بسم الله الرحمن الرحيم
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ
لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها
إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ
بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى
أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) سورة الكهف: 21
إلى من يهمه الأمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الله سبحانه قد جعل لكل إنسان
ومخلوق درجة، وقد منَّ على رسوله المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) وآل بيته
الأطهار (عليهم السلام) بالدرجة الرفيعة والمنزلة العالية، وبوأهم المكانة
السامية الخاصة، وقد خصهم (بآية التطهير) حيث جاء في كتابه العظيم: (إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) (سورة الأحزاب: 33)،
كما أمر المسلمين كافة بمحبتهم ومودتهم حيث قال تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ
حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (سورة
الشورى: 23).
كما أمرهم بالصلاة عليهم في كل صلاة،
ومن لم يفعل فإن صلاته لا تقبل منه.
وحيث إن عدداً من آل البيت (عليهم
السلام) وبعض كبار الصحابة النجباء وعدداً من بنات رسول الله الصادق الأمين
(ص) وزوجاته، مدفونون في أرض البقيع الطاهرة، الواقعة قرب المسجد النبوي
الشريف في المدينة المنورة، ولكن تلك القبور الشريفة مهملة وخربة، بحيث لا
تليق بمكانة ودرجة أصحابها الذين كرمهم الله، وجعل حبهم في قلوب المؤمنين من
عباده الصالحين، من الذين يودّون التشرف بزيارتهم وخاصة في موسمي الحج
والعمرة.
وبما أن كل الشرائع والقوانين الدولية
ومن بينها مبادئ حقوق الإنسان قد نصت جميعها على احترام معتقدات الإنسان أياً
كانت تلك المعتقدات، ونصت على وجوب منحه الحرية التامة والكاملة لأداء شعائره
وطقوسه الدينية والمذهبية وبدون تدخل من أي كائن كان.
فإننا وفي الوقت الذي نذّكر بكل ذلك،
ندعو كافة الجهات المعنية وذات العلاقة، سواء كانت في حكومة المملكة العربية
السعودية، أو الأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي المحترمة أو المنظمات الدولية
أو غيرها، بالعمل على ما يأتي:
1- أن تقوم الجهات المسؤولة في
المملكة العربية السعودية، في وزارة الأوقاف السعودية، وأمير منطقة المدينة
المنورة، بتخصيص المبالغ اللازمة وتوفير المقدمات لمباشرة بناء تلك القبور
الطاهرة وبالشكل الذي يليق بالدرجة الرفيعة التي خصّ بها الله العلي القدير
أصحابها الكرام.
2- في حالة عدم استطاعة الحكومة
السعودية القيام بذلك أو عدم الرغبة به، فإننا ندعو تلك الحكومة بالسماح
للمسلمين والمؤمنين من ذوي المقدرة والاستطاعة المالية، على القيام بهذا
العمل المقدس وعلى حسابهم الخاص. على أن تقدم لهم الجهات المسؤولة في المملكة
السعودية التسهيلات اللازمة لإنجاز هذا العمل الجليل الذي يمس مشاعر ملايين
المسلمين في كافة أرجاء العالم الإسلامي الكبير.
3- كما إننا ندعو ـ مخلصين ـ الأمانة
العامة للمؤتمر الإسلامي، بتأييد هذه الدعوة ومساندة هذا النداء المخلص الذي
لا نريد من ورائه إلا مرضاة الله وتنفيذ أوامره، وأوامر رسوله الصادق الأمين
صلى الله عليه وآله.
ونحن واثقون بأن طلبنا هذا سيلقى
التجاوب المطلوب وخاصة من قبل السادة المسؤولين في مختلف الدول العربية
والإسلامية، وبالذات في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها أمتنا الإسلامية،
التي تستدعي وحدة الصف وجمع الكلمة، للوقوف صفاً واحداً(كالبنيان المرصوص)
بوجه أعداء الإسلام والمسلمين الذين يتربصون بنا الدوائر، والذين يعملون على
فرقتنا وتشتيت صفوفنا، لأجل أن تسهل عليهم ـ لا سمح الله ـ غلبتنا والسيطرة
علينا.
وفي الأخير نسأل الله تعالى أن يصغي
وينقي قلوب المسلمين جميعاً، وأن يبعد عنهم روح الفرقة والضغائن، وأن يلم
شملهم ويوحد صفوفهم ويجعل المحبة وروح الأخوة بينهم، من أجل إعلاء كلمة
التوحيد، وفي سبيل رفعة وعلو شأن الأمة الإسلامية جمعاء، ودينها الإسلامي
الحنيف. |