موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

سماحة المرجع السيد الشيرازي في كلمة بوفد حوزوي من كربلاء والنجف وبغداد:
عالم اليوم معبّأ بالضلال والفساد وبحاجة إلى علماء أتقياء

إن مسؤولية أهل العلم اليوم مسؤولية كبيرة، فإن أدّوها كما يجدر سيكون لهم عند الله تعالى المقام العظيم الذي لا يكون إلاّ للأنبياء والأوصياء سلام الله عليهم أجمعين. وإن قصّروا في أدائها فسيكون لهم الويل ـ والعياذ بالله ـ كما ورد في الروايات الشريفة. وهذه المسؤولية هي السعي لإقامة الدين في أرجاء المعمورة، وليس في البلاد العربية أو الإسلامية فحسب. قال الله تعالى: «أقيموا الدين»(1) .
هذا ما جاء في كلمة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله القيمة التي ألقاها في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الأحد الموافق للتاسع من شهر جمادى الآخرة 1428 للهجرة على مسؤولي وأساتذة وطلاب الحوزة العلمية من مدينة النجف الأشرف، وكربلاء المقدسة (مدرسة العلاّمة ابن فهد الحلّي قدس سره)، والعاصمة بغداد، والسماوة الذين وفدوا من العراق لزيارة سماحته والاستفادة من وصاياه وإرشاداته القيّمة.
وقال سماحته أيضاً: من أبرز مصاديق كون الدين قائماً: أن يكون الناس كلّهم أو معظمهم يعرفون أصول الإسلام وفروعه، ويعملون بالواجبات، وينتهون عن المحرّمات، وأن يكونوا متخلّقين بأخلاقه، ومتأدّبين بآدابه.
وأردف سماحته: ولكي يوفَّق أهل العلم في سعيهم لإقامة الدين، عليهم أن يلتزموا بأمرين مهمين هما:
الأول: التعبئة العلمية الجيدة. أي أن يقضوا ساعات عمرهم وحياتهم في طلب العلم والدراسة والتدريس والمطالعة والمباحثة والكتابة والتأمل.
الثاني: التقوى الحقيقية. وهي ضبط النفس ووقايتها عن المحرّمات. ومنها: التقوى في كسب العلم وتدريسه ومباحثته وماشابه ذلك، والتقوى في كيفية كسب المال وصرفه، ومراعاة حقوق الآخرين كالوالدين والزوجة والأولاد والأرحام والطلاب والأساتذة وغيرهم. فالعلم طاقة وقدرة، وكلما ازداد العلم ولم يصاحبه ازدياد في الالتزام بالتقوى كان ضرّه أكثر من نفعه. وهذا الأمر (التحلّي بالتقوى الحقيقية) لا يتأتّى بسهولة بل هو بحاجة إلى عزم وجدّ، ومن يعزم يوفَّق؛ قال الله تعالى: «فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ»(2).
وأوضح سماحته قائلاً: ومن المؤهلات لإقامة الدين ما جاء في الحديث الشريف عن مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه حيث قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: «يا جابر قوام الدين والدنيا بأربعة: عالم مستعمل علمه...»(3). ومعنى ذلك أن يقوم أهل العلم بتطبيق ما يتعلّمونه على أنفسهم أولاً، ثم على المجتمع وعلى التاريخ.
وشدّد سماحة السيد الشيرازي حظفه الله بقوله: إن الدنيا اليوم بحاجة إلى علماء أتقياء أكثر من السابق، وخصوصاً في البلدان العربية والإسلامية، وبالأخصّ في العراق الجريح. فالعالم اليوم معبّأ بالضلال والفساد العقائدي والخُلقي أكثر وأكبر من السابق بملايين المرات ـ بل مليارات ـ . وعالم اليوم يختلف عن عالم الماضي؛ حيث إنّ كل قول وتصرّف ينعكس في جميع أرجائه خلال أقلّ من أربع وعشرين ساعة.
إذن يجب أن يكون اليوم علماء أتقياء وكما ورد في الحديث الشريف (مستعملين لعلمهم) كالشيخ الطوسي، والمفيد والأنصاري، والسيدين الشريفين المرتضى والرضي، والميرزا تقي الشيرازي، والسيد بحر العلوم، وصاحب الجواهر، والوحيد البهبهاني، وصاحب الرياض، والسيد المجاهد، وشريف العلماء رضوان الله تعالى عليهم، حتى يمكن العمل لأجل إقامة الدين.
وأكّد دام ظله مخاطباً الحضور: يجب عليكم أن تحذوا حذو العلماء من السلف الصالح أمثال الذين ذكرتهم آنفاً حتى تصبحوا مثلهم، وحاولوا أن تعزموا على هذا الأمر لكي توفّقوا، وشجّعوا الآخرين وبالخصوص جيل الشباب على دراسة وتعلّم علوم أهل البيت صلوات الله عليهم، وعلى الالتزام والتحلّي بتقوى الله جلّ شأنه، حتى يكونوا متقين ومرشدين للبشرية بأجمعها.
واعلموا أن أي واحد منكم يعزم ويسير في هذا الطريق سيكون قريباً من مولانا الإمام المهدي الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف وسيرعاه الإمام رعاية خاصة لأنه صلوات الله عليه أعلم بالنفوس والأعمال ما سوى الله تبارك وتعالى.


(1) سورة الشورى: الآية 13.
(2) سورة آل عمران: الآية 159.
(3) نهج البلاغة/ باب الحكم/ ص 541/ ح372.

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه