القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

 

الخروج من النزعة الماضوية إلى الرؤية الحضارية دراسة في فلسفة التاريخ

 

 

د. وليد سعيد البياتي

 

توطئة في المفاهيم:

 

لا يشكل التاريخ مفوهما ماضويا إلا إذا نظرنا إلى التفسير التاريخي من خلال رؤيا تاريخانية بحتة، فاللجوء إلى التاريخانية لتفسير الحدث التاريخي يمكن إعتباره إغراقا في الماضوية أو الارتداد إلى الماضي، لكن فلسفتنا التاريخية لا تقول بماضوية التاريخ وإلا سيتحول التاريخ إلى حدث في الماضي لايمكن إسترجاعه مستقبليا إلا بالارتداد إليه، وبالتالي سيفقد التاريخ مفهومه الحضاري ورؤياه المستقبلية، ومن هنا قلنا بالمفهوم المستقبلي للتاريخ الاسلامي باعتباره لايخضع للتفسير التاريخاني، وهو غير مغرق في الفكر الماضوي، فالماضي التاريخي للفكر الاسلامي في الرؤيا الحاضرة لايمثل ارتدادا ماضويا بقدر ما يمثل رؤية للحدث التاريخي تتحرك من المستقبل باتجاه الماضي، وهو اقرب إلى المفاهيم التي نتعامل بها في علم الآثار مما يخلص تاريخنا من عملية الارتداد بأعتبار ان الزمن التاريخي عامل غير مرتد كما برهنا في بحوث سابقة.

 

الاغراق في الماضوية:

 

     لاشك إن اللجوء إلى الماضي من نظرة تاريخانية سيعيق التفسير المستقبلي لحركة التاريخ، بل أن هذا الاغراق والتداعي الغير موضوعي للماضي يشكل عائقا في منظومة التفاعل الحضاري، فالمجتمع الجاهلي لم يتمكن من الخروج من ماضويته الجاهلية والالتحاق بالفكر الحضاري للرسالة الاسلامية إلا نتيجة لهذا الاغراق الذي تحدثنا عنه، ولم يعرف التاريخ الاسلامي إغراقا في الماضوية كالذي تبناه أصحاب الاتجاه السلفي فهم لايخرجون عن قوله تعالى: " بل قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون " الزخرف/22. وأيضا نجدهم في قوله: " إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " الزخرف/23.

 

هذه الرؤية تمثل فصلا بين الماضي والحاضر، فالمجتمع الذي لايتمكن من رؤية مستقبله إلا من خلال ماضيه يمثل نوعا من الاتجاهات الجاهلية في الوقت المعاصر، فالرؤية الرسالية حاولت إخراج المجتمع الجاهلي من هذه النظرة الماضوية لتجعل منه مجتمعا منفتحا على الاتي ومتطلعا نحو المستقبل: " قل أولو جأتكم باهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما ارسلتم به كافرون  " الزخرف/24. فالهداية هنا تعني رؤية مستقبلة للواقع غير إن اصحاب الماضوية يردون هذه الرؤية بقولهم: " قالوا إنا بما ارسلتم به كافرون ".

 

العلاقة بين المستقبل والماضي:

 

     قد يشكل المستقبل نوعا من اللامعقول بالنسبة لبعض الفلاسفة ولكني اعتبره تطورا في الموقف التاريخي من الحياة، وبالتالي فالعلاقة بين المستقبل والماضي تمثل نوعا من التراكم الزمني لايتكامل إلا بتحقيق غائية الوجود، وهذا التكامل بحد ذاته نقيض للماضوية، فالتكامل لايكون في الماضي وإنما في المستقبل، ولو حدث شيئا من التكامل في زمن ما فإنما يمثل بداية للتكامل النهائي وليس هو التكامل بحد ذاته وإلا لما استمرت الحياة.

 

     من هنا لايصبح المستقبل تكوينا للماضي في زمن لاحق، أي لايمكن إعتبار المستقبل تكرارا للماضي، فالقول بهذه النظرية سيقود إلى تفسير حركة التاريخ تفسيرا خاطئا، كأن تصبح حركة التاريخ مسارا دائريا تتكرر على محيطه الاحداث وفقا لايقاع ارتداد الزمن، ولما أكدنا في بحوث سابقة أنه لايمكن إعتبار الزمن عاملا مرتدا، فالحدث التاريخي هو الاخر غير مرتد، إي بمعنى آخر لايكون خاضعا لفكرة الماضوية، فالمستقبل كيان قائم بذاته يتواصل مع الماضي لكنه لايكرره، فقيمة المستقبل تكمن باعتباره تجسيدا غير منقطعا لحركة التاريخ، فالصلاة اليومية هي ليست مجرد تكرارا يوميا لحدث سابق ولكنها وجود جديد يولد في كل يوم، وقد يمثل في مرحلة زمنية ما تكريسا واقعيا لحدث سابق، كالحج الذي يمثل تكريسا واقعيا لعبادة الانسان في الايام السابقة له.

 

     لذا يمكن فهم علاقة المستقبل بالماضي ووقوع الحاضر بينهما بكونها علاقة ترابطية من جانب وتضامنية من جانب آخر، فتنامي الحدث التاريخي عبر حركة التاريخ وإمتداد نتائجة ليؤثر في الحاضر وربما في المستقبل سيعني بالتالي قوة الحدث، فالرسالات السماوية قد استطاعت أن تحتل موقعا زمنيا كبيرا لم يختص بمرحلة ما أو مكان ما، بل أن جغرافية الرسالة السماوية شكلت على الدوام تنوعا    قيميا لقوة الرسالة وإمتدادها زمنيا، وتفاعلها تاريخيا في آن، ولما كانت فلسفتنا التاريخية (موقفنا الشخصي من فلسفة التاريخ) يتعدة فكرة أنيكون التاريخ (حدث، زمان، مكان) بل هي تنطلقمن مفهوم أعمق يتناول تماس علوم الاقتصاد والاجتماع وعلوم أخرى تشكل كلها عناصر التشكيل التاريخي للحدث، فان الماضوية التاريخية ستشكل أنتقاصا في الفهم التاريخي، في حين أن الفهم الحضاري للتاريخ سيجعل من الماضي أحد ركائز التأسيس الحضاري وليس التاريخ برمته.

 

     من هنا ستصبح فكرة الخروج من النزعة الماضوية تاسيسا أو إنطلاقا نحو فهم حضاري للتاريخ من موقف مستقبلي وليس ماضوي، وهكذا لايمكن للفكر السلفي أن يمثل تفسيرا للمستقبل التاريخي الاسلامي، لانه  اعتمد أصلا على نزعة ماضوية مثلت على الدوام قصورا في الفهم التاريخي للعقيدة الاسلامية الاكثر إنفتاحا على المستقبل، والتي هي النقيض الحقيقي للاتجاه السلفي في الفكر الاسلامي.

 

تطور الفهم الحضاري:

 

     إن موقفنا من الحضارة كما جاء في بحوثنا سابقة يقضي بان الحضارة هي (النتاج الايجابي للشعوب والامم)، فلو قال البعض أن الحضارة تمثل (نتاج الشعوب والامم) لكان سيعني أن كل الفعل الانساني بما فيه الفعل السلبي هو فعل حضاري، وبالتالي فان النزعة الماضوية والاتجاه السلفي ستصبح موقفا حضاريا، بينما نجد الفكر الاسلامي إتخذا موقفا تصحيحيا من حركة التاريخ عبر معايير إلهية لم يقول بها البشر سابقا، فنجد أن القرآن الكريم يقول: " يايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " الحجرات/13. فهذا الموقف الرسالي من مناهج التفكير الانساني يعتبر موقفا حضاريا حيث انه لم يجعل المعيارية تعتمد على الشكل المادي في حركة الحياة ولكنه تبنى الموقف المعنوي، فهذا الموقف يشكل فهما متقدما لفعاليات الانسان.

 

     ومن هنا نحن لانقول بظهور نزعة مستقبلية في الفكر الاسلامي، بل نجزم أن الفكر الاسلامي الرسالي وليس السلفي فكرا حضاريا بالاصالة، بل أن الرسالة الاسلامية هي رسالة حضارية بشكل مطلق وإلا لم تكن الرسالة الخاتم التي تمثل خلاصة الفكر الرسالي ككل.

 

     فاالموقف الاسلامي من الرسالات السماوية موقف تحليلي من جانب ومهيمن من جانب آخر، ولهذا هو ليس موقفا تنافسيا، باعتبار ان التنافس يأتي بين قيمتين متساويتين أو متعادلتين، في حين أن القيمة العليا للفكر الاسلامي الرسالي تتمثل بخاتميتها التي لاتتكرر، فالشريعة الاسلامية ناسخة لكل الشرائع السابقة حتى صار القرآن مهيمنا على كل الكتب السماوية، وهذا الاطلاق ليس إطلاقا إعتباريا ولكنه توثيقا لخاتمية الرسالة مما يطرح فكرة سقوط النزعة الماضوية في الفكر الاسلامي إطلاقا.

 

                                                  المملكة المتحدة – لندن

                                           wsialbayati50@hotmail.com

                                                                 12 / آذار / 2009

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه