موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 

 

إضاءات من محاضرة سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي

 رسول الله  (صلى الله عليه وآله)


 

" يؤكد الإسلام على الأخلاق الإنسانية تأكيداً بالغاً، ويهتم بالآداب الاجتماعية اهتماماً كبيراً، حتى إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل الهدف من بعثته المباركة تتميم مكارم الأخلاق وتعميمها قائلاً: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وحين يريد الله أن يثني على نبيه الحبيب (صلى الله عليه وآله) يثني عليه بكرم أخلاقه, فيقول: "وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ". وعندما يريد أن يذكِّر الأمة الإسلامية بالرحمة المهداة إليهم، يذكّرهم بأهم سمات هذه الرحمة, ألا وهي: لين أخلاقه (صلى الله عليه وآله), فيقول تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ". مما يدل على أهمية الأخلاق والآداب في الإسلام، ومدى اعتبار توفرهما في الإنسان المسلم ".

* تصادف هذه الأيام ذكرى ولادة سيد الكائنات وخاتم الرسل محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق (سلام الله عليه). وإنّي إذ أبارك لكم هاتين المناسبتين العظيمتين اللتين ليس من المصادفة أن تقترنا في يوم واحد ـ هو السابع عشر من ربيع الأول ـ حيث الجدّ (صلى الله عليه وآله) مؤسس الإسلام والحفيد (سلام الله عليه) ناشر الإسلام, أحاول الوقوف عند قضية تتعلّق بالسيرة النبوية المباركة أذكّر بها نفسي وسائر إخواني المؤمنين, حيث إن هناك حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أكثر من روايته العامة والخاصة بطرق مختلفة لدرجة قد تبلغ حدّ التواتر، من أنه (صلى الله عليه وآله) قال: "كثرت عليّ الكذّابة وستكثر" .. وفي بعضها بزيادة: "بـعدي". والمقصود بالكذّابة على رسول الله (صلى الله عليه وآله): الذين يختلقون الأحاديث وينسبونها إليه، أو يلصقون بسيرته (صلى الله عليه وآله) ما ليس من سيرته. وهذه الأكاذيب والروايات الموضوعة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدّ من الأسباب والعوامل المهمة جداً ـ ولعلّها أهمّ سبب من بعض الجهات ـ وراء صدود غير المسلمين وعدم إقبالهم على الإسلام واعتناقه, لأن هذه الموضوعات قد عملت على تشويه سمعة النبي وصورته (صلى الله عليه وآله) كثيراً, ورسمت له بعض الحالات التي يتأبى كثير من الناس العاديين أن يوصف بها. فلو فرضنا أنّ مسيحياً أو يهودياً أراد أن يعرف الإسلام ونبيّه من خلال كتب من يدّعون أنهم مسلمون، وتحرّى أن يكون رجوعه إلى كتب رواياتهم الصحيحة فماذا سيجد فيها؟! سيرى - ومن خلال الأوصاف التي تذكرها تلك الكتب للنبي (صلى الله عليه وآله) - أنه ليس بأفضل من موسى وعيسى (عليهما السلام), بل قد يستنتج العكس. وسيقول: إنّ هذه الصفات التي تذكرها هذه الكتب لا تليق بالإنسان العادي فكيف بالنبي؟ وإنّ هذه الروايات الموضوعة التي تشوّه صورة النبي (صلى الله عليه وآله) من الكثرة بحيث تكفي وحدها للحيلولة دون هداية الآخرين إلى الإسلام. ولو حلّت هذه المعضلة فربما أسلم الملايين من غير المسلمين دفعة واحدة، وسنشهد مرة أخرى أن "النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أَفْوَاجاً". كما حصل مع الذين عاصروا النبي (صلى الله عليه وآله) ورأوه في صدر الإسلام.

* كان زيد مولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ومتبنّاه, وكان العرب في الجاهلية يعاملون المتبنّى معاملة الابن الحقيقي تماماً، فينسبونه إلى الأب الذي تبنّاه, ويورّثونه منه, ويكون كالأخ لبناته وأبنائه، وإن كانت بنتاً تكون كالأخت لهم.لكن عندما جاء الإسلام رفض هذا التعامل, وفرّق بين ابن الإنسان الذي من صلبه وبين من يكون كالابن لسبب من الأسباب كالتربية والكفالة وغيرهما, ولذلك لم يعدّه من المحارم, ولا حرّم زوجته على من قام مقام أبيه وليس أباه حقّاً, فقال: " حُرّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمّهَاتُكُمْ.. وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ...". أي ولا تحرّم حليلة الابن الذي ليس من الصلب. وأراد المشرّع تعالى أن يكسر هذه السنّة الجاهلية عملياً, وحيث إنها كانت سنّة متأصلة ومتجذرة فيهم, شاء الله تعالى أن يكون نبيّه هو المثل والقدوة في ذلك. ومع امتثال النبي (صلى الله عليه وآله) لأمر الله تعالى، وعدم الحيد عنه قيد شعرة، لكنه (صلى الله عليه وآله) نظر إلى عواقب الأمور, ولذلك تراه أعتق زيداً أوّلاً، وزوّجه ابنة عمته زينب بنت جحش، لكن زيد لم يستسغ العيش معها بعد مدة فقرّر طلاقها، والتمسه النبي أن لا يطلّقها، ولكنه آثر أن يطلّقها، لأنه لم يكن على وئام معها. وبعد أن أصبحت خلية تزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله). واللافت للنظر أنّ هذا الزواج تم من قبل الله مباشرة، فقال تعالى: "... زَوّجْنَاكَهَا ". ولذلك كانت زينب تفتخر على سائر زوجات النبي (صلى الله عليه وآله), وتقول: "إن الله تعالى هو الذي زوّجني دونكن".، وفي هذا إتمام للحجة وسدّ للطريق على التقوّلات والتخرّصات، ولئلا يقال: كيف تزوّج رسول الله من حليلة ابنه؟! ولكن مع ذلك نرى أن المنافقين لم يسكتوا. قال تعالى: " وَإِذْ تَقُولُ لِلّذِيَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ " أيّ بالإسلام "وأنعمت عليه" بعتقه وتزويجه: " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ " ولا تطلّقها, " وَاتّقِ اللّهَ " في ذلك، "وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْدِيهِ" من حكم الله وأمره لك في تزويجها إيّاك, وما في هذا التزويج من إثارة اجتماعيّة سواء من المشركين أم من حديثي العهد بالإسلام، لكنّ هذا أمر الله " وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ " أي لا تخش الناس وأقاويلهم. " فَلَمّا قَضَىَ زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً " أي طلّقها, " زَوّجْنَاكَهَا". فهل هناك ما هو أصرح من ذلك؟ وإنما أراد الله تعالى ذلك منك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله), وأنت القدوة والمثل الأعلى للمسلمين, لكيلا يكون حرج على المؤمنين في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً بل يقتدوا بك, ويتزوّجوا حلائل الأبناء الذين ليسوا من الأصلاب, ولا يتحرجوا في ذلك " وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ". فقضية يذكرها القرآن الكريم بهذا الوضوح مع ذكر التعليل والهدف وذكر خصوصيات من قبيل "زَوّجْنَاكَهَا" و"تَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخْشَاهُ", ومع كلّ ذلك عمد المفترون وذكروا أموراً وردت في العديد من كتب الحديث، يربأ أحدنا ـ بل من هو أدنى منّا ـ أن يقوم بها أو أن تنسب إليه. قالوا في كتبهم: "... رآها فأعجبته..."، ثم رغب عنها زيد فطلّقها لكي يتزوّجها النبي من بعد ذلك.. حقاً ألا يعد هذا عملاً قبيحاً حتى لو صدر من إنسان عادي؟! فكيف نسبوه إلى النبي في كتبهم التي يتداولها الملايين من الناس؟!

* إن الكتب التي تثير ضجة في أوساط المسلمين وتسيء إلى الإسلام ونبيّه - كما حصل قبل سنوات مع أحد الكتب الشيطانية - إنما تعتمد على مصادر عديدة يقرؤها عشرات الملايين من المسلمين بل ويقدسونها, وتتضمن روايات تحمل إساءات كبيرة وخطيرة بحق النبي (صلى الله عليه وآله)!إن مثل تلك الرواية - التي ذكرت آنفاً والمدسوسة - مادة دسمة لأعداء الإسلام الذين ينشرون في كتبهم أن نبيّ الإسلام كان رجلاً مغرماً بالنساء، لا بل يسعى لتطليق من يهواها من زوجها لكي يصل إلى مبتغاه, ثم كان يأتي بآيات مفتريات في ذلك. حاشاه ثم حاشاه!والعجيب أن الذين يروون هذه الأحاديث يقال بأنهم من الصحابة والتابعين!

* إنني أنتهز مناسبة ميلاد الرسول (صلى الله عليه وآله) وحفيده الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) للتذكير بأن من مسؤولية المسلمين عموماً والعلماء والمفكرين والمثقفين خصوصاً أن يقوموا بالتحقيق في مجال كتب الأحاديث وسيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لنفض الغبار عن هذا الركام وإخراج الصورة الحقيقية للإسلام ونبيه (صلى الله عليه وآله) كما هي في القرآن الكريم – "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ" - والصحيح حقاً من روايات النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (سلام الله عليهم). ويكفي لمعرفة عظمة النبي (صلى الله عليه وآله) ما روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) أنه قال: "أنا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله)".

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه