الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
مواقع اسلامية
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 

أكثرهم ورعاً وعبادة


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

مشاركات الدكتور هادي الوراق

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

كنا جلوساً في مجلسٍ في مسجد رسول الله (ص) ، فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء :
يا قوم !.. ألا أخبركم بأقلّ القوم مالاً وأكثرهم ورعاً وأشدّهم اجتهاداً في العبادة ؟.. قالوا : من ؟.. قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) .
قال : فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرضٌ عنه بوجهه ، ثم انتدب له رجلٌ من الأنصار فقال له : يا عويمر !.. لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحدٌ منذ أتيت بها .. فقال أبو الدرداء :
يا قوم !.. إني قائلٌ ما رأيتُ وليقلْ كلّ قوم منكم ما رأوا ، شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات ( أي شجر يُتّخذ منه القسّي ) النجار ، وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممن يليه ، واستتر بمغيلات ( الشجر الكثير ) النخل ، فافتقدته وبَعُد عليّ مكانه ، فقلت : لحِقَ بمنزله ، فإذا أنا بصوت حزين ، ونغمة شجيّ وهو يقول :
" إلهي !.. كم من موبقة حلمتَ عن مقابلتها بنقمتك ، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك .. إلهي !.. إن طال في عصيانك عمري ، وعظم في الصحف ذنبي ، فما أنا مؤمّل غير غفرانك ، ولا أنا براجٍ غير رضوانك " .
فشغلني الصوتُ واقتفيت الأثر ، فإذا هو علي بن أبي طالب (ع) بعينه ، فاستترت له وأخملت الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء والبثّ والشكوى ، فكان مما به الله ناجاه أن قال :
" إلهي !.. أفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخْذك فتعظم عليّ بليّتي " .
ثم قال : " آه!.. إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها ، فتقول : خذوه ، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء " .
ثم قال : " آه !.. من نارٍ تنُضج الأكباد والكلى ، آه من نارٍ نزّاعة للشوى ، آهٍ !.. من غمرة من ملهبات لظى " .
ثم أنعم في البكاء فلم أسمع له حسّاً ولا حركة ، فقلت : غلب عليه النوم لطول السهر ، أُوقظه لصلاة الفجر ، قال أبو الدرداء : فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحرّكته فلم يتحرك ، وزويته فلم ينزو ، فقلت :
{
إنا لله وإنا إليه راجعون } مات والله علي بن أبي طالب .. فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم ،

 فقالت فاطمة (ع) :
يا أبا الدرداء !.. ما كان من شأنه ومن قصته ؟.. فأخبرتُها الخبر ، فقالت : هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله .
ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ، ونظر إليّ وأنا أبكي ، فقال : مما بكاؤك يا أبا الدرداء ؟!.. فقلت : مما أراه تُنزله بنفسك ، فقال    " ع "
يا أبا الدرداء !.. فكيف ولو رأيتني ودُعي بي إلى الحساب ، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب ، واحتوشتني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ ، فوقفتُ بين يدي الملك الجبار ، قد أسلمني الأحباء ورحمني أهل الدنيا ، لكنتَ أشدّ رحمةً لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية ، فقال أبو الدرداء : فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله (ص) .

 بحار الانوار ج 41 ص12// أمالي الصدوق ص48