موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
   
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


اذا كانت لديكم قصة جميلة ابعثوها وسننشرها في الموقع كي تعم الفائدة

وفاء

« صالح » رجلٌ يُحبّ عائلتَه، وقد رَزقَه اللهُ مِنْ زَوْجَتِهِ المخلصة ابناً وبنتاً، هُما: عليٌّ ووفاء. وكانَ يَحنُو عليهما ويَرعاهما رعايةً خاصّةً مُحافظاً على سَلامتهما مِن الأمراضِ ومساوئ الأخلاق، ويحرصُ كثيْراً على عَافيتِهما البدنيّةِ والروحيّة..
وكانَ لولدهِ « عليّ » صديقٌ يُحبُّهُ اسْمهُ « فلاح »، اعتادَ أَنْ يَذهبَ مَعه كلَّ يومٍ إلى المدرسةِ وَيرجعا مَعاً إلى البيتِ.. يَدرسَان سويّةً، ويَلعبان معاً.
في صبيحةِ أحدِ الأيام، وبينما كانَ « عليّ » يتناولُ فطوره مَع عائلتهِ، سَألَ أبَاه:

ـ لِمَ اِخترتَ يَا أبي اسمي هذا
« عليّاً » ؟
ـ لأنّي تمنّيت أَنْ يكونَ لي ولدٌ شَهمٌ شُجاعٌ يتعلّم الشجاعة من عليّ.
ـ هَا.. ثُمَّ لمَ اخترتَ لأُختي اسمَ « وَفاء » ؟
ـ إنّه لِذكرى وَفاء والدتِكَ مَعي، حَيثُ خَدمتني زَمناً كنتُ فيه مُصَاباً بعلّةٍ طويلة، حتّى شافانيَ اللهُ منها ببركةِ الدّعاء.
ـ إذَن.. « وفاء » ثمرةُ المودّةِ والوفاء، يا أبَهْ.. ها ؟
ـ أتمنّى أنْ تكونَ وَفيّاً يا ولدي مَع أهلِكَ وأقربائِك، وجميع إخوانِكَ الطيبين.
ـ إن شَاءَ اللهُ. أوه، لَقد تأخّرتُ عنْ صَديقي « فلاح » وهو يَنتظرني عِند بابِ الدّار لِنذهبَ مَعاً إلى المدرسة.
ـ انتظرني يا وَلدي قليلاً حَتّى أُعطيَ أُختَكَ دواءها ثمَّ آتي مَعكَ، أَخشى عليكَ وعلى صديقك مِن عبورِ الشارعِ.
ـ الوقتُ أمامي قليلٌ، ليستْ لديَّ فُرصَةٌ، أستودعُكم الله.
الأمُّ: إِنتبهْ جيّداً يَا ولدي،.. في حفظِ اللهِ ورِعايته.
وَبعد دقائق يَمرُّ « صالح » مِن الشارعِ الذي مَرّ مِنه ولدُه « عليّ »، فيرى الناسَ متجمهرين.. يُهرعُ إلى المكانِ وكأنْ قَلبَه أحسّ بشيءٍ من القَلقِ لأمْرٍ ما. خُطواتٌ عاجلةٌ.. رَبّاه مَا هذا ؟!
وَصَل إلى حيث النّاس تَجمعوا ينظرونَ، فوجَد « صالح » بُقَعَاً مِنَ الدَمِ على حافّةِ الشّارع، أخَذَ قلبه بالاضطرابِ، فَتلاقَفَ أنْفَاسَه، ثُمَّ حَوّلَ بَصَره مَدهُوشَاً فرأى كُتُباً على الأرضِ مُتناثرةً.. دَقّقَ فِيها نَظَرَهُ، فَوجَدَها وقد كُتِبَ عليها.
الاسم: علي صالح.
الصفَ: الرابع الابتدائي.
المدرسة: أبو ذر الغفاري..
عِندها كادت قواه أنْ تَنهارَ، فأخذَ يهمسُ مع نَفْسِه:
ـ وَلدي علي.. لا أراكَ اللهُ مَكرُوهاً.. وَلدي علي.. أين أنت يا ولدي ؟
وفاضَت عيناه بالدّموعِ، ثُمَ التفتَ فرأى سيّارة الحادثِ وَاقفةً وَقد اتّكأَ عليها سائِقُها مُطْرِقاً مُتأسِّفَاً لما جَرى. فأرادَ « صالح » أنْ يُهرعَ إليهِ ليسأَلَه عَنْ حالِ وَلدهِ، فإذا بِصاحبِ الحانوتِ الحاج « عبدالله » يُمسِك بذراعهِ من الخلْفِ.. التفتَ « صالح » مُستغرِباً فَرآه مُبتَسِماً، فبادره:
ـ أُهَنّئُكَ يا « صالح ».
ـ تُهنِّئُني ؟! يا حاج « عبدالله »، أين وَلدي « عليّ » ؟
ـ إنّه بخير، لقد ذَهبَ مَع صَديقه « فلاح »..
ـ إلى أينَ ذَهبا يا حاج ؟ّ!
ـ إلى المستشفى.
ـ وهل أُصيب أحدهُما بأذى ؟
ـ لقد تَعجَّلَ الصبيُّ « فلاح » في عُبورهِ فَصَدمتهُ هذه السّيَارة.. فما كان مِن ولَدِك الشّجاع الوفيّ إِلاّ أن سحبه إلى الخلفِ بِقوّةٍ، وإلاّ كانَ قَد دُهِسَ، فلم يُصَبْ « فلاح » ـ وللهِ الحمدُ ـ إلاّ في يدهِ، ثُمّ حملَه « عليّ » في سيارةِ أُجرةٍ مُسْرِعاً بِهِ إلى ( مستشفى الحريّة )، تراهما هُناك، لا أراك اللهُ إلاّ خيراً.
أسرعَ « صالح » إلى بيتِ « مصطفى » والد « فلاح »، وأخبَره بالحادثِ سِرّاً لِئلاّ تَضطرب والدةُ « فلاح »، فذهبا مُسرِعَين إلى المستشفى.
وهناك وَجَدا « فلاح » على السريرِ وقد ضُمّدتْ يَدُه، وإلى جانِبه « عليّ » يُمازحهُ ويُضاحِكُه، و « فلاح » ينكمشُ وَجهه مِن الألمِ، فالتفتَ « مصطفى » إلى صاحبهِ « صالح » وقَال له:
ـ أشكر لك ولِولدك هذا اللطفَ الذي غَمَرتُماني بِهِ، وأُهنّئك يا « صالح » على تربية هذا الولد الوفيّ.
فلمّا رآهما « عليّ » أسْرعَ إليهما مسلِّماً، وهوَ ينظر إلى وجهِ « مصطفى » قائلاً له بلهفة:
ـ إطمئِنّ يا عَمّ، « فلاح » بخير، لقد قال الطبيبُ إنّه لَم يُصَبْ إلاّ بشيءٍ طفيف، وسيَخرجُ اليومَ مِن المستشفى بإذن الله، وسنذهب غداً إلى المدرسةِ معاً.
انحَنى عليه « مصطفى » وقد اغرَورقَت عيناهُ بالدمعِ، وقبّله.

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه