القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

 

الاستفادة من الحج

 

 
 
 

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الأطهار.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى). سورة النجم آية 39.

 نحن اليوم نعيش أجواء الحج، ولقد سافر قبلكم إلى الحج _أيها الأخوة والأخوات_ ملايين وملايين من المسلمين يؤمون بيت الله الحرام، ويؤدون مناسكهم عنده، ثم يعودون إلى بلادهم. أنتم في هذه السنة ضمن تلك الملايين، وسوف تسجل أسمائكم في سجلاتهم، وبحول الله ستذهبون وتعودون بالسلامة، ولكن المهم أن تعرفوا أن كثيراً من هؤلاء الملايين الذين يذهبون يعودون بأكف خالية _مع الأسف _، والقليل منهم فقط يعودون بأكف مملوءة.

 

التوفيق في الحج


 

كل رجل منكم وامرأة، كل حاج وحاجة، على الجميع أن يفكر بأن لا يعود بأكف خالية.

البعض ممن قصد الحج _عبر التاريخ_ حصَّلوا الكثير من المعنويات، ولكن في المقابل الكثير لم يحصلوا على شيء. إذن ماذا نصنع حتى لا نعود بأكف خالية؟

علي بن مهزيار _هذا الشاب المؤمن_ ذهب إلى الحج قبل أكثر من ألف سنة بأمل أن يلتقي في الحج بسيدنا ومولانا صاحب الأمر بقية الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وبالفعل وُفق لذلك ... فكيف وفق علي بن مهزيار وكثيرون لم يوفقوا مع أنهم ذهبوا بالأمل نفسه والرغبة نفسها للقاء الإمام (عجل الله فرجه)؟

المسألة ترجع إلى كلمة واحدة، وهي أن يكون الإنسان صادقاً مع رب البيت، صادقاً مع الله (سبحانه وتعالى)، الصادق مع الله يوفق، وغير الصادق لا يوفق.

لنرجع إلى أنفسنا، لأن المفتاح بأيدينا، نحن نجلب هذا التوفيق لأنفسنا إن أردنا ذلك، لأن الله (تعالى) يقول: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى).

لو سأل كل واحدٍ منكم نفسه _أنتم المؤمنين_، وسألت كل واحدةٍ منكن نفسها _أنتن المؤمنات_: كيف أكون في الحج حتى يقبلني الله؟ وحتى يقبلني رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والأئمة (عليهم السلام)؟ يقبلون زيارتي ويردون سلامي، ويتقبل الله (تعالى) حجي، ويستجيب دعائي؟ لو سأل أحدكم هذا السؤال فماذا ستكون الإجابة؟ لا شك أن المسألة ترتبط بدرجة الصدق والإخلاص في النية والقصد.

 

القناعات والشهوات


 

تعلمون أن الله (سبحانه وتعالى) جعل في كل إنسان أمرين متجاذبين متدافعين، وهما: القناعات والشهوات، فكل إنسان بقدر ما عنده من قناعات عنده شهوات، ولكن هل كل ما يشتهيه مقبول ومستساغ؟!

خلق الله (تعالى) لكل إنسان عقلاً ونفساً، فالعقل يوجه القناعات، والنفس الأمارة بالسوء توجه الشهوات، وهنا يحدث الصراع بين العقل والنفس، وبالتالي بين القناعات والشهوات.

أضرب مثالاً يوضح القضية: لو حصل شخص فقير على مالٍ ضخم، ولكن من حرام، وهو يعلم أن هذا المال من حرام (مثلاً دخل في حسابه في البنك خطأً)، فهنا شهوته تدفعه إلى أخذ المال وعدم تنبيه المعنيين إلى الخطأ لإعادة المال إلى أصحابه، ولكن قناعته تقول: ماذا لو انعكست الصورة؟ أي كان هذا المال لك واقعاً، ولكنه دخل في حساب غيرك خطأً، فهل ستقبل أن يأخذ المال له؟ وهكذا تصطدم الشهوة مع القناعة.

مثال آخر: شخص فقير لم يحصل طيلة حياته على أكلة لذيذة، والآن أصبحت لديه تلك الأكلة فجأة، وهي من حلال، شهوته تلح عليه بأن يأكل إلى أن يذهبوا به إلى المستشفى، لأنه قد لا يحصل على مثل هذه الفرصة ثانية، وكلما أكل كلما زادت الشهوة وطلبت منه المزيد، في حين أنّ قناعته تقول: لا تأكل كثيراً حتى لا تمرض. إذن على الإنسان في هذه الفترة _أعني فترة الحج _ أن يسير وفقاً لقناعاته لا شهواته.

الله (سبحانه وتعالى) أعطى البصيرة لكل شخص: (إنّ لله على الناس حجتين، حجة ظاهرة وحجة باطنة). الحجة الباطنة هي العقل، يعني على الإنسان أن يستفيد من العقل ويحكّمه، ومن خلاله يقدم القناعات على الشهوات.

والناس متفاوتون في هذا، فشخصٌ يقدم قناعاته بنسبة 10 بالمائة ويقدم شهواته بنسبة 90 بالمائة، وآخر يقدم قناعاته بنسبة 50 بالمائة وشهواته بنسبة 50 بالمائة كذلك، وثالث يقدم قناعاته بنسبة 90 بالمائة وشهواته بنسبة 10 بالمائة، ورابع يقدم قناعاته بنسبةٍ 100 بالمائة، ومن هنا تختلف الدرجات والمراتب كما يقول سبحانه: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى).

 

الاستفادة من الحج


 

إذن علينا أن نستفيد من الحج، فالحج فرصة عظيمة لنا لكي نُغَلِّب القناعات على الشهوات وبالتالي نحصل على التوفيق. كثيرون حصَّلوا الكثير من الحج، حصلوا سعادةَ الدنيا والآخرة، حصَّلوها إما في البقيع أو في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله) أو في المسجد الحرام أو في المعلَّى (في مكة المكرمة، حيث مرقد ومزار مولانا أبي طالب ومولاتنا خديجة (رضوان الله عليهما))، أو في منى أو في المشعر...في المزدلفة ...في عرفات... فهذه فرصة ثمينة، حاولوا أن تغتنموها، صمِّموا واعزموا، وعند ذلك بالتأكيد ستوفقون.

الله (تبارك وتعالى) فتح باب التوفيق للناس على مصراعيه، قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً). الجميع مدعوون، كل من يستطيع، ولكن الذي يأتي يجب أن لا يتجه إلى بيت الله وقد أدار ظهره إلى الله، ووجّه قلبه إلى جهة أخرى، فالظالمون كانوا يحجون، وبالمناسبة الظالم ليس الرئيس الذي يعتدي على حقوق شعبه فقط، بل كل ظالم، الظالم لعائلته، الظالم لأقربائه، الظالم لمديونه، الظالم لدائنه، الظالم لنفسه.

كان هؤلاء يحجون، ولكنهم يسيرون إلى الحج وقد أداروا ظهورهم لله (تعالى)، أنت إذا دعوتَ شخصاً إلى بيتك، وعند الباب أدار ظهره لك، فماذا سيكون موقفك منه؟ لذلك على الحاج والمعتمر أن يلتفتا إلى نفسيهما، أن يعرفا إلى أين يذهبان ولماذا؟

كل ذلك حتى نرجع جميعاً بأكف مملوءة (إن شاء الله) لأنفسنا ولأقربائنا ولأصدقائنا ولأمواتنا وللمؤمنين جميعاً في كل البلاد، في العراق في سورية في إيران في أفغانستان في  أفريقيا وأوروبا... وكل مكان.

السعادة والتوفيق بيد الله (سبحانه وتعالى)، وهو يمنحهما لمن يشاء، ولكن بحكمة بالغة، في المحل المناسب، ومن الذي يجعل المحل مناسباً؟ أنت تجعله مناسباً، أنت تجذب توفيق الله بسعيك، وهذا يرجع إلى ثلاث كلمات (ثلاث همزات): (إخلاص – اجتهاد – أخلاق).

كلكم تريدون الذهاب إلى الحج بعد شهر أو أقل أو أكثر، فانظروا كم هي نسبة الإخلاص عندكم؟ وكم هي نسبة الاجتهاد؟ وكم هي نسبة الأخلاق؟ على قدر تلك النسبة توفقون.

شخص يمضي كل فترة الحج دون أن يتأذى منه أحد، وشخص لا يرجع إلا بعد أن يؤذي خمسين مؤمناً، فكم هو الفرق بينهما؟!

إنسان يذهب إلى الحج ويرجع، لا يأكل الحرام، ولا ينظر إلى الحرام، ولا يلمس الحرام، وشخص يذهب إلى الحج، يأكل الحرام، وينظر إلى الحرام، ويلمس الحرام، ألا ترون فرقاً بينهما؟

 

العمل الصالح يبقي الذكر


 

كلمة أخرى أقولها لكم ترتبط بما بعد الحج، بعد أن تعودوا إلى بلادكم.

الملايين يأتون إلى الحياة الدنيا ويذهبون، ولا يبقى لهم أثر ولا ذكر، لأنهم لم يُخلِّفوا خيراً.

هل توجد شمسٌ مضيئة مثل رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ أصحاب الرسول(صلى الله عليه وآله) كانوا معه، ورأوه بأعينهم، وسمعوا كلامه بآذانهم، وصلوا خلفه رجالاً ونساءً، وكان عدد هؤلاء أكثر من ربع مليون إنسان -كما يذكرون-، ولكن كم بقي منهم؟ كم واحد سُجّل اسمه في التاريخ وذكر بخير وإحسان؟ أفراد معدودون (ربما واحد من عشرة آلاف)، أمثال سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار، أما البقية فلا نسمع لهم ذكراً ولا نرى لهم أثراً.

- ذهبتُ (ذات مرة) إلى حسينية ضخمة وعظيمة، تقام فيها مناسبات أهل البيت(عليهم السلام) طيلة السنة، في شهر رمضان ومحرم وصفر... قالوا لي: (هذه الحسينية بناها حمّال من ماله الشخصي). كان ذلك الرجل حمّالاً إلى أن مات. في أيام شبابه نوى أن يوقف ثلث أمواله للإمام الحسين(عليه السلام). كان يشتغل من الصبح إلى الليل (حمّالاً)، ثم يخرج ثلث الأموال التي يحصل عليها للحسين(عليه السلام). جمع الأموال، واشترى أرضاً، وكانت الأرض خارج المدينة في ذلك الوقت، فقالوا له: (ماذا تفيد هذه الأرض؟) قال: (أنا على نيتي، وإن شاء الله يبارك الإمام الحسين(عليه السلام) فيها). سبحان الله، توسعت المدينة بعد ذلك حتى صارت تلك الأرض وسط المدينة، وبنيت فيها حسينية، والحسينية موجودة الآن.

أقول: في زمان هذا الحمّال كان يمكن –بالتأكيد- لبعض (المليونيرية) أن يبنوا خمسين حسينية في ذلك المكان، ولكن _مع الأسف_ ذهبوا وذهب مالهم.

إذن حينما ترجعون إلى بلادكم فكروا أن حمّالاً بسيطاً استطاع أن يبني حسينية من ماله الشخصي دون أن يحتاج إلى أية معونة (طبعاً ليس هناك مانع لو استعنت بالناس، وجمعت المال لبناء الحسينية، لأن الدال على الخير كفاعله). المهم فكّروا أن تتركوا آثاراً تحيي ذكركم (مدرسة – مسجد – حسينية – مكتبة – مشاريع اجتماعية – مشاريع خيرية). فكروا جميعاً _رجالاً ونساءً_، لا شك أن هذا بحاجة إلى عمل وسعي، وبحاجة إلى إخلاص بنسبة جيدة، وإلى أخلاق بنسبة جيدة، ولكن تذكروا دائماً قول الله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى).

حاولوا أن لا ينطفئ ذكركم اجعلوه يستمر...

فإذن انتبهوا إلى هاتين الكلمتين:

أولاً: كلمة للحج: حاولوا أن لا ترجعوا فارغي الأكف من المعنويات.

ثانياً: كلمة لمستقبل آخرتكم: حاولوا عندما ترجعون إلى بلادكم أن تخلفوا أثراً. هذا ممكن، لا شك أن التوفيق من الله (تعالى)، ولكن السعي من الإنسان.

ولا تنسوا في الحج أن تدعوا للمؤمنين المظلومين في كل مكان وخاصةً في العراق لزوال المحن والمآسي.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لكلا الأمرين.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. 

 

- من محاضرات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه