موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

هذه هي الوهابية

محمد عبد الوهاب

محمد عبدالوهاب هو صاحب الدعوة الوهابية ، واليه ينتسب المذهب الوهابي.. ولد في العشرة الثانية من القرن الثاني عشر الهجري بمدينة تسمى «العينية» بنجد ، وكان أبوه قاضياً فيها ، واميرها يومذاك عبدالله بن معمر.

درس محمد على أبيه مبادئ العلوم الدينية ، وطرفاً من الفقه ، ثم رحل الى الحجاز، ومكث اشهراً ، واثناء إقامته في المدينة المنورة حضر على بعض شيوخها ، ثم عاد الى نجد ، وما استقر فيها ، حتى استأنف الرحلة الى البصرة ، وحين أظهر آراءه لأهلها انكروا عليه ، وطردوه ، فخرج منها هارباً ، وعاد الى أبيه بنجد ، وكان أبوه قد ترك العينية الى بلدة «حريملة» وبقي الوالد فيها الى ان وافته المنون سنة 1143هـ.

وعن تاريخ الالوسي ان الأب لم يكن راضياً عن ابنه ، وانه زجره ونهاه ، وبعد ان مات أبوه تجرأ عليه أهل حريملة ، وهموا بقتله ، فلم يجد بدا من الهرب الى العينية ، وهي مسقط راسه ، ودار نشأته ، وقد تعاهد هو واميرها عثمان بن معمر على ان يشد كل منهما ازر الآخر، فيترك الامير للشيخ الحرية في اظهار الدعوى ، والعمل على نشرها ، لقاء ان يقوم الشيخ بدوره بشتى الوسائل لسيطرة الامير على نجد بكاملها ، وكانت يومذاك موزعة الى ست او سبع إمارات ، منها امارة العينية .

ولكي تقوى الروابط بين الاثنين زوج الامير اخته جوهرة من الشيخ ، فقال له الشيخ: «اني لآمل ان يهبك الله نجداً وعربانها».(1)

وهكذا يؤمن محمد عبدالله بأن الله يهب الأحرار، وما يملكون لمن يناصره في دعوته ، ويجعلهم عبيداً له من دون الله هذا ، وهو يدعو الى التوحيد الخالص من شوائب الشرك.. اما نحن الشيعة ، اما نحن المشركين في نظر محمد عبدالوهاب واتباعه فإنا ندين ونعتقد بأن الناس كلهم احرار، وان الله لم يجعل لانسان سبيلاً على مثله ، وانه سبحانه يهب الهداية والعقل والصحة والخير، أما الشر والظلم والتحكم بالارواح والأموال فهو من الشيطان لا من الرحمن في عقيدتنا.. ان عندنا من العلم بعدل الله واحسانه ما ينزهه عما يقول ويفعل الظالمون.

وهكذا بدأ التحالف بين الشيخ والأمير، واحدة بواحدة.. مساومة ، ثم أخذ وعطاء ، والثمن هو الدين والشعب ، أما زواج الشيخ من جوهرة فتثبيت للتحالف ، وضمان للوفاء.. لقد سخّر محمد عبدالوهاب الدين لرجل الدنيا ، وتطوع لتعزيز حكمه ، دون ان يكون على يقين من عدله ، او يأخذ منه موثقاً لتحسين الاوضاع ، وراحة الناس ، والعمل للصالح العام.. بل على العكس فقد وعده بملك نجد وعربانها.. ولكن لا بالاقتراع وحرية تقرير المصير، بل بالحرب والغزو ، وباشلاء الضحايا.. ومع ذلك فان محمد عبدالوهاب هو المجدد المصلح ، وصاحب رسالة انسانية..

ومهما يكن ، فان التحالف بين الاثنين لم يطل عمره ، ولم يتم امره،  وما تمخض الا عن زواج الشيخ بجوهرة ، وهدم قبر زيد بن الخطاب ، واثارة الفتن والقلائل من جراء دعوة ابن عبدالوهاب التي زجره عنها أبوه، وحاول ـ من أجلها ـ أهل البصرة وحريملة ان يقتلوه ، لم يطل عمر التحالف بين الشيخ والامير ابن معمر، لان سليمان الحميدي صاحب الاحساء والقطيف امر عثمان بن معمر ـ وكان اقوى منه ـ ان يقتل الشيخ ، قال فيليبي في تاريخ نجد ص38:

«قرر عثمان ان يتخلص من ضيفه ، فطلب من ان يختار المكان الذي يريد الذهاب اليه ، فاختار الدرعية ، فارسل عثمان معه رجلاً اسمه فريد ، وكلفه ان يقتل الشيخ في الطريق . ولكن فريداً خذلته إرادته ، وترك الشيخ ، وقفل راجعاً دون أن يمسه بسوء».

وصل الشيخ الى الدرعية سنة 1160هـ، وكان اميرها آنذاك محمد بن سعود، جد السعوديين، وتم الاتفاق بين الشيخ والامير على غرار ما كان قد تم بينه وبين امير العينية ، فقد وهب الشيخ نجداً وعربانها لابن سعود. كما وهبهما من قبل لابن معمر، ووعده «ان تكثر الغنائم عليه والاسلاب الحربية التي تفوق ما يتقاضاه من الضرائب»(1) على أن يدع الامير الشيخ، ما يشاء من وضع الخطط لتنفيذ دعوته، وتقول الرواة :

ان الأمير السعودي بايع محمد عبدالوهاب على القتال في سبيل الله.. ومعلوم انهما لم يفتحا بلداً غير مسلم في الشرق ، او في الغرب ، وإنما كانا يغزوان ويحاربان المسلمين الذين لم يدخلوا في طاعة ابن سعود ، وهذا الاتفاق ، او هذه المساومة ، وما سبقتها مع ابن معمر تلقي الضوء الكاشف على دعوة ابن عبدالوهاب ، واقل شيء تتكشف عنه انها لا تهتم بمصائر الناس، ولا بحل أية مشكلة من مشاكلاتهم، كما هو شأن الدعوات والرسالات الصالحة.

وبعد ان شعر محمد عبدالوهاب بقوته عن طريق هذا التحالف، وان الامارة السعودية اصبحت تناصره وتؤازره ، بعد هذا الشعور جمع الشيخ انصاره واتباعه ، وحثهم على الجهاد ، وكتب الى البلدان المجاورة المسلمة ان تقبل دعوته ، وتدخل في طاعته ، وكان يؤخذ ممن يطيعه عشر المواشي والنقود والعروض ، ومن ابى غزاه بأنصاره ، وقتل الانفس ، ونهب الأموال ، وسبى الذراري.. ادخل في الوهابية وإلا فالقتل لك، والترمل لنسائك، واليتم لأطفالك.. هذي هي الشريعة السمحة، والتعاليم الغراء، والنية الخيرية، والخلق الكريم.. وهذا هو النظام العادل الصالح الحكيم.. هذا هو بالذات مبدأ عبدالوهاب. الذي لا يتنازل عنه لاية مصلحة ، ومن أجله تحالف مع ابن معمر في العينية ، ثم مع ابن سعود في الدرعية ، وكان على اتم استعداد ان يتحالف مع اية قوة يستعين بها على ذلك.

ولكنه لم يجد مناصراً افضل من ابن سعود بعد أن تأكد هذا الأمير ان انتصار دعوة الشيخ هو انتصار له بالذات ، «وان الغنائم والاسلاب الحربية التي وعده بها الشيخ ستفوق ما يتقضاه من الضرائب».. ولم تكن هذه الغنائم والاسلاب الا البعير، والا الشاة التي كانت كل ما يملكه المسلم الآمن في صحراء نجد ، والمصدر الاول لحياته وحياة أطفاله وعياله.. كان الشيخ يغزو بانصاره وأتباعه عربان نجد يسلبونهم مصدر حياتهم، ثم يقفلون الى الدرعية بعد ان يتركوا وراءهم اشلاء الضحايا، والخرائب والأرامل والايتام.. ويوزع الشيخ عليهم اربعة اخماس الغنائم والاسلاب من المسلمين الآمنين ، ويخص الخمس بالخزينة التي يتصرف بها هو والامير السعودي ، قال عبدالله فيليبي في تاريخ نجد ص41:

«وقد ادخل الامام في عقول طلابه مبادئ فريضة الجهاد المقدس ، فوجد الكثيرون منهم في الجهاد اقدس تعاليمه ، اذ أنه يتفق مع ما اعتاد عليه العرب ـ يريد ان العرب قاد اعتادوا على السلب والنهب ـ كما خصص الشيخ خمس الاسلاب بخزينة المركزية التي كان الامير والامام يتقاضيان منها ما يقوم باودهما.. وهكذا كان سلطان الشيخ في تصرف شؤون البلاد بعد مرور سنة او سنتين، لقد اصبح شريكاً مؤسساً».

وقد دان بمبدأ «الوهابية او السيف» كل وهابي ، حتى يومنا هذا ، لانه يحقق له ما اعتاد عليه من السلب والنهب.. ففي سنة 1345هـ طلب 14 عالماً وهابياً من الملك عبدالعزيز ان يجبر شيعة الاحساء والقطيف على ترك «الشرك» أي على اعتناق الوهابية ، وان يرتب لهم اماماً وهابياً ، ومؤذناً وهابياً ، وان يهدم الحسينيات ومسجد حمزة ، وابي رشيد ، ومن ابى عن اعتناق الوهابية ينفى من البلاد(2) ومتى نفوا من بلادهم وديارهم تكون جميع املاكهم للوهابية ، تماماً كما فعل الصهاينة بعرب فلسطين .

هكذا يهتف ابتاع محمد عبدالوهاب : لا عدل ، لا سلم ، لا رحمة، لا انسانية، لا حياة، لا شيء ابداً إلا «الوهابية او السيف».. وهذه السنة التي اسنتها يتحمل وزرها محمد عبدالوهاب من يومه الى يوم القيامة.. لانها، كما ترى، دعوة تقوم على الحرب والضحايا، وتنطبع بطابع الدم والفوضى.

ومن تلك السنة التي وقع فيها الاتفاق بين الشيخ والامير السعودي، وهي سنة 1158هـ، الى يومنا هذا، والتعاون قائم بين ابنائهما: توزيع مناصب، وتقسيم غنائم، ثم ايغال في البذخ والترف .

ولنا ان نتساءل : هل كان محمد عبدالوهاب قائداً من قادة الدين ، ورائداً من رواد الشريعة الاسلامية ، او كان رجلاً يحب الظهور والسيطرة ، وقد اتخذ الوهابية وسيلة الى ما أحب ؟.

والجواب عن هذا السؤال يتوقف على امرين :

الاول ان نعرف خصائص رجل الدين ، والعلامات الفارقة بينه وبين غيره ، الثاني ان نقرأ بتأمل وتجرد تاريخ محمد عبدالوهاب ، ثم نرى: هل تنطبق عليه تلك الخصائص، اولاً ؟

أما خصائص رجل الدين وعلاماته ، او وظيفته ومهمته فهي ان يعلم اولاً وقبل كل شيء ان العقيدة تقوم على الاختيار وقوة الاقناع ، لا على الاكراه والسيف(3) وان يكون مع الكتاب والقلم، ويستفتى فيفتى، وان يعلم ويعظ ويدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادل من خالف بالتي هي احسن، وان يحيي الشعائر الدينية، ويصلح ذات البين، ويقف ضد الحروب والتطاحن والمشاغبات،ويعمل على تصفية القلوب وبث المحبة والاخاء، وان يكون رحب الصدر لا يلحق الاذى بمخلوق، كائناً من كان، ويجب الخير للناس، كل الناس، حتى الذين يخالفونه في الرأي والعقيدة، ويعمل على اسعادهم، والتضحية في سبيلهم، ويهاجم الشر اينما كان، وان يكون وديعاً ورعاً زاهداً، يرضى بما يجد، لا تغلبه عاطفته، وجشعه على دينه، بعيداً كل البعد عن التحزبات، ولا يجمع حوله الهمج الرعاع، ويحرض على الفوضى والغزو باسم الجهاد، ولا يتعاون مع ابناء الدنيا الا فيما فيه الخير والهداية، وان يعتقد اعتقاداً جازماً ان أي سبب من أسباب التفرقة هو طعنة مسمومة في قلب الدين والأمة وبالتالي، لا يتنازل عن شيء من واجباته مهما كان الثمن.

هذا هو رجل العلم والدين.. فهل كان محمد عبدالوهاب كذلك؟.

وندع الجواب للتاريخ وحده، قال صاحب خلاصة الكلام : «قوي امر محمد عبدالوهاب، فخافته البادية». وبديهة ان صاحب الدين لا يخاف احد منه، بل هو ملجأ الخائفين، وجاء في الحديث: «شر الناس من تخاف الناس من شره» وفي جغرافية «ملطبرون» ترجمة رفاعة بك :

«وقوّى ابن عبدالوهاب دعوته عن طريق السيف». وفي تاريخ ابن بشر : «امر محمد عبدالوهاب بالجهاد، وحض عليه اتباعه ، فامتثلوا، واول جيش له تألف من سبع ركائب». ومعلوم ان هذه الركائب غزت بلاد المؤمنين بلاد لا إله الا الله ومحمد رسول الله.. وفي تاريخ نجد للالوسي :

«كتب ابن عبدالوهاب الى اهل نجد ـ وهم مسلمون ـ فبعضهم أطاع، وبعضهم لم يحفل به فأمر أهل الدرعية بالقتال فأجابوه(4) .

وكان لمحمد عبدالوهاب أخ، اسمه الشيخ سليمان بن عبدالوهاب، وكان يشغل منصب القاضي في حريملة ، وكان كأبيه ينكر على أخيه محمد آراءه المتطرفة.. والف كتاباً خاصاً في الرد عليه ، وعلى اتباعه أسماه «الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية» وجدت منه نسخة في مكتبة المقاصد ببيروت، ونقلت عنه بعض الكلام فيما تقدم ، ويدل الكتاب على علم صاحبه ، وسعة إطلاعه، وانه قد بذل جهداً كبيراً في الدرس، وامداً طويلاً في البحث ، وقد نعت أخاه محمداً في اول كتاب الصواعق بالجهل والضلالة، قال في ص4 طبعة 1306هـ:

«فان اليوم ابتلى الناس بمن ينتسب الى الكتاب والسنة، ويتبسط في علومهما، ولا يبالي ـ أي أخوه محمد عبدالوهاب ـ من خالفه، واذا طلبت منه ان يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل، بل يوجب على الناس الاخذ بقوله، وبمفهومه، ومن خالفه فهو عنده كافر، هذا، وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد، لا والله، ولا عشر واحدة، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال، فانا لله وإنا اليه راجعون، الأمة كلها تصيح بلسان واحد، ومع هذا لا يصغى الى كلمة ، بل كلهم كفار، أو جهال، اللهم اهد هذا الضال، ورده الى الحق».

ومن ألمّ بسيرة ابن عبدالوهاب ، او بطرف منها لم يشك في ان أتباعه وانصاره كانوا يغزون ويشنون الغارات على المسلمين الآمنين بأمره وتحريضه ، وانهم كانوا يفرشون الأرض بالصرعى والقتلى من ابناء نجد الذين لهم على الشيخ حق الجوار من النصرة والحماية والمواساة.. ولم يشك ايضاً ان التحالف الوثيق الذي حصل بين الشيخ ، وبين ابن سعود كان يهدف أو ما يهدف الى انتشار النفوذ والسيطرة عن طريق الغزو والغارات، و«الاساليب الحربية».. واين هذا من الاسلام، وعلماء الاسلام؟.

لقد جاء الاسلام فيما جاء لمحاربة الظلم الذي كان يتمثل بغزو أهل الجاهلية بعضهم بعضاً فأحياه ابن عبدالوهاب.

في سنة 1920 افتى علماء النجف والأزهر بالجهاد ، وتطوعوا بأنفسهم للحرب ، وحملوا السلاح ، ولكن ضد الانكليز التي استعمرت مصر والعراق ، لا ضد من قال لا إله إلا الله، ولا ضد مسالم كائناً من كان.

والغريب ان من تتبع سيرة محمد عبدالوهاب، وقرأ كلماته لايجد فيها اثراً لعمارة الارض، ولا للسلم والرخاء، ولا لسد عوز المعوزين، ولا اية اشارة الى العدالة الاجتماعية وتحسين الاوضاع والحياة، بل ترك ذلك كله، ولم يلتفت اليه، مع انه كان يسمع ويرى الناس من حوله يعيشون في ضنك من العيش، وضيق في الحياة تتقطع عنهم اسباب الرزق الا من شاة او بعير، فاذا اجذبت السماء ماتوا جوعاً وعرياً، لقد تجاهل كل ذلك على رغم ما كان له من النفوذ والسلطان، قال فيليبي في تاريخ نجد:

«ان محمد بن سعود وخليفته عبدالعزيز لم يقوما بأي مشروع ، او يصدرا أي قرار ذي شأن إلا بموافقة الشيخ وبركته».

واذا دل اعراض الشيخ عن التفكير بصلاح الناس في عيشهم وتحسين حياتهم، اذا دل هذا على شيء، فانما يدل على أحد امرين، لا ثالث لهما:

 اما إنه لا يبالي أشقى الناس ، أو سعدوا ، واما انه جاهل بروح الاسلام ، وبمقاييس الخير، واساب التطور والتقدم.. ان الذين يعرفون مقاصد الاسلام يعلمون علم اليقين ان اقرب الناس الى الله، واخلصهم في توحيده وعبادته هو انفع الناس للناس، انفعهم في صلاح أحوالهم وتخفيف آلامهم، وان ابعد الناس عن الله جل وعز هو من يسفك الدماء، وينهب الأموال، ويسبي الذراري، ويقحم الدين في اهوائه وأغراضه(5) .

وقد ربى محمد عبدالوهاب اتباعه على مبدأ عدم التفكير بشيء يتصل بخير الناس ومنفعتهم، وعدم الاهتمام إلا بالتعصب، والحكم بالشرك على أهل لا اله إلا الله محمد رسول الله.

وبعد، فعلينا ان نفهم ونميز بين أهل الدين حقا، وبين الذين ينتحلونه لمآرب أخرى.. علينا ان لا نتهم احداً، ولا نثق بأحد إلا بعد ان نتعرف على سيرته من أوثق المصادر وأصحها.. علينا ان نقف موقف الشك والريبة من كل دين وعقيدة، ومن كل من ينعته الناس بالامام المصلح، او المفسد المضلل، حتى يظهر الحق جلياً، ولن يظهر الا بالبحث والتمحيص، ومن درس حياة محمد عبدالوهاب يرى اول ما يرى انه يفرض آراءه بالقوة، ولكن على المسلمين خاصة دون غيرهم.. وكل الناس يعلمون ان اية عقيدة، أو راي يحاول صاحبه ان يفرضه بالقوة فإنه يحكم على نفسه بنفسه بالفساد والبطلان.

مات محمد عبدالوهاب سنة 1206هـ، وسار ابناؤه على سيرته يناصرون ابناء سعود، ويناصرهم ابناء سعود، ويسندون اليهم نفس المناصب التي كان ابن سعود يسندها لابيهم، وزيادة بحكم تطور الزمن.

واختم هذا الفصل بسؤال تذكرته الآن، وهذا هو: يقول الوهابيون:

 انهم ادركا ووعوا معنى لا اله إلا الله.. وبديهة ان اول ما تدل عليه هذه الكلمة انه ليس لأحد كائناً من كان ان يتحكم بغيره، او يفرض عليه مالا يتجاوب مع قلبه وعقله..

إذن، كيف جمع الوهابيون بين الايمان بلا اله إلا الله، وبين مبدأهم القائل: «الوهابية او السيف»؟.. وكيف جمعوا بين هذا المبدأ، وبين الادعاء بأنهم يجرون وراء الخبر، ويريدونه للناس، تماماً كما يريدونه لانفسهم، مع العلم بأن هذا المبدأ أساس البغضاء والشحناء، والفوضى والفتن والحروب وكل أنواع الفساد..

بقيت اسئلة تركتها رغبة في الاختصار.. وما انتهيت من فصل ، واردت الشروع بما يليه إلا تواردت على خاطري تساؤلا…، دون ان ابحث عنها، وافكر فيها، وقد أدونها كلها، بعضاً دون بعض، وقد اتركها كلية..

والآن ورد على خاطري سؤال آخر:

لقد حصلت حروب بين المسلمين الذين كانوا يزورون القبور، ويقولون: يا محمد اشفع لنا عند ربك، وبين غيرهم كالصليبيين ومن قبلهم وبعدهم، فهل كانت تلك الحروب قتالاً بين الكفار بعضهم ببعض، او كانت بين المسلمين، وبين غيرهم.. وعلى الاول لا ينبغي ان تعد الحروب الصليبية وما اليها من تاريخ المسلمين، بل تعد الغزوات والغارات التي شنها الوهابية على من آمن بالله وبمحمد واليوم الآخر، وعلى الثاني لم يبق من موضوع لدعوة محمد عبدالوهاب، او للكثير من كلامه ومؤلفاته

آل سعود

كان في القرن الخامس عشر رجل من عنيزة يسكن في الاحساء، اسمه مانع، وله ابن عم يقيم بقرية بنجد، اسمها منفوحة، واسم هذا النجدي درع، وهو زعيم عشيرة الدروع هناك، وكان موسراً ذا ممتلكات واسعة، وفي احدى السنين زار مانع الاحسائي قريبه درعاً النجدي، فاعطى هذا قطعتين كبيرتين من أرضه لضيفه، فانتقل مانع بأهله الى نجد يستغل عطية قريبه درع. ومانع هذا هو الجد الاول لآل سعود.

وورث الارض من مانع ولده ربيعة، واضاف اليها ارضاً جديدة انتزعها من المجاورين، ومات ربيعة، وورثه ولده موسى، واضاف ملكاً الى مالك أبيه بالغزو والغارات، ودانت له المنطقة، وصارت له امارة صغيرة ومات موسى، فخلفه ولده ابراهيم، ومن بعده ولده فرحات، ورزق فرحات ولدين ربيعة ومقرنا، ورزق مقرن محمداً، ورزق محمد سعوداً، رأس الأسرة السعودية، وقد استولى سعود على الدرعية انتزعها من آل معمر، قال فيليبي: وهكذا لم ينقض جيلان، حتى غدا النازحون الغرباء سادة المنطقة التي آوتهم.. وبقيت الدرعية عاصمة الامارة السعودية الى عهد تركي الذي يأتي الكلام عنه، فانتقلت من الدرعية الى الرياض، ولم تزل، حتى اليوم، ومات سعود سنة 1144هـ فخلفه ولده محمد الذي نشأت الوهابية في عهده، فاعتنقها وآزرها، وما زال السعوديون عليها، حتى اليوم، والى آخر يوم، وفيما يلي نتكلم بإيجاز عن كل امير من الأمراء السعوديين الوهابيين الذين جعلوا من الوهابية عقيدة متبعة، وكان لهم الفضل الاكبر عليها، ولولاهم لم تكن شيئاً مذكورا، نتكم بايجاز عن هؤلاء الامراء منذ الامير الاول، حتى الملك عبدالعزيز والد الملك الحالي سعود.

محمد بن سعود

تولى محمد بن سعود امارة الدرعية سنة 1158هـ الى سنة 1178، وهو صاحب محمد بن عبدالوهاب وساعده الايمن الذي تكلمنا عنه في فصل سابق، واول حاكم وهابي وكانت نجد في عهد محمد بن سعود موزعة الى ست او سبع امارات رغم ان عددها لم يتجاوز في ذاك الحين نصف مليون.. من تلك الأمارات امارة الدرعية، وفيها محمد المذكور، ومنها امارة ابن دواس بالرياض، وامارة آل معمر بالعينية، وامارة آل هزال بنجران، وامارة آل علي بالشمال، وامارة آل جحيلان بالقصيم.

اما النظام الذي كانت تتبعه هذه الامارات فهو اشبه بالنظام القبلي، يتمشى مع أهواء الامراء والاقوياء.. ويظهر ان المواطنين لم يتأففوا منه، لانهم قد اعتادوا عليه وآباءهم من قبل، حتى حسبوه امراً طبيعياً.

ودارت بين محمد بن سعود امير الدرعية، وبين ابن دواس حروب وغزوات انتهت بالصلح بينهما.

عبدالعزيز بن محمد

اختار محمد بن سعود ولده عبدالعزيز ولياً للعهد من بعده باقتراح محمد عبدالوهاب، فكان اول امير يبايع بولاية العهد من السعوديين، ومنذ ذلك العهد اصبحت الامارة تنتقل بالمبايعة بولاية العهد تماماً كما فعل معاوية مع ولده يزيد، وهذه من حسنات الشيخ محمد عبدالوهاب، ومن غريب الصدف ان سيرة عبدالعزيز تشبه سيرة يزيد بن معاوية من وجوه:

اولاً: ان كلاً منهما عاش في كنف ابيه الامير بالعز والدلال.

ثانياً: نشأ كل منهما جاهلاً لا يزينه علم ولا خلق ولا ثقافة.

ثالثاً: ما عرفا به من القسوة والغلظة، والبعد عن الرحمة والرأفة.

رابعاً: الحكم عن طريق المبايعة بولاية العهد بمعاونة الحواشي والهوامش، لا عن طريق الشورى والاختيار.

خامساً: ما وقع في عهدهما من القلاقل والفتن والحروب.

سادساً: غزا يزيد المدينة المنورة، وأباح منها ما ذكره المؤرخون لوقعة الحرة، وغزا مكة المكرمة، وضرب الكعبة بالمنجنيق.

وألف عبدالعزيز السعودي الوهابي جيشاً بقيادة ولده سعود، وغزا مكة، وهدم قبة مولد النبي، ومولد ابي بكر، وقبة السيدة خديجة، وقبة زمزم، والقباب التي حول الكعبة، وذلك سنة 1218هـ.

وفي سنة 1221 غزا المدينة، وهدم قبور أئمة البقيع وغيرها، وعن تاريخ الجبرتي: «لما استولى الوهابيون على المدينة المنورة اخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها، حتى انهم ملأوا اربع سحاحير من الجواهر المحلاة بالماس والياقوت العظيمة القدر، ومن ذلك اربع شمعدانات من الزمرد، ونحو مئة سيف ملبسة قراباتها بالذهب الخالص، وعليها ياقوت، ونصابها من الزمرد». (كشف الاتياب للسيد الامين).

سابعاً: قتل يزيد سيد الشهداء، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسين بن أمير المؤمنين علي، وذبح اطفاله، وسبي نساءه في كربلاء.. وكذلك غزا عبدالعزيز كربلاء بجيشه الذي قاده ولده سعود، وهدم قبر الحسين، ونهب جميع ما فيه من الذخائر، وأعمل السيف بالكربلائيين رجالهم ونساءهم واطفالهم وكان ذلك سنة 1216هـ.

ثامناً: ان فعلة يزيد وجيشه في كربلاء هزت العالم، ونقم جميع المسلمين على يزيد بخاصة، والامويين بعامة، وهذا ما حصل بالذات حين فعل جيش عبدالعزيز ما فعل في كربلاء، قال فيليبي في تاريخ نجد ص99:

«اقتحم سعود بجيش ابيه كربلاء، وبعد حصار قصير اعمل السيف في رقاب اهلها، ونهبهم، لقد قتل السكان بلا رحمة في الشوارع والبيوت، ودمر ضريح الحسين، ونهب المجوهرات التي كانت تغطي الضريح، وجمع كل شيء ذا قيمة في المدينة.. والحق يقال: ان عمله هذا هز العالم كله فضلاً عن الشيعة، فقد كان نقطة انطلاق ركينة للانقلاب على الوهابيين، كما ادى فيما بعد الى عواقب وخيمة على هذه الدولة».(6)

أرأيت الى هذا الشبه القوي بين يزيد بن معاوية من جهة، وبين عبدالعزيز وولده سعود من جهة ثانية، والى هذا الكره العميق في قلب كل مسلم، لكل من يمس بسوء آثار الرسول وآله الكرام؟.. وبالتالي هل يتفق هذا النوع من القتل والنهب والسلب مع الاسلام وروح الاسلام الذي يدعيه الوهابية او أنهم يعلنون شيئاً، ويعتقدون ويفعلون شيئاً آخر؟.

هذه هي أيام عبدالعزيز كلها حروب وفتن وتدمير وتخريب وضحايا ونهب وسلب وهتك للمقدسات الدينية، وغارات متصلة ليل نهار على الفقراء المستضعفين، والعراة والجائعين، وعن هذا الطريق انتزع الرياض من ابن دواس، وسائر امارات نجد من حكامها، حتى اخضعها جميعاً لسلطانه، وضم اليها عسيراً والحجاز والقطيب.

وقتل عبدالعزيز سنة 1218 اغتاله رجل من الشيعة انتقاماً منه لما فعله بضريح الحسين في كربلاء، قال فيليبي: لقد تنكر القاتل بزي درويش، وذهب الى الدرعية، وبقي فيها أياماً يصلي خلف عبدالعزيز، وفي ذات يوم القى بنفسه على عبدالعزيز، وهو يصلي، وطعنه بمدية في ظهره اخترقت الى بطنه، وعجلت به الى مقره الأخير.. وتكاثر الناس على القاتل، وقتلوه.

وبعد هذا الحادث جرت عادة آل السعود على ان يقف حارسان على رأس الامير، وهو يؤدي الصلاة خوفاً من الاغتيال.. ولكن الحاكم العادل العامل بكتاب الله، وسنة نبيه يصلي، ويتجول، ويرتاد أي مكان بدون حارس، لان العدالة تحرسه، والدين يحفظه، تماماً كما كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وخلفاؤه الهداة الأخيار.

سعود بن عبدالعزيز

وحل سعود محل أبيه عبدالعزيز، وأول عمل قام به غزو بلدة الزبير والبصرة من أرض العراق، وأعمل فيهما القتل والسلب، وهدم قبر طلحة والزبير، وذلك سنة 1218، وغزا نجران سنة 1220، والشام سنة 25، ودوخ حوران قتلاً وسلباً، ووصل، او كاد الى أبواب دمشق.

وسنة 1226 أرسل محمد علي باشا ولده طوسون لتحرير الحجاز من الوهابيين، فصدوه في الكرة الاولى، وتغلب عليهم في الثانية، واستولى على مكة والمدينة، وحاول ان يفتح نجداً، فلم يفلح، وسنة 1228هـ حج محمد علي باشا، وعزل الشريف غالباً، وأرسله منفياً الى سلانيك، وعين مكانه الشريف محمد بن عون، فانتقلت الامارة من فرع الى فرع آخر من اسرة الاشراف، ومحمد بن عون هو جد الشريف حسين ابي فيصل ملك العراق، وعبدالله ملك الأردن.

وتجدر الاشارة الى ان سعود هذا هو اول امير اقام هيئة للامر بالمعروف، ومهمتها التجوال في الأسواق اوقات الصلاة. تحض الناس على ادائها، وما زالت هذه الطريقة متبعة الى اليوم عند السعوديين، وتطورت بمرور الأيام، حيث اتسع اختصاصها، واصبحت تحمل العصي، وتجول في الأسواق والشوارع تنهال ضرباً بها على حليق الذقن، او من يلمس قبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم او قبر أمام من أئمة البقيع، وغير ذلك مما يخالف عقيدة الوهابية، بل كانوا الى الأمس القريب يضربون المدخنين علناً، وان كانوا غرباء عن الديار ـ كما قيل ـ ودامت امارة سعود من سنة 1218 الى سنة 1229.

عبدالله بن سعود

وتولى بعد سعود ولده عبدالله، فنازعه الامارة عمه عبدالعزيز، وانقسمت الاسرة على نفسها، وتفرقت كلمتها.

وسنة 1231هـ جهز محمد علي باشا جيشاً بقيادة ولده ابراهيم فتوجه ابراهيم الى الحجاز، وكانت لم تزل مع أبيه، ثم سار منها الى نجد، يتوغل فيها شيئاً فشيئاً الى ان وصل سنة 1233 الى الدرعية عاصمة الوهابيين، وبعد حصار دام 5 اشهر استسلم اميرها عبدالله بن سعود، فأرسله ابراهيم الى الاستانة، حيث قتل ومن معه في ميدان اياصوفيا.

وطغى ابراهيم باشا وبغى في البلاد، واكثر فيها الفساد، وصادر أموال آل سعود، وآل محمد عبدالوهاب، وأجلى الكثير من رجالهم ونسائهم واطفالهم عن الديار، ونفى الكثير منهم الى مصر، وكان هذا جزاء وفاقاً لما فعلوه من قبل بأمة محمد من المظالم والمآثم، وما ارتكبوه من الخيانة لله وكتابه، وللنبي وسنته.. وهكذا كل ظالم لابد ان يبتلى باظلم واغشم.

استمر حكم عبدالله بن سعود من سنة 1229 الى سنة 1234.

تركي بن عبدالله

كان لعبدالله بن سعود المتقدم ذكره ابن عم، اسمه تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، ومحمد هذا الذي هو الجد القريب لتركي هو صاحب محمد عبدالوهاب ، واول امير سعودي وهابي.

وكان تركي قد فر من وجه ابراهيم باشا تاركاً الدرعية تحت جنح الظلام ، وراح يتنقل في صحراء نجد داعياً العربان الى احياء مجد الاسلاف ، وتزوج اثناء تجواله بامرأة من آل تامر، ولدت له ذكراً، اسماه «جلوي» لانه ولد في زمن الجلاء، فتجمع حول تركي اول ما تجمع ثلاثون رجلاً، ثم انضمت اليه بعض القبائل، فاسترد الرياض سنة 1235 من باشا مصر، واتخذها عاصمة له، ومن يومه انتقلت عاصمة السعوديين من الدرعية الى الرياض ، وما زالت ، وكان لتركي ولد ، اسمه فيصل ، نفاه ابراهيم باشا مع من نفى الى مصر، ولما سمع بخبر ابيه هرب، وجاء اليه.

ومما قدمنا يتبين ان الامارة السعودية الوهابية ابتدأت بمحمد بن سعود صاحب محمد عبدالوهاب ، ثم ولده عبدالعزيز ثم ولده سعود، ثم ولده عبدالله الذي انتزع منه الأمارة ابراهيم باشا ، وقتل في الاستانة.

وكان انتصار ابراهيم على السعوديين سبباً لانتقال الامارة من فرع عبدالعزيز بن محمد بن سعود الى فرع عبدالله بن محمد بن سعود الامير الوهابي الاول عن طريق عبدالله بن محمد بن سعود، وعبدالله هذا الذي هو ابو تركي لم يتول إلامارة، وانما تولاها اخوه عبدالعزيز الامير السعودي الوهابي الثاني، فتركي ـ اذن ـ هو الامير السعودي الوهابي الأول من الفرع الثاني لمحمد بن سعود، وبه انتقلت الامارة من سلالة عبدالعزيز بن محمد بن سعود الى سلالة اخيه عبدالله بن محمد بن سعود، وما زالت فيها حتى اليوم.

وكبر على نسل عبدالعزيز ان تخرج الامارة منهم ، فدبر احد السعوديين ، واسمه مشاري، امر اغتيال تركي، وتم له ذلك ، ونادى مشاري بنفسه اميراً، ولم تطل ايامه ، حتى قتله فيصل بن تركي المغدور، واسترجع امارة ابيه.

واستمر حكم تركي الذي أعاد النفوذ الى اسرته ، استمر من سنة 1235 الى سنة 1249.

فيصل بن تركي :

تولى فيصل بن تركي الحكم بعد ابيه، ولكن محمد علي باشا لم يمهله طويلاً، فأرسل حملة كبرى الى نجد، ومعها خالد بن سعود الذي كان مع السعوديين المنفيين بمصر، فدخل جيش محمد علي نجداً، واستولى على العاصمة بلا مقاوم بعد ان فر منها فيصل، فأقام المصريون فيها خالد بن سعود حاكماً مكان فيصل ، وذلك سنة 1253هـ. وكانت الحجاز لم تزل بيد محمد علي.

وسنة 1254 ظهر فيصل مع رجاله من اتباعه، وحاول طرد المصريين، ولكنه لم يفلح ، ولم يجد سبيلاً الا الاستسلام ، فاستسلم ، ونفي الى مصر، مع من نفي فيها من السعوديين.

وبعد ان قويت شوكة محمد علي بخضوع الجزيرة العربية له بما فيها نجد والحجاز وعسير وتهامة استولى على فلسطين ولبنان وسورية ، وبلغ ابواب الاستانة ، ولكن الحلفاء اضطروه الى التراجع والانسحاب من البلاد التي احتلها ، وتسليمها للأتراك ، ما عدا مصرا، حيث منحت له ولسلالته يديرونها ادارة باشوية باسم سلطان الاستانة، وذلك سنة 1256هـ.

وفي سنة 1259 عاد فيصل من مصر الى نجد هو والأمراء السعوديون الذين نفوا اليها من قبل ، وحلوا ضيوفاً في مدينة حائل شمالي نجد على اميرها ابن الرشيد ، وكان من قبل تابعاً للسعوديين ، بل ان فيصلاً هو الذي عينه حاكماً لحائل قبل الاحتلال المصري مكافأة له على مناصرته للقضاء على فتنة مشاري الذي قتل اباه تركياً(7) .

وقد رد له ابن الرشيد هذا الجميل ، فاحتفى بفيصل ، وقدم له الرجال والمال، ودعا للالتفاف حوله ، واول من استجاب اهل عنزة ، وزحف فيصل على الرياض بمعاونة ابن رشيد ، وكان فيها امير يدعى عبدالله بن ثنيان ، اقامه المصريون حين جلائهم عنها ، فاسترجعها فيصل منه بعد مقاومة ، وحصار دام 20 يوماً، وأسر ابن ثنيان، ثم عفا عنه.

وما استتب الأمر لفيصل، حتى شرع باسترجاع ما

اخذ من السعوديين، فأخضع نجداً وعسيراً والاحساء والقطيف، ودان له بالطاعة امراء البحرين، ومسقط، وسواحل عمان.

مات فيصل بن تركي سنة 1282هـ.

عبدالله بن فيصل:

كان لفيصل بن تركي أربعة أولاد: عبدالله، وهو الأكبر، وسعود، ومحمد، وعبدالرحمن، وكان فيصل قد بايع ولده الأكبر عبدالله بولاية العهد طبقاً للتقاليد المتبعة في البيت السعودي، ولكن سعوداً نازع أخاه عبدالله، وثار عليه، واستعرت الحروب الأهلية بين الطرفين، ونشبت الفتن والقلاقل، واستمرت الحرب بين الأخوين 25 عاماً، مما أدى الى ضعف الدولة، وذهاب سلطانها، وانتقاض حكام المقاطعات عليها، واستقال كلٍ بدويريته، كما هو الشأن في توزيع اسلاب الضعيف، واحتل الاتراك الاحساء، والقطيف.

واستطاع سعود ان ينتزع الرياض من اخيه عبدالله بعد ان فر منها، ونزل في ديار عتبة، ومات سعود في الرياض سنة 1290، وتولى بعده اخوه عبدالرحمن والد الملك عبدالعزيز الشهير، وجد الملك سعود الحالي، ولكن ابناء أخيه سعود انتفضوا عليه، وطردوه من الرياض، فالتجأ الى اخيه عبدالله في ديار عتبة، لاجيء الى لاجيء، واستغل عبدالله هذا الخلاف، وأسرع الى الرياض بمعاونة بعض العربان، فجلى عنها أولاد سعود قبل وصوله.

وما استقر فيها، حتى هاجمه محمد بن سعود، ودارت بينهما معارك طاحنة، فاستنجد عبدالله بابن رشيد امير حائل، وقبل ان تصل النجدة منه تغلب محمد على عمه عبدالله، ودخل الرياض، وسجن عبدالله، ولم يطل الأمد، حتى وصل ابن رشيد، ففر محمد بن سعود، واخرج ابن رشيد عبدالله من السجن، ولكن لم يرجعه الى الحكم، بل عهد به الى اخيه عبدالرحمن الذي كان قد تولى الامارة بعد اخيه سعود، وقفل ابن رشيد راجعاً الى حائل بعد ان ترك في الرياض مندوباً من قبله يراقب عبدالرحمن، واسم هذا المندوب سالم السبهان، وبهذه الحادثة اصبح ابن رشيد سيد نجد والمسيطر عليها.

ومات عبدالله بن فيصل سنة 1307هـ.

عبدالرحمن بن فيصل:

هو الذي تولى الامارة اياماً بعد اخيه سعود، وهو الذي طرده ابن اخيه محمد بن سعود، وهو الذي اقام ابن رشيد ثانية وهو ايضاً والد الملك عبدالعزيز الشهير.

اشرنا الى ان ابن رشيد اقام مندوباً ورقيباً على عبدالرحمن ، وأراد عبدالرحمن ان يتخلص من هذا المندوب الرقيب وهو سالم السبهان ، فسجنه، وقيل : انما سجنه، لانه حاول اغتياله بأمر ابن رشيد، ومهما يكن، فقد توجه ابن رشيد الى الرياض، وأطلق سراح السجين.

ولما رأى عبدالرحمن قوة ابن رشيد بنجد اشعر انه بين امرين :

اما ان يحارب ابن رشيد ، واما ان يخضع له كموظف عنده.. ولا طاقة له على الاولى، ولا تطيعه نفسه على الثانية ، فلم يبق امامه الا الرحيل.. وهكذا فعل.. رحل عن نجد بأهله سنة 1309 ، وظل متنقلاً في الأمصار.. فذهب اولاً الى الاحساء ، ثم الى الكويت، ثم الى قبائل بني مرة بقرب الربع الخالي، ثم الى قطر، ومنها عاد الى الكويت، واستقر فيها مع عائلته وأولاده، وكان عمر ولده عبدالعزيز آنذاك عشر سنوات.

وعين له أمير الكويت الشيخ محمد بن الصباح مرتباً الى ان خصصت له الدولة العثمانية ستين ليرا عثمانية في الشهر، فقطع ابن الصباح عنه المرتب، وعاش هو وأفراد عائلته في شدة وضيق.

الملك عبدالعزيز او الاسطورة :

عبدالعزيز بن عبدالرحمن اول من لقب بالملك من السعوديين..

كانت الشمس منذ القديم كما نراها اليوم تطلع من الشرق ، وتتوارى في المغرب ، ولم يصادف في يوم ان اشرقت حيث تغيب ، او غابت حيث تشرق ، اما الأحداث التي تقع بين الشروق والغروب فهي كل يوم، بل كل ساعة في شان.. فور وغور، وصعود ونزول.. لا قاعدة، ولا ظابط ، ولا مقياس ينتظم كل شيء ، ولا يشذ عنه شيء.. ترى النجاح منك قاب قوسين او ادنى، واذا انت في الأرض ، والنجاح في السموات العلى، وترى نفسك غريقاً تتقاذفك الأمواج ، وانك ستلفظ النفس الأخير، واذا بك على اليابسة تتنفس الصعداء فرحاً وسرورا.

وترى هذا يزحف كالسلحفاة ، وينطلق ذاك الى المريخ، وبين طرفه عين وانتباهتها ترى الزاحف في الطليعة ، والسابق جماد لا يستطيع الحراك.

ومهما شككت فاني لا اشك ابداً ان الحكمة من ذلك ان لا ييأس الضعيف، فيذل ويخنع للقوي، وأن لا يطغى القوي فيتحكم بالضعفاء ، وان لا يحزن الفاقد ، ولا يفرح الواجد ، وان يضع الجميع نصب اعينهم ان الغالب قد يصير مغلوباً ، والمغلوب غالباً.. والتاريخ وحده يعطينا الدرس الصحيح، لا النظريات ولا الفلسفات(8) .

وإليك هذا الدرس من التاريخ القريب : لقد استرجع الفتى البالغ من العمر 20 عاماً ما كان لآبائه وأجداده، وهذا الفتى هو عبدالعزيز اللاجيء وأبوه عبدالرحمن في الكويت ، استرجع ملك الآباء والأجداد ، ولكن لا بالمال ، ولا بالجيوش ، ولا بالانتخاب ، ولا بتأليف الاحزاب وإعلان الشعارات المغرية ، ولا بالاضراب والمظاهرات ، ولا بتغيير الزمن بسبب حرب عالمية ، ولا بشيء من ذلك ، بل باسطورة ، هذا موجها:

كان عبدالعزيز وأبوه عبدالرحمن لاجئين عند الشيخ مبارك امير الكويت ، وذات يوم جاء الفتى عبدالعزيز الى الشيخ مبارك ، وقال له :

اريد ان انقذ نجداً من ابن رشيد، فهل تساعدني بالمال والعتاد؟.

وسخر الشيخ من الفتى ، ولكنه لم يشأ ان يصدمه ، فأعطاه مئتي ريال ، وثلاثين بندقية ، وأربعين جملا ً، فأخذها ومضى هو وبعض ارحامه وأصحابه ، ولا يتجاوز عدد الجمع اربعين رجلاً.. وكانوا يسيرون ليلاً، ويتوارون نهاراً، واذا احتاجوا إلى الطعام اختطفوا شاة او بعيراً من هنا وهناك، وظلوا يواصلون السير الى ان بلغوا الرياض ليلاً، وهم أهلها، وأعرف الناس بما فيها، ومن فيها، فتسلقوا الحائط الى منزل الحاكم الرشيدي عجلان ، وطافوا في انحائه ، وبدأوا بالخدم ، فألقوا القبض عليهم ، وشدوا وثاقهم ، واقتحم عبدالعزيز ببندقيته حجرة الحاكم ، فوجد زوجة عجلان واختها، ولم يجد عجلان.

ولما سألهما عنه قالتا : انه يبيت في الحصن المجاور للبيت، وكان الفجر قد طلع، فاسبغ القوم الوضوء، وصلى بهم عبدالعزيز صلاة الصبح جماعة في بيت عجلان ، ثم جلسوا في البيت كأنهم أهله وأصحابه.. وما ان طلعت الشمس ، حتى فتح باب الحصن ، وحاول المهاجمون اقتحامه ، واغتيال الحاكم ، واذا به يخرج من الحصن متوجهاً الى بيته ، فاستقبله عبدالعزيز برصاة اصابته في غير مقتله ، ولكن ابن جلوي السعودي أجهز عليه ، وأرداه قتيلاً، وذبح المهاجمون عدداً كبير من حامية الحاكم.

وما شاع خبر هذه المفاجأة في المدينة، حتى استولى عليهم الذهول، وخافوا سوء العاقبة، فسارعوا الى تقديم الولاء والطاعة.. وذلك في 3 شوال سنة 1319هـ. الموافق 15 كانون الثاني سنة 1902م.

ونقل عبدالعزيز والده من الكويت الى الرياض ، واحتفظ الوالد بلقب امام ، والولد برئاسة الحكومة، وقيادة الجيش ، وانتقل من نصر الى نصر، فقتل ابن رشيد واستتب له الامر بنجد ، وأخذ الاحساء والقطيف ، والحجاز وعسير، ومات ابوه عبدالرحمن سنة 1928، وله من العمر 78 عاماً، مات بعد ان رأى ولده ملكاً على جميع الأراضي الواقعة الآن تحت سيطرة حفيده سعود بن عبدالعزيز.

وكما كان ابن رشيد حليفاً مخلصاً للأتراك ، فقد كان عبدالعزيز حليفاً دائماً، وصديقاً وفياً للانكليز، فكان يذكرها ويشكرها في خطبه وغيرها، وهذا مثال من اقواله بحق الانكليز، جاء في خطبة ألقاها بمكة المكرمة عام 1362، قال:

«ولا يفوتني في هذا الموقف ان أتمثل بأنه من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فاثني على الجهود التي قدمتها الحكومة البريطانية بتقديم بواخر الحجاج، وتسهيل سفرهم، كما اثني على مساعدتها، ومساعدة الحلفاء القيمة، ومتابعتهم تتميم تموين البلاد، وما يحتاجه الأهالي من أسباب المعيشة وغيرها، وكذلك لابد من الاشارة الى ان سيرة البريطانيين معنا طيبة من أول الزمن الى آخره».

ويعلم الكبير والصغير ان الانكليز والحلفاء، واية دولة استعمارية يستحيل ان تفعل شيئاً بقصد الخير والانسانية، واذا فعلت مع بلد من البلدان ما يبدو كذلك فانما تتخذ منه وسيلة الى التسرب الى اسواقه، والسيطرة على مقدراته.. ان الاستعمار ينافق ويتصنع، ليمتص دماء الشعوب..

وغريب ان تخفى هذه الحقيقة على الملك عبدالعزيز، وأن يقول، وهو الوهابي الذي يصلي في أول الوقت، حتى في بيت عدوه عجلان.. غريب ان يقرن شكر الله بشكر الانكليز، ويقول: من لم يشكر الناس ـ أي الانكليز ـ لم يشكر الله.. هذا، مع العلم بأن الوهابية ـ كما قدمنا ـ يقولون بفساد الصلاة وجميع العبادات ان أديت عند قبر نبي او ولي، لانها، والحال هذه، تكون مشوبة بعبادة صاحب القبر، او تؤدي اليها بزعمهم.. اذن، كيف ربط الملك عبدالعزيز شكر الله بشكر الانكليز، بحيث لا يقبل الأول بدون الثاني؟. وبعد ان ضعف الانكليز حل محلهم الاميركيين.

ودام حكم عبدالعزيز 64 سنة من سنة 1309 الى سنة 1273هـ وتولى الحكم بعده اولاده سعود ثم فيصل فخالد ففهد الملك الحالي.

تبرير لا اعتذار

كل كلمة من صفحات هذا الكتاب انما كتبتها بنية الدفاع لا الهجوم ، وبقصد الوفاء للاسلام ، لا بقصد الحرب على الوهابية ، كما هو شأني مع كل من افترى وتهجم.. وما انا ولما اعتقده محمد عبدالوهاب ، وغير محمد عبدالوهاب ، فإن لكل انسان عقيدته ، وثقافته ، وسلوكه في هذه الحياة ، وهو وحده المسؤول عما يدين ويفعل، ولا يحق لانسان ان يتفحص عن نوايا أي انسان وأقواله وافعاله، ما دامت لا تعني احداً سواه، ولا تتصل بغيره من قريب او بعيد.

وأقسم اني ما اردت من ردودي السابقة واللاحقة ان احمل معانداً على عقيدة التشيع، بل كتبت، وانا أعلم ان الذي ارد عليه لن يتخلى عن اخطائه المتزمتة الموروثة، وانما هدفي الأول والأخير ان اقطع الطريق عليه، وعلى كل من يحاول الدس والافتراء، وان يعلم اني له بالمرصاد، وانه لن يجد الى الهرب والنجاة من سبيل.

مالي ولمحمد عبدالوهاب، وعقيدته ودعوته، بخاصة بعد ان اقدم على ما قدم؟.

ما شأني وشأنه لولا قوله:

« وبسبب الرافضة ـ يريد الشيعة ـ حدث الشرك وعبادة القبور.. وان بعض السلف اخرجهم من الثنتين والسبعين فرقة » (9) ، وقول حفيده عبدالرحمن «والقتل لمن عاند منهم ، ولم يتب(10) ».

بهذا الصورة ابرز الشيعة محمد عبدالوهاب ، وانهم سبب الشرك ، واسوأ من الفرق الهالكة.. وبالقتل حكم عليهم حفيده عبدالرحمن.. واني على يقين بأن كلاً من الجد والحفيد لم يقرأ كتاباً واحداً، ولا صفحة من كتاب للشيعة، ولا اجتمع مع عالم منهم او جاهل، شأنهم في ذلك شأن كل من افترى وتهجم.

ولو اسدل الستار على قول محمد عبدالوهاب ، وانطوى مع الايام لكنا معذورين في تجاهله والتجاوز عن اخطائه..

اما وقد صار عقيدة راسخة ، ومثلاً أعلى للدين والحقيقة عند الوهابية ، وانعكس في نظراتهم وآرائهم في الشيعة ، لا لشيء الا لانه جاء على لسان محمد عبدالوهاب ، وحفيده عبدالرحمن ، اما والحال هذه ، فان السكوت والتجاهل ربما يعد اعترافاً ضمنياً بأن هذا القول علم لا جهل ، وعدل لا تحامل.. وكيف نستسلم للكذب والافتراء، ولا نرد بقوة وعزم، ولدينا القوى التي تصد المهاجمين والمفترين؟..

وبعد، فان من يقرأ كتاب التوحيد، او انجيل الوهابية على الاصح يراه متخماً بالثرثرة بالشرك ، واخراج المسلمين من الدين والاسلام ، وهذا طرف من العناوين التي جاءت في هذا الكتاب :

« من الشرك لبس الخيط والحلقة.. من الشرك النذر لغير الله.. من الشرك الاستعاذة بغير الله.. من الشرك الاستغاثة بغير الله.. »

ومن أقواله: « الطيرة شرك.. لعنة زوارات القبور.. لعنة سراجها »(11) ..

وبعد، فاذا كان «بسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور» فمن هو السبب ـ يا ترى ـ لهذا الشرك المتراكم واللعنات المكدسة في كلام محمد عبدالوهاب ؟.. حقاً ان صاحب كتاب التوحيد يستحق شهادة الدكتوراه في التفكير.

..................................................................

المراجع :

(1) فيلبي: 39.

(2) كشف الارتياب للسيد الامين نقلاً عن جريدة الرأي العام الدمشقية عدد 19 ذي القعدة سنة 1345هـ.

(3) قد يقال: ان الاسلام امر بقتل المرتد عنه. قلت: اجل، لانه نقض العهد الذي قطعه على نفسه بالاسلام: وكل من نقض عهداً بعد ان أبرمه فهو مجرم تماماً كالقاتل والسارق، ومن هنا قال الفقهاء: ان الرجل المسلم إذا ارتد عن فطرة يقتل ولا يسقط الحد بالتوبة، كما لا يسقط لو تاب عن الزنا والسرقة.

(4) كشف الارتياب للسيد الامين، وتاريخ الدولة السعودية، لامين سعيد. (5) لا اعرف احداً اضعف واوضع ممن يزج بالدين في جميع خلافاته، وفي كل هوى من اهوائه ولا أدل على نفاقه وضعته انه لو ملك القوة لداس على مقدسات الدين والضمير.

(6) عبدالله فيليبي هذا، اسمه الحقيقي «سنت جون فيلبي» وهو انكليزي اسلم، واقام امداً طويلاً في الاراضي السعودية، وكان من الاصدقاء على حكامها، ثم غضبوا عليه، ومنعوا كتابه هذا تاريخ نجد… ومن أسباب المنع تسجيله هذه الحقيقة التي تدين السعودية والوهابية وتدمغهم بالعار…

(7) فيليبي ص169.

(8) ومن هنا أومن ايماناً لا يشوبه ريب بان اسرائيل ستمحى من الوجود، وان بلغت من القوة ما بلغت، وآزرها الغرب والشرق، وهل في قول الله ريب: (ضربت عليهم الذلة اين ما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ـ آل عمران 122) ؟. ثم كيف تعيش دولة مهدأها وشعارها: «ما دمت فليهلك العالم كه»؟.

 (9) كتاب التوحيد باب ما جاء من التغليظ ص57 من الرسائل التسع طبعة 1957.

(10) فتح المجيد: 491 طبعة 1657.

(11) لعنة الزوارات والسراج جاءت في كتاب التوحيد المطبوع مع الرسائل التسع ص59 طبعة 1957.

إضافة الى : كشف الارتياب للسيد محسن الأمين، وتاريخ نجد لفيليبي، وتاريخ الدولة السعودية لأمين سعيد، والامام العادل ج1 و2 لعبدالحميد الخطيب. وتاريخ الكويت السياسي ج1 و2 و3 لحسين خلف الشيخ خزعل.

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه