![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
![]()
|
حب الظهور
إن الهدف من مقالتي القصيرة هذه هو تبيان بعض الأمور أو الحالات
السائدة في مجتمعنا الذي نعيش فيه ومعالجة الأمر..
( أدعو كل من يعتقد بان لديه هذا المرض أن يعالج نفسه قبل أن
يستفحل ).
المراء والجدال
عرّفت كتب الأخلاق الإسلامية هاتين الصفتين بأنهما ( المراء: طعن
في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير غرض سوى تحقيره وأهانته، و إظهار
تفوقه و كياسته ـ أي الفاعل- )(1)
بينما أخذ الجدال تعريفاً آخر يقرب من كونه خاص بالعقائد و دلائل إثبات
حجية طرف على طرف آخر فهو ( مراء يتعلق بالمسائل الاعتقادية و تقريرها )(2)
والصفة
الأخيرة لا تحمل سلبيات بالقدر الذي عليه المراء، فـــقد
أمر اللـــه تعــــالى بمجادلة أهـــل الكتاب بصورة ايجابية بنفس الآية
الشريفة: ( ولا تجادلوا أهــــل الكتاب الا بالتي هي أحسن )(3)
وتقدم النهي عن الجدال في الآية، جاء بعد الحصر الدال على ثانويته، و
مشروطيته بالمجادلة بالحسنى التي لا تترتب عليها مضار ومساوئ، أما عند
الحديث عن الأسباب التي تكمن وراء شخصية المماري والذي يجادل دون التمسك
بحبال الادلة فهو مما ذمه القرآن الكريم فقد قال تعالى ( ومن الناس من
يجادل في الله بغير علم و لا هدى ولا كتاب منير ))(4).
ونهى رسول الله
عن المجادلة و المراء بقوله
:( من جادل في خصومة بغير علم، لم يزل في سخط حتى ينزع )(5)
وعن علي
( إياكم و المراء و الخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما
النفاق )(6).
نستشف من الأحاديث المذكورة أن المراء و المجادلة صفتين مذمومتين، إما
علاجها فهو بالإتيان بمضاداتها و ترويض النفس عليها، بحيث تصبح ملكات نفسية
تتسم بها شخصية المؤمن.
قال لي احد الأصدقاء المقربين بل هو أخ لي ( لندرة الأصدقاء
الحقيقيون في زماننا الحالي ) :
اترك الجدال لان فيه أذى للآخرين فرأيت إن اخذ بنصيحته لأنه يريد
مصلحتي ( وان كان الجدال للوقوف على الحق والدفاع عنه محمودا ) لأنه وللأسف
الشديد الكثير من الناس في الوقت الحالي يرون أنفسهم على حق وان الآخرين
على باطل فقد أصبح إبداء الرأي وإصدار الفتاوى من الأمور السائدة وإهمال
رأي العلماء وأصحاب الفكر والرأي بل والتشكيك فيهم ليس في أرائهم وحسب من
الأمور البديهية.
قد يكون الجدال أحيانا مجلبة للعداوة والتعصب وقد
يكون الجدال أحيانا ذريعة للكذب
،
والقولِ على الله بغير علم خصوصاً إذا كان ذلك في مسائل الدين , وهذا أقبح
شيء في هذا الباب .
إن المصطلح حب الظهور ( الكبر والاستعلاء وحب التسلط والافتخار
السلبي وحب الجاه والسلطة وحب المدح والرياء وووو ) وحسب الدراسات النفسية
لحالات النفس البشرية من الغرائز البشرية الثابتة الغير قابلة للمنع أحيانا
حالها حال الطعام والشراب والجنس حالها حال الحاجات البشرية والتي تعتبر من
ضروريات الحياة.
فالحذر كل الحذر من حب الظهور والتسلط لأنه تعامل مع الذات و
الغريزة والشهوة
وقد يتحول الى مرض لا تدركه النفس الا بعد فوات
الأوان.
هل تعرف عدم الثقة بالنفس
والإحساس المر
بالنقصان؟
هذا هو السبب....
فبما
يعوض هذا؟ وبما يغطي عليه؟ وبأي شيء؟
يكون
هذا الشيء
إما التجريح الدائم في أي شخص ناجح
أو عمل أي شيء
حتي لو كان غير لائق المهم الظهور.
ها هو قد استفحل المرض بالنفس وصار أشبه بمرض خبيث لا يزول إلا
باستئصاله وهنا تكمن الطامة الكبرى قد تتحول هذه النفس (ظالمة) لان الآخرين
يرون فيه ما لا يرغب وما لا يود منهم.
ترى الشريعة الإسلامية السبب لظهور مثل هذه الحالة عدم رسوخ
الإيمان في هذه الشخصية ،الإيمان الذي يكون الحصن المنيع والرادع القوي لسد
كل الثغرات الرئيسية لنفوذ هذه الصفات الذميمة.
فالتقويم الأساسي والحقيقي للذات والنفس مهم جدا للحد من انتشار
واستفحال هذا المرض :
علينا بالرجوع دوما إلى المنبع العذب الذي إذ ما شربنا منه ارتوينا
وطابت نفوسنا وطهرت قلوبنا محمد واله صلوات الله عليهم وسلامه فنستلهم منهم
التواضع ونكران الذات وكيف كانوا وما زالوا النموذج الاسمي والأرقى في
العالم.
فما نحن قبال هذه الشخصيات المرموقة وما قيمة ما نقدمه مقابل ما
قدموه.
أين نحن منهم فالأولى بنا ان نصلح ذاتنا .
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن
كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
ميدانكم الاول أنفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر
إنما هي نفسي أروضها بالتقوى
بعض
مظاهر حب الظهور :
- ( الأنا )
.
- التضايق عند ذكر منجزات الآخرين.
- عدم التراجع عن الخطأ والاعتراف به.
- الصعود على أكتاف الآخرين وتبني منجزاتهم وأرائهم .
- التطلع للرئاسة وطلبها والسعي إليها.
- المسارعة بالفتوى، وانتقاد المجتهدون في ذلك.
- محبة أن يُذكر أهل الفضل عنده بسوء
- حب التميز عن الآخرين
(1)
جامع السعادات ج2 ص282.
(2)
المصدر السابق.
(3)
العنكبوت – 46.
(4)
الحج – 8.
(5)
جامع السعادات ج2 ص285.
(6)
المصدر السابق.
|
موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه