أكدت جهات رسمية ووكالات عالمية أن ثلاثة ملايين عراقي وعربي وأجنبي أمضوا ليلة العاشر من محرم الحرام/1431 في مدينة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى عاشوراء، فيما وصل عدد الذين شاركوا في إحياء عاشوراء خلال الأيام العشرة الى ستة ملايين زائر جاؤوا على شكل مواكب من مختلف مناطق العراق، بعضهم سيراً على الأقدام، فيما وصل الى كربلاء المقدسة حوالي مائة وخمسة آلاف زائر عربي وأجنبي جاؤوا من دول الخليج، وإيران وباكستان وتنزانيا وأوروبا وكندا وأميركا، ودول أخرى.

وتنتظر مدينة كربلاء المقدسة توافد أكثر من عشرة ملايين زائر، حيث زيارة أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تصادف العشرين من شهر صفر من كل عام، وهي الزيارة الكبرى التي يحرص أتباع أهل البيت (ع) على حضورها، ومعظم العراقيين يقدمون الى كربلاء مشياً على الأقدام قاطعين بذلك مسافات تتجاوز الستمائة كيلو متراً، وقد تجاوز عدد الزائرين في الزيارة الأربعينية للعام الماضي الأربعة عشر مليوناً توافدوا على المدينة خلال ستة أيام. وفي مؤتمر للسياحة الدينية عقد مؤخراً أكد خبراء سياحة أن من المتوقع أن يصل عدد الزائرين الى العتبات المقدسة الموجودة في العراق الى ما يقارب العشرين مليوناً سنوياً في غضون السنوات الخمس القادمة.

موكب عزاء لـ "الصم والبكم"

في ظاهرة فريدة وجديدة من نوعها تحدث لأول مرة أقام جمع مؤمن من الصم والبكم موكباً لإحياء الشعائر الحسينية في شهر محرم الحرام، بميدان النجف الأشرف في المدينة القديمة، وقد نصبوا خيمة استقبلوا فيها المعزين، علماً بأنهم لم يستخدموا مكبرات الصوت إطلاقاً وإنما اكتفوا بوضع لافتات كتب عليها شعارات تخص المناسبة، مع قيامهم باستخدام لغة الإشارات المعبرة في حديثهم وقصائدهم، وسط جو من الحزن والأسى وهم يستذكرون استشهاد الإمام الحسين (ع).

موكب حسيني باسم المسيح (ع)

سمى صاحب موكب عزاء من أهالي البصرة موكبه الحسيني باسم "موكب عيسى بن مريم (ع)"، ويقول الحاج أبو طالب: "سمينا موكبنا باسم السيد المسيح (ع) ليس لأن كثيراً من الأسر المسيحية تسكن قرب وحوالى الموكب وحسب، بل لأن كثيراً منهم تبرع ببعض أمواله للموكب، وساعدنا في نصب المخيم، وتقديم الطعام والشاي للزائرين، وهناك من النساء المسيحيات من يأتين في المساءات للتبرك". يضيف أبو طالب قائلاً: "هناك امرأة من طائفة الصابئة المندائيين سمت حفيدها (حسين) قبل نحو 6 أعوام أو أكثر، تيمناً بالحسين، لأنها عانت من مشاكل من زواج ابنها الذي لم تنجب زوجته على الرغم من مرور سنوات على زواجهما، فنذرت لوجه الله أنها إذا رزقت ولداً فستسميه (حسين)".

شهداء وجرحى في العراق

فجر انتحاري نفسه وسط موكب حسيني راجل في بغداد مما أدى إلى سقوط 14 شهيداً و30 جريحاً، وكانت حصيلة انفجارات أخرى وقعت في بغداد وديالى والحلة 18 شهيداً و26 جريحاً، وقد تم كشف 3 أحزمة ناسفة ودراجة مفخخة قبل تفجيرها، فيما تمكنت القوات الأمنية من القبض على أحد أعضاء تنظيم القاعدة في كربلاء، وقد اعترف بمحاولته دخول مدينة كربلاء لتنفيذ هجوم انتحاري.

شهداء وجرحى في كشمير

فجر انتحاري نفسه أمام مسجد أثناء إحياء ذكرى عاشوراء في كشمير ما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص على الأقل وجرح 81 آخرين من الذين كانوا يحيون ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع)، وكانت إصابات 10 منهم خطرة. وفجر الانتحاري نفسه عندما كان يحاول الدخول إلى المسجد واعترضه رجال الشرطة.

شهداء وجرحى في باكستان

أسفر هجوم انتحاري استهدف موكباً لأتباع أهل البيت (ع) كانوا يحيون ذكرى عاشوراء، وقع في مدينة كراتشي الباكستانية عن استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصاً وإصابة أكثر من 65 آخرين، وذلك على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة. وقد فجر انتحاري نفسه في مسجد آخر مما أدى إلى استشهاد سبعة، وأدت تفجيرات بعبوات ناسفة إلى إصابة 17 شخصاً في هجوم آخر في كراتشي في اليوم ذاته