سماحة المرجع الشيرازي دام ظله:
العصر الحالي هو عصر انتصار الإمام
أمير المؤمنين وزوال الظالمين
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية
الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من الفضلاء
من البحرين الجريح، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم
الأربعاء الموافق للواحد والعشرين من شهر رجب الأصبّ 1435 للهجرة،
(21أيّار/مايو2014م).
بعد أن رحّب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، بالضيوف الكرام، تم
تبادل الكلام حول معاناة الشيعة في العالم وكثرة الضيم والظلم
عليهم واستمرار المآسي والمشاكل، فقال سماحته:
إن شاء الله تتراكم الدعوات الصالحة وتتضاعف وتتآزر بعضها مع بعض،
فيعجّل الله تعالى الفرج.
إنّ الله سبحانه وتعالى كما صرّح في العديد من آيات القرآن الحكيم،
يريد أن يختبر عباده، والاختبار لا يتمّ إلاّ بالمشكلات. فالأنبياء
الذين اختارهم الله تعالى من بين العباد، يختبرهم جلّ وعلا
باختبارات صعبة، حتى يتبيّن من يستقيم ويثابر ويتحمّل ويصبر، ومن
يعدل في وسط الطريق.
وقال سماحته: التاريخ يعيد نفسه، ولكن بأيسر من
السابق. فتاريخ الشيعة في السابق كان أصعب من اليوم كثيراً. فقد
كان الأعداء يبيدون الشيعة إبادة كاملة، ومنها ما فعله معاوية لعنه
الله باليمن، حيث بعث إلى اليمن أحد المجرمين السفّاحين من
مرتزقته، وخلال فترة قصيرة جدّاً قتل الرجال والنساء والأطفال
والحوامل والشيبة والمرضى، حيث قتلهم صبراً، أي ذبحهم. ونقل أنه
قتل أكثر من ثلاثين ألفاً من الشيعة. علماً بأن الشيعة آنذاك لم
يكونوا كثرة، وهذا العدد من القتلى كثير جدّاً بالنظر إلى نسبة
الشيعة آنذاك. وهؤلاء الأبرياء قُتلوا ولا ذنب لهم سوى أنهم كانوا
يوالون عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، ويعادون أعداءه. وهكذا
قتلوا من الشيعة في واقعة الحرّة، وفي الكوفة أيّام الحجاج لعنه
الله.
أما التفجيرات التي تحدث اليوم ويتعرّض لها الشيعة في العالم
وغيرها من الجرائم، رغم فظاعتها وشدّتها وعنفها وتألّمنا لها
شديداً، هي أهون مما تعرّض له الشيعة في السابق.
وأكّد سماحته: إن شاء الله تعالى، سيكون هذا
العصر الذي نحن فيه هو عصر زوال الظالمين في كل مكان، أي زوال
الظالمين للشيعة. وهذا العصر هو عصر انتصار الإمام أمير المؤمنين
صلوات الله عليه في العالم كلّه أيضاً. والقرائن تدلّ على ذلك.
فالأمور تبشّر بخير وسترون ذلك قريباً إن شاء الله تعالى. وأسأل
الله عزّ وجلّ أن يعجّل في زوال الظالمين والانتقام منهم.
وشدّد سماحته قائلاً: إنّ الحرية قادمة لا محالة،
وستعمّ أجواء الحرية معظم البلدان، ولكن الأمر المهم الذي يجب أن
ننتبه ونلتفت إليه هو أن أصحاب الباطل سيستغلّون أجواء الحريّة
وسيقومون بإثارة الشبهات وترويج الشكوك في العقائد وغيرها. فأصحاب
الأديان والمذاهب الباطلة ليس عندهم سوى شيئين:
الأول: الأكاذيب. وقد قال القرآن الكريم من قبل
حول مثل هذه النماذج: (كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ) سورة الزمر: الآية
60.
الثاني: المغالطات في الاستدلال. فمن مغالطاتهم:
أنهم يقولون للشيعة: أنتم تقولون بأن الإمام أمير المؤمنين صلوات
الله عليه يشفي المرضى، وسيدنا العباس سلام الله عليه يشفي أيضاً،
فإذا كان هذا حقيقة فلماذا لديكم هذه الكثرة من المرضى، ولماذا
لديكم المستشفيات؟
لنقض هذه المغالطة، نقول لهم: إذا كنتم أنتم تعتقدون بالله، فلماذا
أنتم عندكم مرضى أيضاً، ولماذا عندكم المستشفيات؟ أليس الله تعالى
يقول: (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)؟ سورة الشعراء: الآية80.
وأضاف سماحته: إذا كان هذا الملاك
للشفاء، فبمجرّد أن يتمرّض أي شخص ويدعو الإمام أمير المؤمنين
صلوات الله عليه يجب أن يشفى. وعندها سوف لا نحتاج إلى طبيب ولا
إلى مستشفى!
وأردف سماحته: نقل لي أحد الأصدقاء
بأن شخص ادّعى وقال: بأن الإمام عليّ صلوات الله عليه قد فشل!
والعياذ بالله. وللردّ على ذلك نقول:
إذا كان هذا هو المنطق في الاستدلال فسنقول: الله تعالى فشل أيضاً،
والعياذ بالله، لأن أكثر عباده لا يؤمنون به. فحالياً عدد عباد
الله في الأرض قرابة سبعة مليار، فكم منهم يؤمنون بالله؟ وهل هذا
هو فشل؟ أم أن هذه مغالطة وليس منطقاً؟
كذلك نقول: وإذا كان هذا هو المنطق فإنّ رسول الله صلى الله عليه
وآله ، والعياذ بالله، فشل أيضاً، لأنه أسّس أساساً قد غيّره من
بعده أبي بكر وعمر، وهذا التغيير باق إلى يومك هذا! وإذا كان هذا
هو الفشل فنقول إذاً لا يوجد ناجح في التاريخ أصلاً!
وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، حديثه،
مؤكّداً: أهمّ ما يجب أن نقوم به حالياً هو الاهتمام
بشريحة الشباب، وتربيتهم وفق تربية أهل البيت صلوات الله عليهم،
وتعبئتهم تعبئة علمية قوية ورصينة بعلوم أهل البيت صلوات الله
عليهم، حتى لا تنطلي عليهم الأباطيل، ولا تخدعنّهم الشبهات والشكوك
والمغالطات.
أسأل الله تعالى أن يوفّقنا وإيّاكم وجميع المؤمنين والمؤمنات.
|