الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
قائمة الإستفتاء
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الأدعية والزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
مواقع اسلامية
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز
لم العجب ؟ قناة صفا انتجت قناة فدك !   قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

  من قلم   :  مهند حبيب السماوي

عندما تتماهى قاعدة السلوك الانساني " التطرف لايُنتج الا تطرفاً " مع القانون الفيزيائي الاساسي الذي ينص على ان" لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه " فان النتيجة المنطقية والمحصلة النهائية تكون بلا شك ظهور قناة فدك كرد فعل لمواجهة قناة صفا التي يُغرد كل منهما خارج سرب الاعتدال ويعزفان انغاما خارجة عن حدود التسامح وتخلو من العقلانية وتتجاوز مسارات الوسطية وتضرب، بالتالي، على اوتار الحانها سمجة وقبيحة لا تؤدي بنا الى المزيد من الكراهية والاحتقان الطائفي والتشرذم الوطني والتأزم المعرفي. الشيخ ياسر الحبيب الذي اطلق قناة فدك، وهو اسم ذو رمزية معروفة لدى الشيعة، وقام بتقديم برامج ومحاضرات ورؤاه فيها، قد احدث، في 17 رمضان، وفي ذكرى وفاة أم المؤمين عائشة، عاصفة من الانتقادات بل والشتائم أثر تعرضه للسيدة عائشة بفاحش القول ووصفه لها باوصاف صدمت الكثير في العالم الاسلامي، ولهذا تم سحب الجنسية الكويتية منه جراء هذا التطاول لأمرأة يعتبرها الكثير رمزا لاتطاله الشبهات ولاتحوم حوله الشكوك.

 ياسر بدوره، وبعد سحب الجنسية عنه، أطلق قناة فدك الفضائية التي لم تستمر الا اياما قليلة بعد ان تم ايقافها ومنع استمرار بثها على قمر نور سات البحريني أثر الكلام الجارح والمُهين الذي اطلقه الشيخ ياسر بحق الصحابة والسيدة عائشة في برامجه التي قدمها في قناته والتي احدثت ضجة وحالة من العصف الطائفي في العالم الاسلامي. ولكن قناته الفضائية لم تتوقف في اقمار أخرى حيث ظلت مستمرة في بثها على القمر يورو بيرد 9. الكلام الذي ذكره الشيخ ياسر ومادار حوله من تصريحات تتعلق بالموضوع من قبل مشايخ السنة على الخصوص وكيفية ردة فعل الاعلام العربي ومن يسيطر عليه، يكشف عن وجود ازدواجية في التعامل مع القضايا الطائفية في العالم العربي " السني " بامتياز ! . 

 نقولها هكذا من غير ان نتردد ولانجامل امام الحقيقة الطائفية في الوطن العربي الموبوء بمئات الامراض والمشكلات والافات وعلى مختلف الصعد والمستويات . نعم كان هنالك رفض شيعي لماقاله ياسر بل ان فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي كانت واضحة، اذ حرّم الإساءة الى السيدة عائشة أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة، وقال " يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوجة النبي بما يخل بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصاً سيدهم الرسول الأعظم ". 

 لكن مانراه من ردود فعل عربية واسلامية سنية تجاه ماقاله ياسر تتسم بالازدواجية المطلقة بشكل يدعو للاسى والتحسر بحيث يسوّغ لنا ان نصف تعاملهم بانه طائفي واحادي الجانب فهؤلاء سكتوا عما كانت تقوم به قناتي صفا ووصال من تحريض، وماكنت تثيره من نعرات طائفية ضد الشيعة من خلال برامجها التي تعرضها وتسّوق لها نهارا جهارا ، فضلا عن الاستهزاء والتهكم بعقائدم وافكارهم التي يتبنونها، ولو كان الاعلام العربي موضوعي وهمه الحقيقي وحدة الامة لتعامل مع اي قناة تحرّض على الطائفية باسلوب ومنهج واحد لا ان تُغلق قناة فدك وتترك غيرها تسرح وتمرح في فضاء التحريض والطائفية . فالجهات السنية المتطرفة في العالم العربي والاسلامي بابواقها الاعلامية كقناة صفا ووصال مثلا هي السبب وراء ظهور خطاب مضاد لهم متطرف ايضا مثل قناة فدك، وقد اكد هذا الراي وعضّده الكاتب السعودي هاني نقشبندي في مقالته الاخيرة الرائعة " شيعي او سني مالفرق !" حيث ارجع الى الاطراف السنية الوضع الطائفي المتأزم في العالم العربي وهو السبب الذي يؤدي، في رأي نقشبندي، الى أثارة الشيعة والرد عليهم باساليب مختلفة ومتنوعة، اذ قال نقشبندي " ان الطرف السني غالبا ما كان السبب في اثارة التطرف الشيعي ....بل ان التطرف والعنف في العالم الاسلامي كان اكثره سني، من الدولة الأموية والعباسية، مرورا بالامبراطورية العثمانية وانتهاء بالحركات او التنظيمات الأصولية الحديثة". ولهذا، وفي خضّم فضاء اعلامي عربي واسلامي مشحون بالطائفية، علينا ان لانستغرب ان تظهر قناة فضائية كفدك في محاولة منها للرد على ماتقوله وتزعمه وتدعيه تلك الفضائيات التي فتحت النار على الشيعة ولم نرَ اي فعل او ردة فعل في العالم الاسلامي تجاهها، ونجد هذا بوضوح وبشكل جلّي في تصرف الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" بشأن قناة فدك اذ اصدرت بيانا اوضحت فيه أنها لا تبث قناة " فدك " على تردداتها وانها تبث على ترددات القمر الصناعي البحريني "نور سات".

 وفورا رد عمر شوطري رئيس شركة "نور سات" البحرينية بالقول " أن القناة كانت مملوكة لطرف ثالث غير الكويتي ياسر الحبيب الذي أثار الأزمة وأنه عندما علمت " نور سات " بمحتوى القناة قامت بوقف بثها على الفور منذ الخميس الموافق 23 سبتمبر". هذا التصرف الذي قامت به كل من نايل سات ونور سات تجاه قناة فدك لانجد له مماثل فيما يتعلق بغيرها من القنوات التي تمارس عين التحريض والاسائة وأثارة الفتنة والتأجيج للمشكلات التاريخية والاحداث الغابرة التي اعتبرها عامل لتخريب الامة وتفكيك اواصرها وزيادة فرقتها، فال" نايل سات " و ال"نور سات " يتغاضان عن السلوك التحريضي والطائفي لقناتي صفا ووصال، وماتقومان به من دور مشين في دق اسفين الطائفية في المجتمع الاسلامي لانهما ببساطة ينطلقان من اسس طائفية بغيضة تتحكم كما يبدو في سلوك مسؤولي القناتين اللذان تعاملا بازدواجية مع هذه القضية. الذي ينبغي لنا ان نضعه في اعتبارنا ونحن نعيش هكذا ازمات من النوع الطائفي والمتعلقة بالفضائيات ووسائل الاعلام، هو امرين مهمين لامناص من التأكيد عليها والاشارة لها في نهاية تعرضنا لقضية ياسر الحبيب، وهما :

 1- التعامل بطريقة متوازية ومتساوية مع جميع القنوات والوسائل الاعلامية التي تُحرض على الطائفية والعنف والكراهية سواء كانت شيعية او سنية.

 2- غربلة ودراسة النصوص الدينية التي يستند اليها المتطرفون في احاديثهم وتصريحاتهم، ومعرفة مدى واقعية وصحة هذه النصوص من عدمها. وهكذا علينا ان نعالج علّة المشكلة وحيثياتها بالنظر الى أساسها وجذرها الذي ولدت عنه او منه، سواء مايتعلق بالنصوص التي تؤكد ذلك او فيما يتعلق بالتأويلات والتفسيرات التي تؤدي الى هكذا مشكلات وأزمات تعصف بالامة في الوقت الحالي، أو حتى النظر للقنوات الفضائية التي بدأ موضة التكفير وحفلات السباب والشتائم.

 وحسنا فعل عضو مجلس الأمة الكويتي حسين القلاف حينما وجه سؤالا برلمانيا واقعيا الى وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح يسأله فيه عن الإجراءات الحكومية التي أتخذت عبر وزارة الإعلام في التصدي لما بثته قناة صفا الفضائية من برامج حملت تطاولا على الطائفة الشيعية وأتباعها كما نقلت ايلاف!، فمنع بث قناة فضائية مثل فدك يجب ان يرافقه منع بث صفا او اي قناة اخرى تؤدي الى أثارة الفتن والازمات في أمة يعلوها غبار المشكلات وسُحب التقهقر وضباب التخلف.