القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

فلسفة الثورة الحسينية فلسفة الانتظار بحث في فلسفة التاريخ

 

 

 

 

د. وليد سعيد البياتي

توطئة:

     لعل أحدى قيم الثورة الحسينية أنها تشكل أحد أهم مراحل التوطئة للمستقبل الاسلامي ليسجل إنتصاره التاريخي وإن كان هذا الانتصار سيحدث في مرحلة تاريخية لاحقة يفصلها أكثر من الف عام وبضعة مئات من السنين، وهذه أحدى السنن التاريخية والالهية بتأخير نتائج الاحداث المهمة لمراحل لاحقة، فنتائج الحياة ستتكرس في الآخرة، والرسالات السماوية لاتحقق انتصارات على المستوى القريب إلا لحالات الضرورة التاريخية والرسالية، والسبب في ذلك إن الزمن يسير نحو غاية حتى يصبح زمنا تاريخيا، وبالتالي فان تحقيق الانتصار لايفترض به أن يكون قريبا، وقد يكون قريبا لكنه يحمل في ذاته عمقا تاريخيا بالاتجاه المستقبلي مما يمنحه قدرة على الاستمرار والظهور باشكال اخرى في مراحل تاريخية متقدمة، وهذه الرؤيا تفسر كيف يصبح الانسان مؤثرا في تشكيل المستقبل ورسم ملامحة، فالثورة الحسينية التي سعت إلى إنضاج الوعي الجمعي بالقضية الالهية، سعت أيضا إلى تشكيل أدلة بأن وعي الامة يجب ان يكون مرتبطا بالمثل الاعلى (الله) وإلا سيكون وعيا سلبيا ينحدر بالامة إلى الحضيض.

     إن الفرق بين الرسالة السماوية والتطور الحضاري العام الغير مرتبط بالمصدر الالهي، هو إرتباط الرسالة والامامة بالتعالي (الله) مما يجعل كل منهمها قادرة على التأثير في حركة التاريخ، وهي قدرة تستمدها من مصدرها الالهي، وبالتالي فان نظرتها للتاريخ نظرة شمولية تنطلق من الماضي نحو المستقبل، وهو تأثير يخلصها من الماضوية، فهي ليست نتاجا للماضي.

     من هنا يمكن تفسير الاتجاهات المستقبلية لكل من الرسالة والامامة، فالتطلع نحو المستقبل يفسر قدرة الرسالة على الاستمرار في العطاء ممثلة بالامامة، وهذا يمنح الامامة القدرة على إعادة بناء الامة وتوحيد غاياتها وفق الغاية الرسالية.

تحرير الامة:

     كالنبوة كانت الثورة الحسينية محررة للامة من الاتجاهات الثيوقراطية وأستبداد الحكام، لتتحقق شهادة الامة على حركة التاريخ، غير إن هذا التحقق لا يتم إلا بتحرير الوعي من الفكر السلبي، فانحطاط الامة ممكن عندما يقودها حكام ينحرفون عن الخط الرسالي، وعندمايتم تشتيت الوعي الجمعي في مقولات السفسطة الوضعية، فمفاهيم مثل: (المستبد العادل والسلطان المطاع، وحكم الحياة والزمن) هي مفاهيم وضعية لا علاقة لها بالتعالي ولا تمثل الخط الرسالي، وعلى العكس من ذلك نجد أن الامامة تحمل في تكوينها معادلات علاقتها بالتعالي باعتبارها ممثلة للرسالة في مستقبل الامة.

     لاشك إن تحرير الامة يتشكل في جذور الوعي الجمعي، لكن هذا التشكل يبقى رؤيا قد لا تتحقق إلا في مرحلة لاحقة، فالامة تحتاج إلى أن تخرج من حالة السبات إلى الحركة، كما إنها لاتحقق هويتها في ظل الحكومات المستبدة، ومن هنا تحاج إلى نهضة ثورية، لكن أنكفاء الامة وعيشها في الماضي أو الاكتفاء بالانتصارات السابقة التي حققتها الاجيال سيجعلها تفحم ان تحقيق انتصاراتها الذاتية في المراحل اللاحقة، أن تحضير الامة للانتصار يحتاج إلى تحقيق انتصارات في مراحل متعددة على أن لاتشكل هذه الانتصارات عقبة في تحقيق انتصارات أخرى، بل عليها أن ملهمة للامة وقائدة لها، وهذا ما كانت عليه ثورة الامام الحسين عليه السلام الممتدة من المدينة إلى مكة وحنى إتشهاده في كربلاء، هناك حقق الامام الحسين عليه السلام العلاقة بين الرسالة وصيرورة التاريخ حد الشهادة بعنوانها الكبير، ليبدأ من هناك مرحلة أخرى في تحرير الامة من السقوط والانكفاء.

الثورة والانتظار:

     قد يبدو للوهلة إلاولى أنه هناك ثمة تنافر بين مفهومي الثورة والانتظار على المستوى اللغة والفعل، فالثورة تعني الحركة والاندفاع والتفاعل الشديد بين الموجودات مما سيسمح بظهور نتائج آنية سريعة وأخرى تحتل مساحات زمنية تتباعد أو تتقارب حسب قوة الاندفاع الخارجي لمادة الحدث، فالثورة في مفهوب البعض بركانا يلقي بمادته للخارج باندفاعات غير مترابطة وقد تبدو عشوائية.

     والانتظار بالمقابل مفهوم عام يوحي بالارتخاء والكسل، وقد يكون مبعثا للملل، وسيظن البعض أن نتائج الانتظار غير مجدية لأنها غير معلومة للافكار، وغير مدركة بالابصار، هذا التصور الخارجي لمفهومي الثورة والانتظار يمثل الكثير من القصور الادراكي لهذين المفهومين لانه يطرح فكر سلبي محدد يغلب عليه الاتجاه المادي، فعندما يتم تفسير الثورة وفق الاطر المادية ستكون هذه الثورة محدودة الامكانات والنتائج، بل أنها ستفقد أية قيمة مستقبلية لانها ستركز في مساحة الزمن الآني، وهي بالتالي ستصبك كرصاصة أنطلقت في الفراغ دون هدف وبالتالي يمكن أن تقتل بريئا، في حين أن الثورة ذات الاصول الرسالية تتوخى تحقيق غايات عادلة باعتبارها تقيم علاقة مع المستقبل والآتي، فالآني بالنسبة لها كالجذر الاولي للنبتة وهي تتطلع نحو الثمار بشكل دائم لتحقق الاستمرارية في الوجود.

     إن الانتظار كمفهوم يحقق الغايات الرسالية عبر رؤيا مستقبلية تعني عدم الاستسلام لواقع ألآني والخضوع له، فالانتظار في الفكر الاسلامي هو الاستعداد الدائم لمواجهة الحدث، باعتبار ان الانسان جزء أصيل ومؤسس لحركة التاريخ، فالاسلام ينفي عن الانتظار الفكرة الطوباوية أو المثالية المجردة، كما إنه ليس هروبا من ظلم الواقع الحالي، فهو ليس حلم أو فكرة أستقرت في ذهن المظلومين عبر تراكمات حركة التاريخ، بل حقيقة تستند ألى مرجعية ألهية، فمرجعية الانتظار هو وجود زمن آتي تتحقق فيه الغايات، وقد تمر أجيال عديدة دون أن تشهد هذا الزمن، لكن ذلك لا يعني إنتفاء وجوده أو عدم حدوثه في المستقبل.

كيف قدمت الثورة الحسينية فكرة الانتظار:

     بالتأكيد هذا بحث قائم بذاته، فقد كتبنا العديد من البحوث حول علاقة الثورة بالانتظار من خلال رؤى مختلفة ووفق نظريات متعددة، ولكننا هنا سنلقي الضوء على قضيتين رافقتا الثورة الحسينية (الفكر والجهاد)، فالامام الحسين عليه السلام أراد أن يعود بالامة إلى العصر الرسالي الذي بدأه جده الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله، وهذه الفكرة لاتمثل إرتدادا تاريخيا، وهي لاتنطلق من رؤيا ماضوية، لكنها ترتكز على موقف رسالي وهو الاستمرار بالرسالة الاسلامية في إدارة الامة بالشكل الالهي وليس بالشكل المنحرف، ومن هنا كان تركيز الامام في مكة على تهيئة الوعي الجمعي لما سيحدث في كربلاء، كما إنه شغل وقتا في إعادة تفسير الشريعة الاسلامية وتبيان الاحكام وترسيم العلاقات بين الامة، فالانحراف كان كبيرا، والخرق كان واسعا، والجرح في جسد الامة كان عميقا، واعادة ترتيب الاوضاع كانت تحتاج إلى جهد هو أقرب إلى المعجزة الالهية كي تستطيع الامة الاستمرار بما لديا ولا ترتد على اعقابها خاسرة، فالامام الحسين عليه السلام يدرك قيمة الحفاظ على ما تبقى من أصول رسالية في صدور ابناء الامة، وهو يريد إنماء هذه النبتة من جديد وإذكاء هذه الجذوة قبل انطفائها، ومن هنا كان الجها وكانت الشهادة  لتجسد الشريعة حتى أعماق الجراح.

     هل ستكتفي الثورة الحسينية بهذات الدم الطاهر المراق على رمل كربلاء في العاشر من محرم؟ هل سيكون مقتل الحسين وأهل بيته وخيار الصحابة نهاية مطاف الثورة؟ لاشك أن الاعتقاد بهذه الفكرة سيكون أجحافا بحق الثوار ودمائهم الطاهرة، وبحق الصبية والنساء السبايا، كلا فالثورة لاتتشكل قيمتها فقط بالدماء ولكن بالتاريخ الذي تصنعه، وبموقعها من الازمن الاتي، ولهذا كان الانتظار أنتظارا للثأر كما هو أنتظار لتحقيق الغايات الالهية، أنتظار للدولة الالهية التي لم تتحقق حتى في ظل الاسلام الرسالي الاول، فقيمة الفكر الاسلامي بشكله النهائي تتحقق في المستقبل، باعتبار أن الفكر الاسلامي فكر مستقبلي وهو الفكر الخاتم، فلا مستقبل خارج الاسلام.

 

                                             المملكة المتحدة – لندن

                                      wsialbayati50@hotmail.com

                                          5 / كانون الثاني / 2009

                                            محرم الحرام / 1430

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه