موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

 

الشــهادة والحيـــاة

في خضم التداخلات بين المفاهيم المتناقضة، يشتد الجدال في قيمة «الاستشهاد» هل هي موت من أجل الشهادة أم إنها فاعلية إنسانية «اضطرارية» تهدف الى ضمان حرية الإنسان وأمنه ورفاهه؟! وهل هناك فرق بين من يستشهد وهو كاره للحياة وماقت لأهلها وبين من يستشهد وهو يعيش حياته برفاه واستقرار ونجاح ومحباً للناس؟! وما هي حقيقة «شهادة» من لا يستشهد إلا من أجل الفوز بالجنة، وهو لا يرى للحياة قيمة تجعله يعمل بكل ما بوسعه لتوفير حياة هانئة له ولأسرته ومجتمعه ولجميع بني البشر في هذه الأرض.؟!

 

لا شك أن تلك التساؤلات وغيرها ليست جديدة في واقع الفكر والدين والحياة، ولكن ظهورها في هذه الأيام على السطح وبقوة يرجع الى شيوع «ثقافة الموت» بين معظم أوساط المجتمعات المسلمة بـ»عناوين» لا تعيش ضوابطها الشرعية والرسالية، ومفرغة من مضامينها الإنسانية عبر شعارات الجهاد، والتحرير، والثورة، والانتفاضة، وتحقيق حكم الله في الأرض، وتغليب هذه الشعارات بشكل مفرط على «ثقافة الحياة والإنسان» التي تملك العديد من العناوين الإنسانية النبيلة: الأخوة في الدين، التناظر في الخلق، الشورى والحوار، التعايش والمواطنة، التعارف والتعاون بين الشعوب، لا إكراه في الدين، هدم الكعبة عند الله أهون من إهانة إنسان، السلام هو الأصل، الحرب هي الاستثناء... 

 

إن الله تعالى لم يمنح الحياة للإنسان عبثاً، وقد حرم عليه قتل نفسه، ولم يفوض إليه الجهاد في سبيله إلا وفق ضوابط دقيقة تحترم الإنسان والوجود العظيم للنعم الإلهية على هذه الأرض، لذلك فان «القراءة القتالية» المتشددة للإسلام التي تسود «الشارع المسلم» الناشئة بمعظمها من تعصبات طائفية، وأطماع سلطوية، وأمراض اجتماعية، وهزائم نفسية، هي وليدة قصور خطير في الفهم الإنساني للإسلام وجنوح عن رؤية الجانب المشرق للحياة، وقد جلبت وستجلب المزيد من الكوارث في الأنفس والأموال والأوطان، وتدخل الناس في فتن سوداء وفوضى لا يرى آخرها، ولا يحصى ضررها، كما لا يمكن في أي حال التغافل عنها أو التماهل في معالجتها... وقل اعملوا!!

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه