موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

الأزمـات ومقومات الحلول

عديدة هي "الأزمات" التي نعيشها في حياتنا والتي نسمع ونقرأ عنها فضلا عن التي نراها كل يوم, لكن "أزمة الأزمات" تكمن في أننا لا نبحث عن حل, ولا نجد من يعطينا حلاً سوى ما نسمعه في كل يوم من وعود بحل قريب. ولكي لا نظلم أحداً فإننا ينبغي أن نذكّر بقراءات مشوشة تدفع باتجاه "التعايش" مع الأزمات عبر ما يشاع من فهم خاطئ لـ" الصبر ".

إن الصبر الذي هو "عمود الأمر" لا يعني أن نروض أنفسنا على تحمل الأزمات من أجل التحمل,وإنما جوهر "الصبر" الذي دعانا القرآن الكريم الى التخلق به هو الوقوف أمام الأزمات بثبات كي نحتفظ بقوانا العقلية والمعنوية والجسدية للوصول الى حل تلك الأزمات والتمتع بوجه الحياة الآخر المشرق بالأمل والرفاه.

وفي إطار الأزمات يبرز في ساحة حلها من يسعى الى تقديم "الحلول المخدرة" التي هي أشد فتكاً بنا,فهي تسعى الى معالجة "العارض الطارئ" دون أن تتعامل مع جذر المشكلة,فيكون صاحبها كالذي يتعب من المسير ساعة,وبدل أن يذهب الى الطبيب كي يعرف العلة العضوية التي تسبب له ذلك التعب,يلجأ الى الراحة والاسترخاء فيذهب عنه تعبه دون أن يدري أن علته تتضخم,وقد يصل به الحال الى طريق مسدود.

إن التأمل في قصة النبي يوسف (ع) يعطي مقومات حل الأزمات, فقد سئل لماذا تكتفي بالقليل من الخبز الذي لا يشبع,وعندك خزائن تكفي شعب مصر لسبع سنين عجاف؟ قال - وهو النبي المعصوم- " خشيت من أن أشبع فلا أوصل اللقمة الى الجائعين",إن يوسف (ع) بالتأكيد قد توكّل على ربه في حل أزمة شعبه لكنه استصحب مع توكله وورعه وأمانته عقلاً مبدعاً وإدارة حازمة فـ"يوسف" لم ينظر الى الأزمة على أنها أزمة مادية فقط وعلى المدى المنظور بل كانت نظرته (ع) الى التداعيات الخطيرة لتلك الأزمة على الإنسان وحياته وكرامته ومستقبله ومجتمعه فقدم حلاً ووفّر خبزاً ولم يكتف بالدعاء وتقديم الوعود.. فأنقذ شعباً كاملاً من الهلاك جوعاً.

 

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه