ما
أكثر العرب الذين لا يفرقون بين الضاد والظاء اليوم، وبعض غير
العرب أكثر اتقاناً للغة الضاد من أهلها، لذا لا تقاس العروبة
اليوم باللغة وحدها.
كما
لا يعرف العرب بملابسهم التقليدية، وهم أصلاً تخلوا عنها، والشماغ
العربي أكثر حضوراً على أعناق شبان أوروبا منه على رؤوس شباب
العرب.
ولا
يعرف العرب بسيماهم، والقليل القليل منهم ترك السجود أثراً في
وجوههم، والله أعلم بمن سيؤخذون بالنواصي والأقدام منهم في يوم
الحساب.
وبعد
ضياع الأحساب والأنساب واختلاط العرب بالأتراك والأكراد والشركس
والنبط والأحباش فالأجدر أن لا يتسلق الكثيرون شجرات عوائلهم لئلا
يصطدموا بسلف سحنته غريبة ولغته أغرب.
ولكن
من المؤكد بأن العرب يعرفون بثقافتهم وتراثهم وقيمهم وأخلاقهم،
وأبرز قيم العرب النخوة واغاثة الملهوف والكرم، وهم تفاخروا على
غيرهم من الأقوام بها، واعتبروا ممارستها شرطاً ضرورياً لطالبي
الرئاسة عليهم والمكانة العالية بينهم.