موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 

بلوغ الهدف والتمسك به

*يحاول الإنسان غالباً أن يُحسن ظاهره، بل هو مجبول على إخفاء عيوبه، ولذلك فهو يسعى أن يخفي حقيقته وباطنه, لئلاً يكتشف الآخرون اختلافه عن ظاهره وما يتظاهر به, لأنّ المفترض ـ عادة ـ مطابقة الظاهر للباطن، وهو الانطباع المأخوذ عن كل إنسان للوهلة الأولى إلاّ أن يثبت خلافه. فإذا رأيت شخصاً يواظب على الحضور الى صلاة الجماعة، تحكم بأنّه إنسان خيّر, وأنّه ملتزم بالحضور إلى صلاة الجماعة بدافع قلبي, وهكذا الحال إذا رأيت شخصاً عالِماً أو شخصاً يحضر مجالس العلماء، فإنّك ستحمل عن واقعه فكرة إيجابية تحاكي الظاهر نفسه, أي إنك تعتبر ظاهره هذا دليلاً على أنّه إنسان خيّر في جميع جوانب حياته. يصف الإمام أمير المؤمنين عليّ (ع) في بعض خطبه المنافق بقوله: "وقارب من خطوه وشمّر من ثوبه"، أي جعل ظاهره بنحو يأخذ الناس عنه انطباعاً أنّه رجل خيّر، فيقال: إن الدليل على ذلك التزامه بترك المكروهات فضلاً عن المحرمات، ومواظبته على المستحبات حتى الصغيرة. ولذلك تراه إذا مشى لا يمشي بسرعة بل يمشي بتؤدة وسكينة وهدوء، موحياً للآخرين أنّه يصدر من سكينة قلب في حين أنه ليس كذلك!وإذا كان الإنسان قادراً على خداع أخيه الإنسان بظاهره، فإنّه لا يقدر على ذلك مع الله تعالى, لأنّه سبحانه يعرف القلوب ويعلم ما في الضمائر، فكأنّ الله تعالى يقول للإنسان: جمّل باطنك فأنا عالِم بالباطن, وعلى أساسه سأحاسبك، وكلّ ثوابي وعقابي منصبّ على الواقع, وليس على الظاهر وحده. وهذا لا يعني البتة أنّ الظاهر لا ينبغي أن يكون جميلاً، بل المقصود أن جمال الباطن مطلوب مع جمال الظاهر, فلا عقد سلبٍ هنا للقضية ـ على حدّ تعبير المنطقيين ـ بل لها عقد إيجاب, كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾. فهل معنى الآية سقوط الواجبات كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الشخص الذي يعمل بعض المنكرات؟! كلا بالطبع، بل إن صيغة التعبير في الآية فيها نوع من التحريض، كما لو قيل للشخص:مادمتَ تأمر بالحسن، فمن الأَولى بك أن تأتمر به أوّلاً، أو: مادمتَ تنهى عن القبيح فالأحرى بك أن تنتهي عنه أيضاً!

*دار حديث بين عدد من العلماء عن أشدّ آية في القرآن وأشقها على الإنسان، فأدلى كلّ بدلوه, قال بعضهم:إنّ أصعب آية وأشدّها قوله تعالى: ﴿فاستقم كما أُمرتَ﴾. فإنّ الاستقامة شاقّة على الإنسان، والدليل على ذلك أنّ فئة قليلة من البشر يستقيمون.. إنّ الاستقامة صعبة وشاقّة جداً، ولكنّها قد لا تكون كذلك بالنسبة لبعض الأشخاص, ففي بعض الظروف لا يغدو العمل بهذه الآية شاقاً, كما لو كان الشخص مجبولاً على التقشّف والزهد, بأن يحبّ من أعماقه الأكل الجشب واللباس الخشن, ولا يفكّر بالفراش الوثير والدعة والعيش في رفاه، بل هو مصدود عنها على أثر معاشرته الأتقياء والزهاد, فمثل هذا الشخص إذا ابتلي مدّة في مكان لا يوجد فيه أكل لذيذ ولا فراش وثير ولا راحة، تراه يستلذّ بدلاً من التذمّر. ومن هنا لا أرى أنّ هذه الآية أشق آية في القرآن على النفس. وقال آخرون: إنّ أصعب آية في القرآن قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ﴾. حقاً أيّ إنسان ذاك الذي يترك كلّ العلائق ويضحّي بها من أجل الله ورسوله إذا حصل تعارض بينهما، مع أنّ أغلب الناس يضحّون من أجل هذه الأشياء!! لا شكّ أنّ هذا الموقف يتطلّب بطولة نادرة تجعل من هذه الآية أصعب آية في القرآن. ويبدو أنه لا تلك أصعب آية ولا هذه, بل إنّ الآية التي تأخذ بمجامع القلوب, ولابدّ أن تستوقف الإنسان كلّ يوم عشرات المرّات قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾. ومركز الصعوبة في الآية كلمة "كَيْفَ" فإنّ الملايين من المسلمين يتّجهون إلى القبلة يومياً سواء أصلوا جماعة أم فرادى, وكلّهم يصلّون الصلاة نفسها، ولكن ما يختلف فيها هو كيفها. تخبرنا الآية المباركة أنّ الله تعالى لم يقبض آباءنا وأمّهاتنا لأنّه سبحانه كان ينظر إليهم نظرة سلبية، وأنّه تعالى لم يجعلنا خلائف في الأرض من بعدهم لأنّ نظرته إزاءنا إيجابية، فلا أولئك أساؤوا كافّة, فاستحقّوا الإماتة ولا نحن أحسنّا جميعاً, فأُعطينا القدرات من بعدهم، بل إنّ الله تعالى أعطى كلاً فرصة في هذه الحياة لينظر "كَيْفَ" نعمل, والـ "كَيْفَ" هو المهمّ في العمل. إذن: الـ "كَيْفَ" أصعب ما نواجهه يومياً عشرات المرات, فالإنسان يواجه عائلته وأقرباءه وأصدقاءه وأعداءه وأساتذته وطلاّبه، ويختلف بعض الناس عن بعض في كيفية إنفاق المال، وكذلك صرف الوقت, وقد يكون هناك شخصان يقرآن القرآن الكريم في آن واحد, فالأوّل يقرؤه ليختمه، بينما الثاني يقرؤه لينتبه من غفلته، ولا شكّ أنّ بينهما فرقاً كبيراً مع أنّ كليهما يقرأ القرآن.

*هناك من يقول, إذا كان فلان ـ مع ما له من المقام العلمي أو الديني ـ يعمل المنكرات أو في حياته زلات، فماذا تتوقّعون منّا نحن الناس العاديين؟ لا شك أن هذا الكلام ليس صحيحاً، ويدلّ على أنّ قلب المتفوّه به غير مرتبط بالله، بل بغيره، مع أن الله سبحانه ينظر إلى قلوبنا, ولا ينظر إلى صورنا! صحيح أنّ النبي (ص) قال لعمار بن ياسر:"يا عمار إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس كلّهم وادياً فاسلك مع علي فإنّه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى". مما يعني أنّ علياً هو مقياس الحق، ولكن الصحيح أيضاً أن هذا لا يصدق في غير المعصوم بالغاً ما بلغ، وإن بلغ القمة أيضاً, فنحن نتبع علماءنا وقادتنا ونتعلّم منهم، ولكن لو انحرف أيّ منهم بمقدار أنملة, فنحن لا ننحرف معه, وإن كان هو السبب في هدايتنا, وذلك لأنّ القلب يجب أن يرتبط بالله تعالى, والله ينظر إلى قلوبنا, هل هي مرتبطة به أم لا؟ إن مَن وجد الله تعالى لا يكترث بعد ذلك بما حصل لزيد أو عمرو. تعلّم من زيد وعمرو إن كانا أهلاً لذلك, ودلّياك على الإيمان, وأرَياكَ منبع الخير، ولكن بعد أن وجدتَ منبع الخير (وهو الله تعالى) وثّق اتصالك به واستعِن به دائماً, واستعذ به من الشرور ومن الشيطان ومن النفس الأمارة, حتى لا تتأثر حالك ونيّتك وإخلاصك بتغيرات أحوال الآخرين, فلنهتمّ إذاً بكيفية أعمالنا ونيّاتنا, ولن‍زدد إيماناً بالله, ولا نضعف لو انكشف لنا ضعف إيمان قادتنا أو معلّمينا أو مَن عرّفونا بالله, فإنّ مَن يبلغ الهدف يتمسّك به ولا يكترث بمَن تخلّى عنه بعد أن أوصله إليه

من محاضرة سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه