرير فعله بأنه أخطأ خطأً
بسيطاً...!!
نفس من يسميهم القوم صحابة مقدسون لم يقدسوا أنفسهم ولم يقدسهم
أحد يومها، فما بالكم اليوم تكادون تعبدونهم لكثر ما تبررون
لهم وتمدحون رغم أن لا النبي (ص) ولا أصحابه الأخيار (رض)
برروا لهم ومدحوهم بشيء يُذكر، فقد كانوا يعلمون بأنهم باطلين
وفاسقين وضالين ومنافقين في حياة النبي (ص) فما بالك فيما بعد
وفاته (ص)...
فما بال (بعض) علماء اليوم وأرباب دينهم يجعلونهم أولياء الله
ونفس هؤلاء الأولياء لم يدّعوا ذلك لأنفسهم لعلمهم بضلالة
فعلهم...!!
هي حرب ضد الحق سنتها بني أمية وبني العباس واستمرت لليوم في
علماء ومؤسسات وكتب وفكر الناس الذين تم تلقينهم الدين تلقيناً
أعمى فعششت تلك الأفكار والاعتقادات في المؤسسة الدينية
والسياسية (اليوم) ممن تلقوا الدين بلا دراسة وفهم ودراية
وأكثرهم للحق كارهون لمّا يواجهون بالحق...
تحوّل الدين من دين لله الى دين للطائفة، ولا تحرك الأخلاق
والعمل الصالح الدين ولكن السياسة والرغبة هي من تحرك الدين...
يجب الالتفات بأن الكثير من مسلمي اليوم ليسوا المسلمين الذين
أراد الله سبحانه والنبي (ص) أن يكونوا عليه، ولن يكونوا
مسلمين حقاً حتى يطبقوا الحق بغض النظر عن الرغبة والسياسة
التي تعارض الحق، وحتى تطبيق والإيمان بما أراد النبي أن يكون
المسلمين عليه بقوله (ص): (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب
لنفسه) وقوله (ص): (المسلم من سَلِم الناس من يده ولسانه)،
ومصداقاً لقوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله
وهو أعلم بالمهتدين)
الاية125/سورة النحل.
يجب أن يكون الدين منهجاً يتم إتباعه كما هو لا كما تريده
النفس وما تشتهي، وإلا فلا داعي لإتباع الدين أصلاً خصوصاً وإن
الله مُشرّع هذا الدين وتفاصيله وهو يعلم بالنوايا وهو كما وصف
نفسه سبحانه:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم
خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم
أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون
*ها
أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا
لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل
موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور * إن
تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا
وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون
محيط)اية118-120/ال عمران.