الى معجمٍ طبقيٍ لكي يفهمه...
أي تفووو!! بيسارٍ كهذا...
أينكر حتى دمه...
ويا ناصر بن سعيد...
إذا كنت حي بسجن...
وإن كنت حياً بقبرٍ...
فأنت هنا بيننا ثورة عارمة...
أيها الناس...
أعلن أن الحجيج سلاحاً بمكة في السنة القادمة...
كافر من يحج بدون سلاحٍ...
يخلص مكة من دولةٍ عاهرٍ صائمة...!!
أزحفي أيتها الكتل البشرية...
هذي العيون الملايين لو نظرت ذوبتهم...
فكيف إذا حدّقت بالبنادق عابسة صارمة...
ويستطرد مظفر النواب في إلهاب حماس الثورة ويتجه مركب ثورته
لدول الخليج وحكامها الظلمة، ويصرخ بوجههم أنه ليس خائف من
ظلمهم ومن تهديدهم ووعيدهم وسجونهم حيث يقول:
أيها الناس...
هذي سفينة حزني...
وقد غرق النصف منها قتالاً بما غرقت عائمة...
وشراعي البهي شموخي...
تطرفت وعياً...
وأدرج في كل يوم كأني في قتلهم قائمة...
لا أخاف...!!
وكيف يخاف الجهور بطلقته طلقة كاتمة...!!
قدمي في الحكومات...
في البدء والنصف والخاتمة...!!
حاكم وحمت أمه عملة أجنبية في يومه فأتى طبقها...
وانقلاب بكل الحبوب التي تمنع الحمل يزداد حملاً...
وسلطنة ربعها لحية...
وثلاثة أرباعها مظلمة...
ومشايخ ملئ الخليج...
مراحل بعد الفراغ...
وأموالهم ذهبٌ إنما
أكزمة...
والجماهير قد حولت وزنها ضجة...
والبلاد إذا سمنت وارمة...
ولقد تشرق الشمس من حزننا غاربة...
وأجانب مهما نقاتل...
والحاكمون الخصايا هم العرب العاربة...
رحمة أيها الشعب ضج بشكل صحيح...
لقد تاه قلبي...
ولم يبق بيت به فرح كلها شاحبة...
أيها المنتشون بمحض الصراخ الملقن والبث والذبذبة...
لحظة الصمت أعظم إن صدقت...
يصدق الأنفجار ونيرانه اللاهبة...
أيها الجمهور صه لا تصفق...
لا تصفق لأنظمة غائبة...
مالها تتثائب هذي الجماهير...
تهتف وهي منومة...
زلزلي وإكفهري.. إكفهري...
يا أجمل من أمة غاضبة...
إمسحيهم فهم حاكمون بغايا بأفواههم...
والشريف الشريف شهامته سالبة...
اركليهم فأقدارهم يركلون...
وأقدارنا القوة الضاربة...
وتبقى أحلام مظفر الماضية التي لم تتحقق في الماضي، وللأسف
تحقق بعضها فقط في الحاضر وليس أكثرها فقد بقى كثيراً منها لم
يتحقق.
أحلام الحرية والكرامة والعدالة والخلاص من الظالمين، والخلاص
من الجالسين على كرسي الحكم وعدوه مغنماً لهم لا مسؤولية،
وغاية لا وسيلة.
والفقراء يحلمون، لأنهم إن لم يجدوا في الواقع خيراً فخيراً
لهم أن يحلموا، فالحلم في الخلاص ولو قليلاً من التفكير الكئيب
والمأساوي والظلم، فأحلموا ولو حتى حلم يقظة، ولا تُفسروا
الأحلام لكيلا تُعتبر منتمياً لحزب أو طائفة فأحفظه لنفسك...!!
سأل أحد الصحفيين العراقيين الرئيس العراقي الحالي السيد جلال
طلباني عن سبب عدم تكريم مظفر النواب لحد الآن؟!، فأجاب الرئيس
جلال طلباني: تكلمنا معه وأعطيناه استحقاقه من أموال وحقوق
فرفضها قائلاً:
(أنا لم أأخذ مالاً من أي رئيس من قبل ولن أأخذها منك الآن!!)
حفظ الله الشاعر الكبير مظفر النواب وعافاه وأنا أحببته لحبه
لمبدئه وإصراره وتفانيه في سبيل الكرامة والحرية.
إنتهت قصيدة النواب الثائرة (طلقة ثم الحدث) ولم تنتهي نار
ثورته بعد، ولا زالت الثورات العربية متقدة وسيأتي النصر
قريباً ولو بطول الصبر، ولا ظفر إلا بالصبر، ولا صبر إلا بوعي
وتفكير.
فيما يلي رابط صوتي صغير الحجم لرائعة (طلقة ثم الحدث) بصوت
شاعرها مظفر النواب أرجو الاستماع والاستمتاع: