مؤخراً دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)
دول العالم الإسلامي إلى نشر الوعي بـ (أهمية القراءة) في بناء
الإنسان، ودعم الكتاب، وتنشيط حركة النشر، وإنشاء المكتبات العامة
في المناطق الحضرية والقروية. وأكدت المنظمة أن الوضع الحالي
للكتاب في العالم الإسلامي لا ينسجم مع أمة الإسلام التي هي أمة
"اقرأ". وذكرت أن الإحصائيات الدولية تضع حركة نشر الكتاب في دول
العالم الإسلامي بدرجة متدنية مشددة على أهمية البحث في الأسباب
التي تجعل مجموع ما يصدر من كتب في الدول المسلمة أقل مما يصدر في
دولة أوروبية واحدة.
تشير الإحصائيات الى أن نسبة الأمية في العالم الإسلامي تتراوح بين
42% الى 54%، وأن متوسط القراءة يتراوح ما بين 6 الى 8 دقيقة في
السنة مقارنة بالفرد الأوربي الذي يقرأ بمعدل 12 ألف دقيقة في
السنة، وفيما يصدر كتاب واحد لكل 12 ألف مسلم يصدر كتاب لكل 500
إنكليزي وكتاب لكل 900 ألماني.
ينقل من أمثال الشعوب أن "الأسوأ من حرق الكتاب عدم قراءته". ويبدو
أن أسباب أزمة القراءة في عالمنا الإسلامي تتوزع على مناحي سياسية
واقتصادية واجتماعية، وجميعها أسباب لها دورها في صناعة هذه الأزمة
الثقافية الخطيرة، لكن هناك سبب آخر له أهمية أكبر ألا وهو (نوعية
الكتاب)، وتواضع قيمته العلمية والإبداعية، حيث يغلب على الكثير من
الكتب الصادرة في عالمنا الإسلامي، ومنذ ما يقارب العقدين،
(السطحية والتكرار والإنشائية)، وبالتالي فإنها إصدارات أفقدت
الكتاب بريقه، وبالتالي فقدت ثقة القارئ به، والأخطر أن الكتب
(التجارية أو الوجاهية) قد غطت على كتب قيمة تصدر، بين حين وآخر،
تحمل رؤى ثاقبة وبحوثاً معمقة، وهي أزمة مضافة الى أساس الأزمة
التي يتحدث عنها الإمام المجدد السيد محمد الشيرازي (أعلى الله
تعالى درجاته) قائلاً: "إنما نهضت دول الغرب لاهتمامهم بالكتاب،
ولم يصلوا إلى مدارج الحضارة إلا بالكتاب، وإن (الأمم الحية)
دائماً تهتم بالكتاب كل الاهتمام، بينما (الأمم الميتة) لا تهتم به
أي اهتمام".