القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

 

مَنْ المسؤول؟!!

 

إضاءات من محاضرة لسماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)

خطب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) بعد جرحه وقبيل استشهاده - أي في الليلة التي قضى فيها - خطبة، قال في مطلعها أنه يوجّه خطابه هذا إلى كلّ من بلغه، ونحن أيضاً مخاطبون به، وهكذا الأجيال التي تلينا وفي كل الأعصار والأمصار. لقد وجّه الإمام (ع) خطابه هذا في وقت كان رأسه المبارك قد فُلق بذلك السيف المسموم، وكانت الضربة الغادرة قد بلغت الدماغ، ونزف دماً كثيراً حتى إن الأصبغ بن نباتة عندما رآه - وكان رأسه المبارك مشدوداً بعصابة صفراء - قال: "لم أدر أيهما أشد اصفراراً، العصابة أم وجهه"؟ ولكن الإمام (ع) وهو في تلك الحالة خطب هذه الخطبة التي وجّهها بصورة صريحة إلى كل الأجيال والى الإنسانية جمعاء، وهكذا كلمات سائر الأئمة المعصومين (ع)، ولكن الإمام في هذه الخطبة أعلن وصرّح بذلك. قال الإمام (ع) في تلك الخطبة: "الله الله في القرآن" أي تمسكوا به، والتزموا بما فيه، ولا تغفلوا عنه، ولا تفرطوا به، واعملوا به، وخذوا منه منهاجكم في الحياة كلها وفي جميع الأبعاد. وعقّب الإمام (ع) على هذه الجملة بعبارة فريدة، حيث قال: "لا يسبقكم بالعمل به غيركم". أي حذار أن تتخلفوا في هذا المجال فيسبقكم الآخرون، ويتقدموا عليكم. فإنّ المقصود بقوله "غيركم" غير المسلمين بالطبع، أي عبدة الأوثان، وعبدة الشمس والبحر، ومن يزعمون أنهم من أتباع النبيّ موسى أو أتباع النبي عيسى (ع)، أو الذين لا عقيدة لهم من الملاحدة. فحذار أن يعمل أولئك بآية من القرآن قبل أن تعملوا بها فيسبقوكم، فيسعدوا ويتقدّموا، وتبقوا أنتم على ما أنتم عليه متخلّفين في الحياة، وتكون في بلادهم الحريات، ولا يلجأ منها حتى شخص واحد إلى بلادكم، ولا يجد حاجة لأن يهرب من بلده، وتكون بلادكم مصدّرة للاجئين. وما ذاك إلا لعملهم ـ وهم غير مسلمين ـ بمضامين آيات القرآن الكريم، وتخلفكم ـ وأنتم مسلمون ـ عن العمل بها. فجلّ اللاجئين في دول العالم ـ مع الأسف ـ من البلدان الإسلامية، فعليكم - وبالأخصّ أنتم الشباب من أتباع الإمام علي (ع) - أن تصغوا بقلوبكم لما يقوله لكم الإمام، لتعملوا على تغيير أوضاعكم، وتصبحوا أنتم السبّاقين في مضمار الحياة بسبقكم بالعمل بالقرآن الكريم.

لقد كان الإمام (ع) - وهو يوجّه خطابه يوم ذاك، أي قبل زهاء أربعة عشر قرناً - ينظر إلى المستقبل، إلى واقعنا هذا وحياتنا هذه، فيحذرنا وينبّهنا إلى أن ترك العمل بالقرآن يعني التخلف عن ركب الحياة في جميع المجالات. فمثلاً يعمل غيرنا ـ إلى حد ما ـ بمضمون آية في المجال الاقتصادي، ولا نعمل نحن، فيتقدمون علينا، ثم نركض خلفهم، لنأخذ منهم أو نقتفي أثرهم، وعندنا القرآن لا نعمل به، وفيه كل أسباب التقدم والسعادة. إن الواقع مؤلم حقّاً، فلنكن يقظين أكثر، فإن المشكلات التي يعاني منها المسلمون متزايدة، فهي اليوم أكثر منها قبل عقد، وفي هذا القرن أكثر منها في القرن السابق، وهكذا. فلماذا نرى الآخرين الذين لا يعتقدون بالقرآن، ولايسمّون أنفسهم مسلمين، يعملون بمضامين القرآن، ويبلغون السعادة بنسبة العمل بتلك المضامين، ولا نعمل بها نحن الذين نسمّي أنفسنا مسلمين؟!

لقد حكم الإمام أمير المؤمنين (ع) زهاء خمس سنوات حكومة لا أقول قلّ نظيرها، بل انعدم نظيرها من حيث المشكلات الخارجية والداخلية، ولكن رغم قصر المدة التي حكم فيها الامام وكل تلك المشكلات، فإن ما تلألأت فيها من مئات النقاط المضيئة من أقوال الإمام (ع) وأفعاله خلال هذه المدة جعلتها مميّزة عبر التاريخ من كل جهة. وهذا الموضوع يمكن أن يكون مفتاحاً لكتابة مئات الكتب سواء بالنسبة الى تلك النقاط المضيئة التي قل نظيرها أو انعدم نظيرها في التاريخ. والمثال الذي أود ذكره يتعلق بالجانب الاقتصادي. والاقتصاد مسألة مهمة كانت ومازالت، فبالمال تدعم مشاريع الخير، وبالمال تستعين قوى الشر لنشر الرذيلة. ويوم نفد مال خديجة (ع) اضطر النبي (ص) للجوء الى شعب أبي طالب (ع) وإن لم يتوقّف دعم الله له على كل حال، وواصل جهاده المبارك، واستمرت رسالته الشريفة. لقد أرسل الإمام أمير المؤمنين علي (ع) والياً من قبله على مصر، وكانت أكبر من هذا اليوم، فكتب له الإمام عهداً، وهذا العهد مشهور، جاء فيه سطران عن التجارة، قبل أن أبينها أذكر لكم قضية: في الحرب العالمية الثانية كانت اليابان من الدول التي أصابها الدمار كثيراً ودمّر اقتصادها، وكانت هناك دولة أخرى ـ من الدول الاسلامية ـ دمّرت أيضاً ودمّر اقتصادها. أي كانت هناك دولتان تضررتا أكثر من سائر الدول، إحداهما اليابان، والأخرى دولة إسلامية لا أريد أن أذكر اسمها الآن، واليابان كان دمارها أكثر. وبعد انتهاء الحرب بدأ اليابانيون ببناء بلدهم، وكان أحد الأعمال التي قاموا بها أنّهم عملوا بهذين السطرين اللذين جاءا في عهد الإمام علي (ع) إلى واليه حين ولاّه مصر. طبعاً هم لم يقولوا إننا طبّقنا مقولة الإمام علي (ع)، ولكن المهم أنهم عملوا بمضمون ذينك السطرين من كلام الإمام (ع). وربما كان بعضهم اطلع على العهد، وعملوا بما جاء به (في ذلك الخصوص) ولكنهم لم يشؤوا أن يظهروا ذلك، وحبذا لو سعى الباحثون الشباب لاكتشاف هذا الأمر. هذان السطران يتعلّقان بالاستيراد والتصدير، وقد كتبوا أن اليابان إثر خطّتها في الاستيراد والتصدير تطوّرت إلى درجة بحيث تفوّقت - حتى في داخل أمريكا نفسها - على الاقتصاد الأمريكي خلال العقود الأخيرة، وربما قرأ بعضكم ذلك. ولقد اضطرت أمريكا إثر ذلك إلى تشريع قانون يحفظ اعتبارها، وذلك بتحديد البضائع اليابانية خلافاً للقانون العام الأمريكي، الذي لا يوجد فيه هذا التحديد إزاء أية دولة. فما الذي عملته اليابان بحيث حققت هذا الطفرة واستطاعت أن تتفوق في اقتصادها على أمريكا في داخل أمريكا نفسها، رغم الإمكانات المادية الهائلة لأمريكا وسيطرتها السياسية على العالم؟ لقد قامت بتطبيق سطرين مما جاء في عهد الإمام، فما الذي كتبه الإمام؟ لقد طلب الإمام (ع) من واليه أن يدع شأن الاستيراد والتصدير للتجار، لا تتدخل فيه الدولة، بل يكون حرّاً ولا تقوم الدولة فيه إلا بدور الإشراف. قال (ع): "ثم استوص بالتجار وذوي الصناعات وأوص بهم خيراً .. فإنهم سلم لا تخاف بائقته وصلح لا تخشى غائلته. وتفقّد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك". وقد بيّن الإمام (ع) السبب أيضاً، فقال: "فإنهم ـ أي التجار ـ موادّ المنافع وأسباب المرافق، وجلاّبها من المباعد والمطارح في برّك وسهلك وجبلك، وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها، ولا يجترئون عليها". أي إن التاجر بطبعه يبحث عن الربح، ولغرض تأمين الربح تراه يجد من أجل توفير احتياجات الناس، فلو تركناه حرّاً فإنه سيوفر احتياجات الشعب، فيأتي لك في الصيف ما يحتاج الناس في الشتاء ويهيئ في الشتاء ما يحتاجونه في الصيف. هذا مضافاً إلى ما تحققه الحركه التجارية من تشغيل أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، واستثمار كل الأموال مهما صغرت. فلا داعي لأن تشارك الدولة التجار في الأرباح أو تأخذ نسبة منهم، بل عليها الرقابة لئلا يحصل التعدي على الحدود أو على حقوق الله أو حقوق العباد، سواء بالنسبة الى المستهلك أو بالنسبة الى التجار فيما بينهم، وتكتفي الدولة الإسلامية باستيفاء الحقوق الشرعية من الأخماس والزكوات، ومن لا يدفع فحسابه مع الله تعالى. وهذا ما عملته اليابان آنذاك، فتركت التصدير والاستيراد للتجار، وهذه الحرية في التجارة هي التي جعلت اليابان يحقّق كل ذلك التقدم الاقتصادي مع أن إمكاناته لا تصل إلى مستوى إمكانات أمريكا. لقد حذرنا الإمام أمير المؤمنين أن يسبقنا غيرنا في العمل بالقرآن، كما سبقنا اليابانيون إذ عملوا بهذه الفقرة من كلام الإمام (ع) وهي بلا شك منطلقة من القرآن الكريم. فعلى الشباب المؤمن اليوم أن يجد ويجتهد لئلا يتقدم غير المسلمين على المسلمين، طبعاً ليس عن طريق العنف والصراع والحرب والمواجهة، وإنما عن طريق الوعي والمعرفة والعمل. ينبغي للشباب أن يتنوّروا بهذه الحقائق، ويعرفوا قدر القرآن، ويعرّفوها للعالم. فهذا الموضوع وحده يصلح مادة لفيلم عظيم ربما يسلم على أثره كثير من مسيحيي العالم ومشركيه، لأن الناس بطبعهم يبحثون عن حياة أفضل، والقرآن إنما يضمن لهم هذا، لأنه جاء لسعادة الدنيا والآخرة.

إن الإمامة رئاسة عامة في الدنيا والدين. والإمام علي (ع) لم يكن إماماً للدين فقط، بل هو إمام للدين والدنيا معاً، والقرآن الكريم ليس للآخرة وحدها، بل هو للدنيا أيضاً. فعلى شباب المسلمين أن يعوا هذه الحقيقة، كما على شباب العالم في كل مكان - مسلمين وغير مسلمين - أن يدركوا أنهم إذا أرادوا حياة سعيدة لأنفسهم ولشعوبهم في كل المجالات الفردية والاجتماعية فعليهم أن يتعلموا من الإمام علي (ع) العمل بالقرآن، وأن لا يسبقهم بالعمل به غيرهم، فكل كلمة في القرآن وكل آية وكل جملة تمنح السعادة في الدنيا والآخرة، بشرط أن يفهمه الإنسان ويعمل به، فلم يقل الإمام: لا يسبقكم به، وإنما قال: لا يسبقكم بالعمل به. وفي تعقيبات صلاة الصبح كل يوم تقرؤون: "واجعلني ممن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل بي غيري". ومن نصرة الدين دعوة الآخرين إليه وترغيبهم فيه بالقول والعمل، والمشاركة في مجالس ذكر أهل البيت (ع) وبيان المطالب الحقّة للناس، حتى يقلّ ما نشهده اليوم من اضطراب متزايد في المجتمع.

انظروا إلى مجتمعاتنا الإسلامية التي من المفترض أن دستورها القرآن الكريم كيف هو سلوكها؟! هل ينسجم مع تعاليم القرآن الكريم؟! إن الأوضاع في بعض مجمعاتنا ودولنا أسوأ حتى مما هو في ديار الكفر والبلدان غير الإسلامية. لقد ذكر في الإعلام أن عدد الفتيات المنتحرات في مدينة صغيرة من مدن إحدى الدول الإسلامية في سنة واحدة عشرون فتاة!! فأي وضع مزرٍ هذا؟ أيليق هذا بمدينة إسلامية؟ يحدث اليوم مثل هذا (أي يبلغ عدد الفتيات المنتحرات خلال عام عشرين فتاة) بينما لم نسمع أن فتىً أو فتاة أو أي إنسان انتحر في زمن حكومة الإمام أمير المؤمنين (ع) التي كانت تغطّي قرابة خمسين دولة من دول العالم في الخريطة اليوم. لِم يقدم الشاب على الانتحار، إلا لابتعاده عن تعاليم القرآن؟! وذكروا أيضاً أن معدلات الطلاق في إحدى الدول الإسلامية بلغت 60% وأكثر. هل حدث مثل هذا قبل اليوم منذ الزمان السابق حتى العصور المتأخرة؟! ألا ينبغي والحال هذه أن نهرع لنصرة الدين؟ ألسنا جميعاً مسؤولين وإنْ اختلف حجم المسؤولية؟ وما هي نتيجة الطلاق؟ أقل ما يمكن أن يحصل للفتاة المطلقة والفتى المطلّق أن يصاب بتوتر الأعصاب، ويكون وبالاً على المجتمع. وذكرت الصحف أيضاً أن أكثر من 25% من شباب تلك الدولة الإسلامية عاطلون عن العمل. فعلى من تقع مسؤولية الوقوف بوجه هذه الظواهر الخطيرة؟!!. إن الدين يعني سعادة الدنيا والآخرة، ولا شك أن ما يحصل بعيد عن الدين، فإن المرأة التي تصبح مطلقة يحيط بها عشرات الأشخاص من الأقرباء والمعارف، كلّهم سيحزنون على حالتها، وينعكس على سلوكهم وأعمالهم. وأيضاً لنسع لحل مشكلات الشباب سواء بالعون المادي أو المعنوي ولنضاعف ما نقدمه لهم.

أنت أيها الشاب العزيز يمكنك أن تقوم بالكثير، فاشرع بالعمل، فإن العمل ليس حكراً على العلماء ولا على أصحاب الأموال، ولا يتحدد بصورة واحدة. وما نشهده مع الأسف من تنامٍ للإباحية في المعتقدات في الدول الاسلامية تقع مسؤولية مواجهته على عاتق الشباب المؤمن أيضاً، فبإمكانهم أن يعملوا شيئاً، وأن يتصدّوا له بعض الشيء، فعليهم أن يتعلّموا عقائد الاسلام وأحكامه أكثر ليمكنهم أن يعرّفوا الآخرين بها أيضاً، ويخلقوا تياراً واعياً وملتزماً حتى تتغير الأوضاع، ويعود السبق للمسلمين إن شاء الله تعالى. فليس مقدّراً أن تبقى فئة هي المسيطرة تفعل ما تشاء وعلى الآخرين الانصياع والتبعية لها، لكن إذا قصّر الذين يجب عليهم العمل بالقرآن الكريم فالنتيجة معلومة. وفي عالم اليوم ورغم كل هذا التطور العلمي والتكنولوجي الهائل، وكل هذه الطائرات الحديثة والسفن العملاقة والسيارات والوسائل المختلفة والذهب والنفط والمعادن والموادّ الأغلى حتى من الذهب الموجودة في الأرض، كم ألفاً من البشر يموتون جوعاً كلّ يوم؟! فلماذا هذه الأوضاع؟! إلا بسبب الابتعاد عن القرآن الكريم سواء من الذين لا يعتقدون به أو الذين يزعمون الإيمان به. فهلموا لكي نعمل بالقرآن نحن الذين ننتسب إليه، ولندعُ العالم أيضاً للإيمان به والعمل بمضامينه، لنزيل هذا الركام من المشاكل والمصائب.

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه