عندما تنطق الحجارة وتنهار العروش

د. وليد سعيد البياتي

الحجارة... البندقية:

     هناك في أرض الله عندما يكون للثورة طعم الانتصار وصلابة الحجر بيد الثوار، عندما تصير الحجارة أقوى من بندقية، وعندما

 ( تكون بندقيتي مثلي أمام العصر

فارغة إلا من الرصاصة الاخيرة

سأكون بها ملكا

وأشم الموت شميم إمرأة حبلى بالولد البكر)

هناك في أرض الرصاص، يجتاح الصمت الريح، ويزرع الرصاص الارض عويلا، هناك تنطق الحجارة وتنهار عروش البترول، يختبيء فراعنة مصر خلف كلمات جوفاء، ويتقازم قزم الاردن حتى يختفي خلف نقطة (النون)، هناك في ارض الحجارة للثورة جسد مارد، وصوت الناصر يعلو من (أرض الجنوب) هذا (نصر الله) يحمل في يمينه سيف الحق، فيرتعد الساكن في شمال افريقيا، ويصاب الجالسون على العروش بمغص الرعب، أما الذين وقعوا مرة ورفعوا رايات الغدرة مرة، وجعلوا الاوطان مداسا للغاصبين، فرضوا باتفاقيات المهانة، فستخرج العيون من محاجرها، ويتهامسون باسم سيد النصر القادم.

أيها القابعون في عروشهم، ايها الجالسون خلف المكاتب المترفة، هذا زمن التغيير، ستجتاح الثورة بقايا العروش، فالنصر القادم مازال معلقا بالحبل السري للثورة، مازالت النسوة في ارض الحجارة قادرات على الحمل، والارض كل الارض لا تخل من حجر يجد له اصابع شجاعة تقتلعه، وعزيمة ثورة ترمي به عروش الغدر.

وداعا ايتها الانظمة وداعا ايتها العروش:

     في هذه اللحظة اجساد طاهرة تسقط، في هذه اللحظة أمطار الرصاص تسقط، في هذه الحظة عروش البترول تسقط، ومكاتب الحكام تسقط، لافتات الانتخابات تسقط، والرصاص المتساقط أمطارا ينبت البنادق، ينبت الحجارة، ويولد الثورة في ارحام النساء، فكل مولود يعني عرش ينهار، يعني حاكم يسقط، كل مولود في ارض الحجارة يصرخ وداعا أيتها الانظمة وداعا أيتها العروش.

                                       المملكة المتحدة -  لندن

                                 التاريخ: زمن الثورة ونهاية العروش