على هامش البقيع

المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي جفظه الله

 

السبيل الوحيد لموفقية الشيعة في كل مكان من العالم، هو وحدة كلمتهم واتحادهم، ووقوفهم في صف واحد لمواجهة المظالم والمشاكل

 

لا تغيير يُذكَر! وقد مرت أ كثر من تسعة عقود على جريمة الثامن من شوال، فما زالت البقيع أسيرة الكراهية والتكفير! إذًا ما فائدة الاحتفاء في كل عام ولم يحدث تغيير؟! وحتى ما يعزّى به ويُكتب، لا يلمس فيه أي جديد، فهل من العبث ذلك وتضييع الوقت؟!
أم هو أقصى ما يعمله العاجز؟.. أسئلةٌ مضمَّخة بالألم والعنفوان تحضر مع حلول ذكرى هدم ونهب وحرق أضرحة البقيع التي وقعت في العام 1344 ه.
أحياناً، الإنسان إذا اعتاد على أمرٍ ما، فإنه تدرجاً يأخذ بالتأقلم معه، وحتى يأخذ بتقبله، ولو على مضض، فلا يعود يصدَم أو يتفاجأ، إزاء الأمور الغريبة أو الجديدة التي تطرأ على حياته، وللأسف هناك كثير من الأمور غير الصحيحة أصبحت «مألوفة »، ويراها الناس يومياً ولا يندهشوا لحدوثها. وهذا ليس عند الجميع، فمن هو قوي الإيمان ومتقد الوعي وراسخ المبدأ، لا تهزه مِحَن ولا يخدعه ضلال.قال الإمام الصادق؟ع؟:
«المؤمن أشد من زبر الحديد، إن زبر الحديد إذا دخل النار تغير، و إن المؤمن لو قُتل ثم نشر، ثم قتل لم يتغير قلبه » ( المحاسن ص 251 / ص 178) .
 إحياء ذكرى هدم قبور البقيع، وكل أيام أهل البيت عليهم السلام ، غايته ترسيخ الحقائق وتثبيت الوقائع، فما أ كثر مَنْ كذب وكذب ومن لفق وزور وما أكثر مَنْ جدف وشوَّه وحرَّف، وأيضاً لتأكيد أن تقادم الجريمة لا يبرر وقوعها ولا ينفي واجب التعامل معها، بل بقاء أضرحة البقيع مهدّمة يحرض الشيعة أ كثر باتجاه تغيير الحال و إنجاز الحل.
إن الدفاع عن أهل البيت «فكرًا ومراقد وأتباعاً » ليس خيارًا، بل هو من جوهر التدين، وهو ما ينبغي أن يعرفه الأعداء، و إن الصراع المرير الذي يخوضه الشيعة، وما يتضمنه من تضحيات جسام، لا يغيّر من إيمان الشيعة ولا يُبدّل، ولا يفتّ من قناعتهم ولا يفلّ، فالمحب لا يَكِلّ من العطاء ولا يمِلّ من الوفاء، وهذا الصراع أبدًا لا يضعف الشيعة، بل يجعلهم - وقد جعلهم وسيجعلهم - أقوى، و إن انتصارات اليوم في أ كثر من مكان لدليل، ومَنْ لا يرى تغييرًا قد حصل، عليه أن يتأمل أ كثر، فإن التغيير كبير وسيكبر، و إن خلاص البقيع بات قريباً، ويمكن أن يكون أقرب، ف «الحق لا يُدرك إلا بالجد والصبر » كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام.

وقل اعملوا

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم