تطبيق السيناريو السوري في العراق سيبدأ على الأغلب بعد جلاء معظم
القوات الأمريكية، شرارته الأولى صدام طائفي، تليه مظاهرات
واحتجاجات "سلمية"، ستقمعها الحكومة المركزية مضطرة، مما سيؤدي إلى
موجة من الاحتجاجات والاستنكارات، واجتماع للجامعة العربية بدعوة
من قطر، وتعليق لعضوية العراق، وستكون تغطية القنوات الإعلامية
الخليجية للأحداث العراقية أشبه بشريط مصور معاد، وسيسارع بعض
أعضاء الحكومة العراقية من السنة والأكراد للاستقالة من مناصبهم لا
زهداً بالسلطة وإنما لينفرد الشيعة بالحكم ويتحملوا المسؤولية
وحدهم عن تدهور أوضاع البلاد، في حين ستتكفل أمريكا وحلفاؤها
بابقاء الجيش العراقي في ثكناته، لكي يسهل على القوات الطائفية
المستوردة والمحلية اسقاط الحكومة وطرد الشيعة من العاصمة
والاستيلاء على حقول النفط الجنوبية.
هل الحكومة العراقية والأحزاب والجماعات الشيعية والقيادة الدينية
وجماهير الشيعة مهيئة للتعامل مع هذا السيناريو والخروج منه
منتصرين أو بأقل الخسائر سؤال يستحق الإجابة؟ ولنتذكر بأن النظام
السوري ظن نفسه بمنأى من التغيرات في مصر وتونس وليبيا فلم يستبق
الأمور، لذا يتهدده اليوم خطر الزوال، فما عذر قادة الشيعة
وأتباعهم لو وصلت النار إلى عقر ديارهم في الغد، خاصة وأن ما يبدأ
في سورية ينتهي إلى العراق غالباً؟