الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
مواقع اسلامية
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز




حرية لا نظير لها!!

قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

إضاءات من محاضرة  لسماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)

* الطاغوت من الطغيان، وطغيان كل شيء زيادته وتجاوزه عن الحد. قال تعالى: "إِنّا لَمّا طَغَى المآءُ حَمَلْنَاكُمْ في الْجَارِيَة" (الحاقة/11). ويستعمل الطغيان في الفكر أيضاً، ويراد به عادة المناهج المنحرفة عن سبيل الله تعالى، ويسمى مَن كان في قمة الفكر المنحرف طاغوتاً، يقول (تعالى): "فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوت" أي بالإفراط الفكري "وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى" أي الشديدة الإحكام، ثم وصفها بأنها: "لا انفِصَامَ لَهَا" (البقرة/256) أي ليست ضعيفة فتنقطع، بل لا انقطاع لها أبداً، لأنها عروة حقيقية وصادقة، وليست بكاذبة ومزيفة، فإنه لا انقطاع وانفصام في الحق والصدق، خلافاً للكذب، فحبله - كما قيل – قصير، سرعان ما يقطع بصاحبه. فلو أنك أردت شراء دار، وسألت صاحبها عنها، فأخبرك أنها صالحة، وليس فيها عيوب أو مشاكل، وكان صادقاً في إخباره، فإنك سوف تستمر في سكنى هذه الدار دون أن تعترض عليه أو ينقطع تصديقك له، أما إذا كان كاذباً، فإنك قد تصدقه حين الشراء، ولكن هذه الحالة ستزول عندما تكتشف ـ أو أحد أبنائك أو أحفادك ـ أن الأمر لم يكن كذلك، أي سيحدث انفصام وانقطاع في كلامه. أما دين الله (تعالى) فلا انفصام فيه، فعندما يخبر الله (تعالى) الإنسان ويعده أنه سيسعده إذا ما اتّبع سبيله، فإن المسلم الحقيقي لاشك سينعم بالسعادة ما حيي.


* من أصول الإسلام المسلّمة والمؤكّدة مسألة حرية اختيار الدين، قال تعالى: "لا إكراه في الدين". بل ليكن معلوماً ـ قبل كل شيء ـ أن الإسلام وحده هو دين الحرية، فحتى المدارس والمبادئ الأخرى التي ظهرت منذ قرون - وما زالت ترفع شعار الحرية - لا واقع للحرية فيها وراء الاسم. أما الإسلام فهو دين الحريات مبدأً وشعاراً، وواقعاً وعملاً. وهذا موضوع طويل يتطلب من الباحث أن يطالع الفقه الإسلامي بتعمق - من أوله إلى آخره - لكي يعرف كيف أن الإسلام التزم بمبدأ "لا إكراه في الدين" في مختلف مجالات الحياة .. لقد شن أهل مكة حرباً ظالمة على رسول الله (ص) قليلة النظير في التاريخ، وبالرغم من أنه (ص) عُرف بينهم بالصدق والأمانة حتى لقّبوه بالصادق الأمين، لكنهم مع ذلك حاربوه ـ إلاّ قليلاً منهم ـ عسكرياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً، وبلغ بهم الأمر أنهم كانوا لا يردون تحيته إذا حياهم، فكان الشخص منهم - وهو مشرك - يخشى إذا رد تحية النبي الأكرم (ص) أن يراه الرائي من المشركين، فلا يتبايعون معه بعد ذلك، ولا يزوجونه ولا يتزوجون منه. وطردوا رسول الله (ص) ومَنْ معه إلى أطراف مكة وحاصروهم في شعب أبي طالب، فكان لا يحق لهم دخول مكة، وإذا دخلها أحدهم فدمه هدر، واستمرت الحالة هذه مدة ثلاث سنين. وبعدما هاجر الرسول (ص) إلى المدينة شنّ المكيون عليه عشرات الحروب أو دفعوا الكفار إليها، ودامت الحالة عشرين سنة يحارب أهل مكة النبي (ص) بمختلف أساليب الحروب حتى أذن الله له بالفتح .. وجاء (ص) مكة فاتحاً، وأصبحت مكة في قبضته وتحت سلطته. ورغم كل ما فعله المشركون من أهل مكة مع رسول الله (ص) إلا أن التاريخ لم يحدثنا أنه (ص) أجبر حتى شخصاً واحداً على الإسلام، ولو أنه (ص) أراد أن يجبر أهل مكة على الإسلام لأسلموا كلهم تحت وطأة السيف، لكنه (ص) لم يفعل ذلك ولم يجبر أحداً. أما دعوى إسلام أبي سفيان، فكان بتحريض من العباس بن عبد المطلب (عم النبي) وتخويف منه، وليس من النبي (ص) نفسه، فالعباس هو الذي طلب من أبي سفيان أن يُسلم حفاظاً على دمه، ولئلا يقتله النبي (ص)، وكلام العباس ليس حجة ولا تشريعاً، بل كان من عند نفسه، ولو أن أبا سفيان لم يسلم لما أجبره رسول الله (ص) على الإسلام، فكثيرون من أمثال أبي سفيان كانوا موجودين في مكة، ولم يقتل النبي الأكرم (ص) أحداً منهم بسبب عدم إسلامه، ولا أجبره على الإسلام، بل تركهم على دينهم مع أنه باطل وخرافي، لكيلا يسلبهم حرية الفكر والدين.. حقاً هل رأيتم مثيلاً لسلوك نبينا الأكرم (ص) في التاريخ؟! نعم كان الرسول الأعظم (ص) يدعو بني قومه، وينصحهم، ويوضح لهم طريق الرشد، ويميّزه عن طريق الغي، ثم يترك الاختيار لهم "فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُر" (الكهف/29)، "قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى" (البقرة/256). وهذا هو أسلوب الإسلام، لا ضغط ولا إكراه فيه. وهكذا الحال في سيرة رسول الله (ص) مع اليهود والنصارى، فلقد رد النبي الأكرم (ص) عشرات الحروب والاعتداءات التي شنّها أهل الكتاب دون أن يجبر أحداً منهم على الإسلام، ولم يسجّل التاريخ حالة واحدة أجبر فيها رسول الله (ص) ذمياً على اعتناق الإسلام، والتاريخ حافل بسيرة النبي المصطفى (ص)، وسجّل وحفظ الدقائق عن حياته.


* ذكر المؤرخون ـ سنة وشيعة ـ أن الإمام علي بن أبي طالب (ع) بعدما بويع، ارتقى المنبر في مسجد رسول الله (ص)، وكان المسجد مكتظّاً بالناس الذين حضروا لاستماع أول خطبة لابن عم رسول الله ووصيه وخليفته الذي أُبعد عن قيادة المسلمين خمساً وعشرين سنة، بعد أن آل إليه الحكم الظاهري، ثم أمر جماعة من أصحابه أن يتخللوا الصفوف وينظروا هل هناك مَن لا يرضى بخلافته، فقال الناس بأجمعهم: "يا أمير المؤمنين سمعاً لك وطاعة، أنت إمامنا". وحتى طلحة والزبير لم يخالفا في هذا المجلس، بل نكثا بعد ذلك، فلم يعترض أي أحد في هذا المجلس، ولو اعترض لما عاقبه الإمام بالقتل ولا السجن ولا الضرب، ولا قال له شيئاً يهينه أو ينال منه! فهل رأيتم أو سمعتم مثل هذا في عصر الديمقراطيات الحديثة؟! الديمقراطية تعني حكم الأكثرية، فلو حصل شخص ما على واحد وخمسين في المائة من الأصوات، فهذا يخوله لأن يصبح رئيساً للبلاد ـ وهذا من أكبر أخطاء الديمقراطية، وبحثه موكول إلى محلّه ـ أمّا الإمام علي (ع) فقد بايعته الأكثرية المطلقة من الناس، ومع ذلك يصعد المنبر ليبحث إن كان هناك معارض له، وما هو سبب معارضته! فهل تجدون لهذا نظيراً في التاريخ؟!

* أنت حر ما لم تضر. يقول لك الإسلام: اعمل ما تشاء، فلك حرية العمل شريطة أن لا تضرّ غيرك، فإنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، والإسلام يضرب بشدة على يد الظالم ومَن يريد إلحاق الضرر بالآخرين، فإذا ضمنت ذلك فأنت حر في كل أمورك، أي عمل تعمل، وفي أي مكان تعمل، وما هو نوع العمل. وأنت حر في ذهابك ومجيئك وسفرك وصداقاتك، فلا ضغط ولا جبر ولا إكراه ولا كبت للحرية في الإسلام، ولكن ثمة توجيهات وإرشادات تبين لك السلوك الأحسن، تقول: هذا صحيح، وهذا مستحب، وهذا مفضل، وهذا مكروه. فلنقرأ عن الإسلام، ولنقرأ عن غيره أيضاً، ثم نقارن بينهما. ففي القرون الوسطى كان العالِم يُقتل لمجرّد إبداء رأيه في قضية، وإن كانت علمية محضة لا علاقة لها بالدين وتشريعاته! فقتلوا القائل بكروية الأرض. هكذا كانت حالة أوروبا في القرون الوسطى أي بعد مرور أربعمائة سنة على الإسلام، فهل يصح مقارنتها مع عهد الإمام أمير المؤمنين (ع)؟! كلا بالطبع، ومن هنا قيل: "مَن فضّل علياً على معاوية فقد كفر". لأن معاوية لا فضل عنده ليكون علي (ع) أفضل منه، بل لا يقاس بآل محمد (ع) من هذه الأمة ـ ولا من غيرها ـ أحد، فلقد كانوا (ع) يمثلون القرآن.

* إن الحرية الموجودة في الإسلام لا يوجد لها نظير في كل مكان! خذوا أكثر بلدان العالَم اليوم حرية كفرنسا والولايات المتحدة الأميركية مثلاً، ترون القيود الكثيرة للسفر منها وإليها، وهذه القيود موجودة في كل دول العالَم، وإن كانت في بلداننا أشد. أما الإسلام فلا يوجد فيه مثل هذا! فلا يقول لك الإسلام: أين تسكن؟ وأين تذهب؟ وكيف تذهب؟ ومتى تذهب؟ بل يقول لك: إن الله خلقك وهو الذي أعطاك الفكر والعقل، فلا تكن عبد غيرك، ولا يجب أن تخبر الدولة عن خروجك ودخولك، وإقامتك ورحيلك، لكن الإسلام يضع لك التوجيهات، ويقول لك: إن التزمت بها تفلح وإلا تخسر! إن الإسلام يهدي ويرسم الطريق، وبعده لا إكراه في الدين، أي كل أنواع الإكراه يرفضها الدين، والحريات الموجودة في الإسلام لا نظير لها في التاريخ. وكانت تلك نماذج، وهناك مئات بل آلاف النماذج في سيرة النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام).