القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

أشكالية نهاية التاريخ بين الرؤيا التوراتية والفكر الاسلامي بحث فلسفي في نهاية التاريخ عبر رؤى دينية

 

 

 

د. وليد سعيد البياتي

طروحات توراتية في مفهوم نهاية التاريخ:

لعل اكثر أشكاليات الوجود الفلسفية هي تلك التي تدور في محورين اساسيين البداية والنهاية، وفي كتابنا فلسفة التاريخ تعرضنا لبحوث طويلة في مفاهيم بدايات الوجود، ولكن مما حير الفلاسفة هي كل تلك الترتيبات التي تعرضت لها الكتب السماوية وخاصة القرآن ومن قبله الانجيل والتوراة والتي تضع صورة لنهاية التكوين، غير ان هذه الطروحات الالهية تشير الى مساحة زمنية واسعة لتحولات تاريخية وانسانية عديدة تقود بمجملها الى حدوث يوم الدينونة (القيامة)، ولكن عندما يتحدث فلاسفة التاريخ عن نهاية التاريخ هم يقصدون بالاعم الاغلب نهاية التاريخ الانساني الذي يسبق يوم القيامة، وقد حاول بعض الفلاسفة التوراتيين عرض طروحات تنادي بقرب يوم الخلاص من منظور توراتي ناقص يعتمد طروحات وفق رؤى (تاريخانية) أكثر منها إلهية عبر معركة (هرمجدون) وهي المعركة ذكرتها تلك المصادر والتي يفترض بها أن تسبق او تواكب نزول أو عودة السيد المسيح عليه السلام.

لقد سعى عدد كبير من التوراتيين المتنصرين (اصحاب اليمين الجديد) إلى التبشير بقرب هذا الحدث وربطوا ذلك التحول التاريخي بالفكر السياسي الحالي عبر تأسيس ما بات يعرف حاليا في الولايات المتحدة بـ (الحزام التوراتي) والذي يمثل عددا كبيرا من المتشددين الدينيين في الولايات الوسطى والجنوبية، والمؤمنين بفكرة  معركة (هرمجدون)، بل ان النشاط الاعلامي لهؤلاء بدا يتحكم بعدد من البرامج التلفزيونية ذات الاتجاه الديني، وتاسيس قنوات إعلامية متخصصة في محاولة جادة لنشر عقيدة تعرف الان بعقيدة (الصهيونية المسيحية) وهذه العقيدة تقول بتحول العالم الى الشر وأن لا خلاص ألا بنزول المسيح ليخلص المؤمنين ( اليهود والمسيحيين المؤمنين بفكرة الصهيونية) من الاشرار ويقصد بهم غير اليهود (المسلمون والعرب وكل من ناوء اليهودية).

أثر فلسفة فوكو في العقيدة المسيحية الجديدة:

ولعل هذه الاراء هي نتاج لفسفة (فوكو) الذي حدد منهجه الفلسفي بما يشبه منهج علم الهندسة حيث يضع مجموعة من المسلمات (الاوليات) ويحاول ان يستنبط من خلالها افكاره او نظرياته. لقد وضع (فوكو)  مائة مسلمة جعلها أوليات لاتقبل النقاش، وهذا احد اكبر الاخطاء الفلسفية حيث اعتبر أراءه فوق العقل البشري أي نسب الى نفسه مطلق العلم، وفوكو بشكل عام يفتقرإلى المنهج التجريبي كما يفتقر بشكل اكبر إلى المنهج التحليلي الاستقرائي، وهوفي مسلماته لايضع فرضيات تصلح للنقاش بل يضع افكارا يطلب من الاخرين اتباعها دون تمحيص أو تحليل، فقد قال:

" ينقسم الجنس البشري إلى نوعين: العمالقة ونوع الانسان ذي القامة المتوسطة، او نوع العبرانيين، ونوع الامميين " راجع المسلمة/27.

وهو في هذا التقسيم اللاواقعي واللاعقلاني يضع العبرانين فوق بقية الجنس البشري باعتبارهم (المختارين من الله) وفق الرؤيا التوراتية. وهو لا يكتفي بهذا التقسيم بل يفترض جازما: " ان الله مع العبرانيين " المسلمة/24.

لاشك ان الطروحات التي تستقى من مصادر التوراتية تفتقر الى الكثير من الموضوعية لاستنادها الى نصوص تفتقر إلى الاصالة، ولا تتبع منهجا رساليا بعد ان تم تحريف غالبية النصوص التوراتية والانجيلية الموجودة حاليا.

الحقيقة عارية:

في كتابها (FORCING OF GOD’S HAND) تكشف الكاتبة الامريكية (غريس هالسل) والتي عملت محررة لخطابات الرئيس الامريكي الاسبق (جونسون) عن علاقة السياسة الامريكية الحالية بالمسيحية المتطرفة، وهي تتطرق بشكل واضح لظاهرة المسيحيين المتطرفين (المتنصرين التوراتيين) الذين يمثلون الاتجاه المسيحي المتطرف في الولايات المتحدة، والكتاب عبارة عن اجابات لعدد كبير من التساؤلات التي استقتها من سياسيين من اتباع اليمين المتشدد، ومن رجال دين ومراجع كنسية متعددة، وقد ذكرت في كتاب سابق لها بعنوان (النبوءة والسياسة) تاثير الاتجاه الديني التوراتي في الفكر السياسي المعاصر والقائل بضرورة استكمال بناء اسرائيل الكبرى باعتبارها احد اهم الاسس التي تساعد على نزول المسيح المخلص لليهودية من الاشرار (المسلمين). فالنبوءة التي عرضها المتنصرين التوراتيين لاتتحقق إلا بتجمع اليهود في اسرائيل انتظارا للمعركة الكبرى التي ستقع في سهل (هرمجدون) في فلسطين والتي سيتحقق فيها افتراضا النصر لليهود عبر رؤيا توراتية تناقض الحقيقة الحالية وتنم هن هوس ديني متطرف.

ومن هنا نجد ثمة مزاوجة بين الفكر السياسي لليمين الامريكي والمسيحي اليهودي المتطرف وبين السياسة الامريكية الحالية. والحرب على الارهاب كانت واجهة فلسفة القضاء على الفكر الاسلامي وخاصة الفكر الشيعي، وإلا فكيف نبرر التحول من الحرب على طالبان السنية إلى مواجهة شاملة مع الشيعة يشترك فيها الفكر اليهودي الصهيوني والمسيحية الصهيونية ممثلة باليمين المسيحي المتطرف والفكر العلماني بمختلف نظرياته، إضافة الى الفكر السني بشكل عام والسني المتطرف ممثلا بالحركة الوهابية التي تقودها السعودية والاخوان المسلمين بقيادة مصر والاردن. فقد سعت الصهيونية الى تبرير صراعهامع الاسلام الرسالي (مدرسة أهل البيت عليهم السلام) كون أن هذه المدرسة الفقهية تتبنى بشكل جدي قضية الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)  حيث ان الشيعة وخاصة الاثني عشرية الامامية يتبنون قضية المهدي المنتظر باعتبارها جزء أساسيا من عقائد الامامية المتمثلة بفلسفة الانتظار.

موقف الفكر الاسلامي من الطروحات التوراتية:

منذ البدء عالج الفكر الاسلامي الرسالي العلاقة مع اليهود من منطلقات تحتكم إلى النص الشرعي (كتابا وسنة مطهرة)، ثم ممثلا بمدرسة أهل البيت عليهم السلام. فالفكر اليهودي يبرر صراعه مع بقية الاديان من منطلقات تاريخانية، فثمة تناقض بين مفهومي الامة والقومية في التنظير اليهودي لتفسير حركة التاريخ، فالاتجاه القومي في التاريخ اليهودي كما هو أي اتجاه قومي آخر يعاكس حركة الامة، ولا يخفى أن الفكر الاسلامي عانى مثل هذا الاتجاه بعد السقيفة حيث ظهرت الفكرية القومية بشكلها الضيق في الاتجاه العشائري والسلوك القبلي في صراعها مع أهل بيت النبوة وشيعتهم.

عالج الفكر الاسلامي هذه النزعة عند المسلمين عبر عملية الانتظار، كما عالج فكرة النزعة  القومية اليهودية عبر النص الالهي: " وقضينا إلى بني أسرائيل في الكتاب لتفسدن مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أوليباس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم باموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فاذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا * " الاسراء/ 4 – 7.

وفي كلتا الحالتين تشكل عملية انتظار المهدي المخلص محور الصراع، فالجزاء سيكون من جنس العمل، والقوة لا تجابه إلا بالقوة، وسيعاد رسم العلاقة بين الانسان والفكر الاسلامي والامة على إعتبار ان الامة الاسلامية أمة ذات قيم رسالية وهي في صيرورة مستمرة ونهاية التاريخ بالنسبة لها تبتنى على اسس غائية، فلاعبثية في الوجود. ونحن عندما نحكم على الامة الاسلامية بكونها أمة رسالية نقصد الامة التي تتبع النص الرسالي، (القرآن والسنة المطهرة التي تمثل سنة أهل البيت الاطهار عليهم السلام إمتدادا حقيقيا لها).

لاشك ثمة تناقض حضاري بين القومي والاممي الشمولي، ولما كان الفكر الاسلامي فكرا إلهيا بالاصالة فالمسار الحضاري للاممي الشمولي يتناقض والمسار الحضاري للفكر القومي الضيق والمحلي، فالنزعة القبلية مناقضة في تحركها لكونية الامة، ففي مفهوم الفهم الكوني للامة الاسلامية نجد أن الشعوب تفقد هويتها القومية والاقليمية لصالح الهوية الاسلامية لتتحقق الاية الكريمة: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". الحجرات/13.

من هنا فإن الطروحات التوراتية (المحرفة) لنهاية التاريخ تفقد قيمتها لعدم أصال النصوص التي تتبعها ولانها تنطلق من أسس قومية ضيقة ولكونها تتبنى في ذات الوقت قيما منحطة. ونفس الفكرة تنطبق على اتباع الهيكل فقد تم ادخال اصول تلمودية محرفة محل اصول توراتية هي الاخرى تفتقر إلى الاصالة الالهية بعد ان عملت ايادي الاحبار في عصر (الثنائيم) على تحريفها.

من غير شك ان التاريخ يتحرك نحو نهايته، ولكنها نهاية تتفق والاصول الالهية، فلابد لتاريخ الرسالات أن يحقق غائيته بعد التكامل الترسالي ممثلا بالرسالة الخاتم لنبينا محمد صلوات الله عليه وآله، ولا شك أن التحقق الرسالي الاتي سيحمل لواءه الامام الثاني عشر عجل الله فرجه.

* المملكة المتحدة – لندن

wsialbayati50@hotmail.com

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه