القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إمام الأبرار وأمل الأحرار

 

 

اسمه الشريف: محمد سلام الله عليه.
كنيته الشريفة: أبو القاسم «صلوات الله عليه وعلى آبائه».
ألقابه الشريفة: القائم. والمنتظر. والمهدي «عجل الله تعالى فرجه».
نسبه الشريف: أبوه الامام الحادي عشر الحسن العسكري سلام الله عليه.
وأمه: هي السيدة الفاضلة الجليلة «نرجس» سلام الله عليها وكانت تسمى أيضاً «صقيل» و«سوسن» وكانت جارية من بنات الملوك الروم شرّفها الله بالاسلام وخصّها بأعظم كرامة وجعلها أمّاً لخاتم الأوصياء.

مولده الشريف: في مدينة سامراء العراق فجر يوم الجمعة الخامس عشر من شهر شعبان المعظم سنة مئتين وخمس وخمسين هجرية وحضر ولادته سلام الله عليه عمة أبيه حكيمة بنت الامام محمد الجواد سلام الله عليه حيث أرسل عليها الامام الحسن العسكري سلام الله عليه تلك الليلة وقال لها: يا عمة باتي عندنا هذه الليلة، فقالت: وما هذه الليلة يابن أخي ؟فقال لها: يا عمة إن حجة الله يظهر في هذه الليلة، قالت: ومن امّه؟ قال : نرجس ، فقامت حكيمة إلى نرجس وقلّبتها ظهراً لبطن فلم تجد عليها أثراً للحمل فضلاً عن الولادة فعادت إلى الحسن سلام الله عليه وقالت: يابن أخي إني لا أجد في نرجس أثراً للحمل ، فقال لها الامام العسكري سلام الله عليه :يا عمّة أو ما علمتي أن مثلها مثل أم موسى بن عمران سلام الله عليه لا يظهر عليها أثر الحمل إلى حين الولادة. وهكذا كان ، فعندما قارب طلوع الفجر أحسّت نرجس بآلام المخاض وآثار الولادة وولد الامام المهدي سلام الله عليه فجر يوم الجمعة الخامس عشر من شعبان وأخفى الحسن سلام الله عليه ولادة ابنه المهدي عن جميع الناس تقريبا وذلك خوفاً عليه من الحكام العباسيين الذين كانوا يترصدون الحسن العسكري ويحيطونه ونسائه بالعيون والجواسيس لمعرفة ما إذا كان له أولاد وذرية.

مع نوّابه سلام الله عليه

وعاش الامام المنتظر سلام الله عليه مع أبيه الحسن العسكري سلام الله عليه خمساً أو ستة أعوام لم يتشرف برؤيته المباركة خلالها إلا الخواص من أهل بيت الحسن سلام الله عليه وشيعته. ولما ظهر يوم وفاة أبيه وصلى على جنازته أرسل العباسيون جماعة من أعوانهم رجالاً ونساء للتفتيش عنه والقبض عليه فلم يجدوه وصار سلام الله عليه يتصل بشيعته عن طريق نائبه الخاص الشيخ المقدس الجليل عثمان بن سعيد العمروي رحمه الله وكان رجلاً صالحاً فاضلاً صحب الامام الهادي والامام العسكري سلام الله عليهما ونال ثقتيهما وناب عنهما في حياتهما في إبلاغ الأحكام وتسلم الحقوق وكان رحمه الله سمّانا يمتهن تجارة السمن في بغداد وذلك لغرض التقيّة والتستر على القيام بمهام النيابة أمام السلطات العباسيّة الذين كانوا يراقبون رجال الشيعة مراقبة شديدة.

ولما توفي عثمان بن سعيد العمروي رحمه الله ودفن في بغداد قام بأعباء السفارة والنيابة الخاصة عن الامام المهدي سلام الله عليه ابنه الصالح الفاضل محمد بن عثمان رحمه الله وكان أيضاً من ثقاة الشيعة عند الائمة الثلاثة سلام الله عليهم الهادي والعسكري والمهدي ، قام بمهام النيابة بأمر من الحجة المنتظر ونص من أبيه عليه ساعة وفاته.

بداية الغيبة الكبرى

وتوفي محمد بن عثمان في بغداد ودفن جنب أبيه عثمان بن سعيد بعد أن نص على الشيخ الجليل الفاضل الحسين بن روح رحمه الله نص عليه بأمر من الامام المهدي سلام الله عليه وبعد وفاة الشيخ حسين بن روح في بغداد ودفنه فيها قام الشيخ المقدس الجليل العالم علي بن محمد السمري رحمه الله مقام النيابة بين الامام المهدي سلام الله عليه وبين الشيعة وقبيل وفاته رحمه الله بستة أيام نعاه الامام المهدي إلى نفسه وأخبره بدنو وفاته وأمره أن لا ينصب أحداً للنيابة الخاصة بعده وأعلمه الامام سلام الله عليه بأن الغيبة الصغرى قد انتهت ومدتها أربع وسبعون عاماً وقد بدأت الغيبة الكبرى فلا اتصال ولا لقاء بالمهدي سلام الله عليه لأحد مطلقاً ولا سفارة ولا نيابة على نحو التعين والتخصيص لأحد عنه سلام الله عليه. إلى أن يأذن الله له بالظهور والقيام لاصلاح العالم وإقامة دولة الحق.

وأما المرجعيّة العليا والنيابة العامة عنه سلام الله عليه في زمن الغيبة الكبرى فتكون للعلماء الفقهاء الصلحاء في كل عصر وزمان حسب النصوص الواردة عن أهل البيت سلام الله عليهم وأشهرها قول الحسن العسكري سلام الله عليه «وأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلّدوه»...

وقول الامام محمد الباقر سلام الله عليه:« انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكماً فاني قد جعلته عليكم حاكماً»...

وأخيراً قول الامام المهدي سلام الله عليه:« وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم».

وهناك أحاديث وروايات كثيرة تدل على أن الفقهاء المجتهدين الأتقياء هم نواب الامام ووكلاء المهدي وورثة الأنبياء في مهام القيادة العامة والمرجعية العليا للأمة في كل الشؤون ولمعرفة التفاصيل لذلك انظر كتاب آية الله السيد روح الله الخميني «ره» تحت عنوان «ولاية الفقيه. أو الحكومة الاسلامية».

من دلائل إمامته سلام الله عليه

وأهمها وأكثرها أحاديث نبوية شريفة رواها ثقاة العلماء من الفريقين في صحاحهم ومسانيدهم.

وتلك الأحاديث الشريفة على أقسام:
القسم الأول: هي الأحاديث التي تحصر عدد الأئمة والخلفاء الشرعيين بعد الرسول صلى الله عليه وآله في اثني عشر إماماً أو خليفة فقط. وأشهرها حديث «الأئمة من بعدي اثنا عشر وكلهم من قريش» وحديث: «الخلفاء من بعدي على عدد نقباء بني إسرائيل. أو عدد أسباط بني إسرائيل».

هذه الأحاديث الثلاثة متواترة من حيث المضمون والمعنى وإن اختلفت من حيث اللفظ حسب اختلاف الروايات لها. ففي بعضها: قوله صلى الله عليه وآله لا يزل الدين قائماً بهم حتى تقوم الساعة... وفي بعضها قوله صلى الله عليه وآله لا يضرهم تفرق الناس عنهم... وفي بعضها بدل قوله من قريش. قوله صلى الله عليه وآله من بني هاشم. وهكذا... أما المدلول والمضمون فمتواتر وبالاجماع وهو عبارة عن أن خلفاء الرسول الشرعيين هم اثنا عشر رجل صالح من أسرته أو من عشريته صلى الله عليه وآله.

الإمام هو الخليفة الشرعي للرسول 

ووجه الدلالة في هذه الأحاديث الثلاث على إمامة المهدي محمد بن الحسن العسكري سلام الله عليه واضح لدى العارفين بتاريخ الخلافة والخلفاء الذين حكموا بعد النبي صلى الله عليه وآله باسم أئمة المسلمين وأمراء المؤمنين. والواقفين على سيرتهم وأحوالهم حيث لا يمكن أن يستخرج من بين جميع الذين تسلّموا منصب الخلافة الاسلامية من الراشدين والأمويين والعباسيين وسواهم. لا يمكن أن نحصل منهم على اثني عشر شخص يصدق عليه اسم الخليفة الشرعي للنبي صلى الله عليه وآله لأن الأكثرية الساحقة منهم كانوا أناساً سفلة وفسقة وظلمة هم إلى ملوك جبارة وسلاطين جور أقرب واشبه منهم بخلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأئمة الاسلام والمسلمين. الذين يفترض فيه أن يكونوا أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وآله هدياً وخلقاً وعملاً.

أمثال معاوية ويزيد وعبد الملك والوليد من الأمويين وأمثال الدوانيقي وهارون والمتوكل من العباسيين وغيرهم من الذين سوّدوا وجه التاريخ بإجرامهم وفجورهم وجورهم وفسادهم في الأرض.

والأحاديث الثلاثة كما تراها واضحة الدلالة على المراد والمقصود وهم الخلفاء والأئمة المعترف بهم من قبل النبي صلى الله عليه وآله حيث هو في معرض ذكر الخلفاء الذين يخلفونه في مهامه ومسؤولياته وقد شبههم تارة بنقباء بني اسرائيل وأخرى بالأسباط الاثني عشر وفي بعض روايات الحديث يجعل الدين قائماً بهم أي بسلوكهم وسيرتهم والتزامهم به وأخيراً يخبر أنهم مستمرون وباقون حتى قيام الساعة. فكل هذه الصفات والمشخصات لا تنطبق حقيقة إلا على الأئمة الاثني عشر من آل الرسول صلى الله عليه وآله الذين أولهم علي بن أبي طالب سلام الله عليه وآخرهم محمد بن الحسن المهدي سلام الله عليه ومن يقول غير ذلك فعليه أن يثبت صدق الأحاديث الشريفة على غيرهم الأمر الذي عجز عنه كل علماء المسلمين واعترفوا أن حديث الاثني عشر لا يصدق إلا على أئمة أهل البيت سلام الله عليهم ، ويؤيد حديث الثقلين المشهور حيث قال فيه النبي صلى الله عليه وآله:

«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض». فهذا الحديث يفسّر مضمون الأحاديث الثلاث. وكذلك حديث النجوم. وهو متواتر ومشهور بين الفريقين ويقول فيه صلى الله عليه وآله:

«النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض». ومن أقوى المؤيدات لامامة المهدي سلام الله عليه واستمرار حياته حديث «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ،وفي رواية الحاكم عن بن عمر: من مات وليس عليه امام فان موته موتة جاهلية. وعن علي سلام الله عليه في تفسير قوله تعالى :« يوم ندعو كل اُناس بإمامهم» ، قال:« يدعى كل قوم بإمام زمانهم». كل هذه الأحاديث المروية عن طرق الفريقين لا تفسّر إلا على مذهب الشيعة في الامامة القائل بامامة المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وإمامة آبائه الأحد عشر صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

القسم الثاني:
هي الأحاديث الشريفة المتضمّنة أسماء الأئمة الاثني عشر الذين أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه وآخرهم محمد المهدي سلام الله عليه ، وقد يبلغ عددها الخمسين حديثاً ، ونذكر منها على سبيل المثال:
ما رواه صاحب كتاب ينابيع المودة عن كتاب فرائد السمطين بسنده عن مجاهد عن عبد الله بن عباس رحمه الله أنه قال : وفد عالم يهودي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسأله عن جملة من المسائل تتعلق بصفات الباري عزّوجلّ وغيرذلك ومما سئل النبي صلى الله عليه وآله عنه أن قال له: أخبرني عن وصيك وخليفتك من بعدك من هو؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله :«إن وصيّي هو علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين ويتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين ». فقال اليهودي: يا محمد فسمّهم لي ، قال النبي صلى الله عليه وآله :«إذا مضى الحسين فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه جعفر فإذا مضى جعفر فابنه موسى فإذا مضى موسى فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه علي فإذا مضى علي فابنه الحسن فإذا مضى الحسن فابنه الحجّة محمد المهدي. فهؤلاء اثنا عشر عدد الأسباط ... الخ».

وفي كتاب كفاية الاثر بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الانصاري أنه قال : لما أنزل الله قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» قلت : يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال صلى الله عليه وآله :«هم خلفائي وأئمة المسلمين بعدي أوّلهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأ عني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمج بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سمّي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيّته في عباده بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها وذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان ». قال جابر: فقلت يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟فقال :« أي والذي بعثني بالحق نبياً إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس ان سترها سحاب... الخ».

القسم الثالث:
الأحاديث الشريفة التي تنص على أن المهدي سلام الله عليه هو التاسع من ولد الحسين سلام الله عليه وهي أكثر من مائة حديث نذكر منها:

ما رواه صاحب كتاب كمال الدين بسند متصل عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :«ان الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختارني منها وجعلني نبياً ثم اطلع ثانية فاختار علياً فجعله اماماً... إلى أن قال صلى الله عليه وآله وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيّتي التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي وأشبه الناس بي يظهر بعد غيبة طويلة ليعلن أمر الله ويظهر دين الله عز وجل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».

وفي كتاب كفاية الأثر بسند متصل عن عبد الله بن مسعود قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :« الأئمة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم ».

وفيه أيضا عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول للحسين سلام الله عليه :«أنت الامام إبن الامام وأخو الامام وتسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائمهم». وفي حديث آخر قال له النبي صلى الله عليه وآله «أنت حجة الله وبن حجته وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم».

وفي كشف اليقين عن مسند أحمد بن حنبل أن النبي صلى الله عليه وآله قال للحسين سلام الله عليه :« هذا ابني إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم».

هذا ويجب الاشارة إلى أن فكرة المهدي والمهدوية ليست من خصائص الشيعة فقط بل هي فكرة اسلامية عامة من حيث الأصل. أي أن كل الأمة الاسلامية تؤمن إجمالاً بضرورة قيام رجل صالح من آل رسول الله صلى الله عليه وآله لاصلاح العالم كله في عصر يسود فيه الشر وينتشر الفساد.

وكيف لا يؤمن المسلم بذلك والأخبار والأحاديث فيه عن الرسول صلى الله عليه وآله متضافرة ومتواترة وتبليغ العشرات في كتب الصحاح والحديث. ومنها على سبيل المثال:

ما في صحيح البخاري مرفوعاً عن أبي هريرة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله «كيف أنتم إذا أنزل بن مريم فيكم وإمامكم منكم». وفي شرح هذا الحديث إن الخليفة الذي ينزل عيسى سلام الله عليه في زمنه هو المهدي رضي الله عنه.

وفي صحيح الترمذي، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :« لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ».
وفي صحيح أبي داوود، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :« لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جوراً ». وفيه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:« المهدي من عترتي من ولد فاطمة ».

وفي صحيح بن ماجه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :« المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليله ».
وفي مسند أحمد بن حنبل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :« تملأ الأرض ظلما وجورا ثم يخرج رجل من عترتي يملك سبعا أو تسعاً فيملأ الأرض قسطا وعدلاً ».

وفيه أيضا بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال رسول الله صلى الله عليه وآله أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا يقسم المال صحاحاً» فقال له رجل : ما صحاحاً؟ قال :« بالسويّة بين الناس... الخ».

وفي كتاب ينابيع المودة عن كتاب فرائد السمطين بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :«من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله... الخ».

وفي كتاب غرائب القرآن في تفسير قوله تعالى:
«وعد الله الذين آمنوا منكم وعموا الصالحات ليستخلفهم في الأرض». ورد في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله :«لو لم يبق من الدنيا إلا يوماً واحداً لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».

الإدعاء بالمهدويّة

إن موضوع ظهور المهدي المصلح ثابت بالأحاديث المتواترة والنصوص الصريحة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، وتزخر بها صحاح أهل السنة كلها ، ورواها كبار علمائهم بطرق وأسانيد صحيحة ومعتبرة ، ولذلك نرى المسلمين القدامى من الصدر الأول والثاني يؤمنون بخروج المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله ويدعون المهدوية لأشخاص أو يدعيها بعض الأشخاص لأنفسهم ، فالطائفة الكيسانية المنقرضه ادعت في محمد بن علي بن أبي طالب سلام الله عليه المعروف بابن الحنفية. أنه المهدي الموعود وأنه لم يمت بل غاب عن الأبصار واختفى في جبل رضوى وعنده عسل وماء يأكل ويشرب حتى يأذن الله له بالظهور.

ومحمد بن عبد الله المنصور الثالث خلفاء بني العباس لقّب نفسه أو لقّبه أبوه بالمهدي باعتبار أنه مهدي هذه الأمة الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وآله ، وكذلك محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب سلام الله عليه وهو محمد المعروف بذي النفس الزكية الذي ثار على المنصور الدوانيقي العباسي واستشهد في معركة قرب المدينة تعرف بمعركة أحجار الزيت. محمد هذا زعم فيه بعض الناس أنه المهدي الموعود وبايعه أصحابه على هذه العقيدة.

وآخرون غيرهم كثيرون على مدى التاريخ الاسلامي وهذا يدل على أن فكرة قيام المهدي هي فكرة إسلامية أصيلة ومتسالم عليه بين المسلمين منذ أقدم عصورهم وإنما الفرق الوحيد بين الشيعة وبين عامة المسلمين حولها هو أن الشيعة يؤمنون بأن المهدي الموعود به في الأحاديث والأخبار لم يظهر للناس بعد وأنه سيظهر في وقت ما. رغم أنه حي يرزق في هذه الدنيا منذ أكثر من ألف عام أي منذ سنة مئتين وخمس وخمسين هجرية وإلى يومنا هذا وهو بالذات محمد بن الحسن العسكري والثاني عشر من أئمة أهل البيت سلام الله عليهم وقد وافق الشيعة على هذا الرأي جمع من علماء أهل السنة واعترفوا بحياته طيلة هذه المدة ،بل ادعى الكثير منهم مشاهدته والتشرف بملاقاته سلام الله عليه.

والجدير بالذكر إن غيبة الامام المهدي سلام الله عليه لا يعني غياب شخصه عن الأبصار كلياً وعدم إمكان رؤيته ومشاهدته، كلا... بل هو سلام الله عليه يرى الناس ويرونه ويحضر المحافل والمجتمعات العامة ولكن من الذي يعرفه وكيف نشخّصه وليس بيننا وبينه معرفة سابقة. نظيرذلك أخوة يوسف الصديق سلام الله عليه الذين كانوا يجتمعون معه ويجلسون معه على مائدة واحدة أياماً وليالي ولعدة مرات وكرات وهم لا يعرفونه ولا يلتفتون إلى انه أخوهم يوسف حتى عرفهم هو بنفسه وقال: «أنا يوسف وهذا أخي». فالمهدي سلام الله عليه كذلك يعيش مع الناس ويراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه وهو سلام الله عليه بصورة كهل في العقد الرابع أو الخامس من العمر.

إشكال وردّ

ومن المعلوم أن أهم الاشكالات التي ترد على الأذهان حول فكرة الشيعة عن الامام المهدي سلام الله عليه هو الاشكال في طول عمره وبقائه حياً طيلة هذه السنوات التي تتجاوز( 1145 )الألف ومائة وخمس وأربعين عاماً حيث نحن الآن في سنة 1401 هجرية والجواب عن هذا الاشكال باختصار:

هو إن بقاء انسان طيلة هذه المدة على قيد الحياة ليس أمراً مستحيلاً لا عقلاً ولا طبعاً وإنما هو أمر غير مألوف عادة ، كيف والقرآن الكريم يصرخ ببقاء نوح في قومه ألفاً إلا خمسين عاماً. هذه مدة نبوّته. أما عمره فأقل ما ذكره المفسرون أنه عاش ألفاً وثلاثمائة عام وأكثر ما ذكروه عن عمر نوح سلام الله عليه هو ثلاثة آلاف عام ، ولو اطلعنا على التاريخ والتراجم وسيرة الماضين لوجدنا له أشباهاً ونظائر كثيرين من أنبياء وأولياء ورجال معمّرين ولا يزال بعضهم حياً إلى يومنا هذا وإلى آخر الدهر وقد ولدوا قبل المهدي بمئات بل آلاف السنين مثل الخضر وعيسى بن مريم سلام الله عليهما وغيرهم.

أسئلة وردود

على كل حال إن قضية بقاء المهدي سلام الله عليه إرادة الاهية وأمر متعلق بمشيئة الله عز وجل الذي لا يعجزه شئ وه وعلى كل شئ قدير وليس هو أعجب من قضايا المعاد والقيامة وأمثالها والغرابة ليست دليلاً على الاستحالة والعدم وبعد كل ما تقدم تبقى لدينا أسئلة حول موضوع المهدي المنتظر سلام الله عليه لا بد من الاشارة إليها إجمالاً والاجابة عنها قدر الامكان وباختصار.

ماهو سبب اختفائه؟

عن سبب اختفائه سلام الله عليه بعد وفاة أبيه الحسن العسكري سلام الله عليه: فنقول ان السبب الظاهري لذلك هو خوفه سلام الله عليه من السلطات العباسية ان يلقوا القبض عليه ويقتلوه وخاصة بعد أن اقتحم جمع من جلاوزتهم داره يوم وفاة أبيه يفتشون عنه ولو قبضوا عليه لقتلوه يقيناً وكان عمه جعفر الكذاب أشد الأعداء حرصاً على قتله سلام الله عليه ليبقى بلا مزاحم له في الامامة بعد أخيه الحسن العسكري سلام الله عليه تلك الامامة التي طلبها لنفسه بكل الوسائل لكنه فشل في تحقيقها لنفسه حتى أنه بذل لسلطان الوقت المعتمد العباسي ضريبة يدفعها له سنوياً تقدّر بآلاف الدنانير إن هو ساعده على فرض إمامته على الشيعة ، فسخر منه الخليفة واستصغر عقله واستهزأ به قائلاً له : يا أحمق ! إنك تعلم أن الخلفاء العباسيين قد جرّدوا سياطهم وسيوفهم على شيعة أبيك وأخيك من قبل ليردوهم عن القول بإمامتهم فلم يستطيعوا فإن كنت مرضياً عند شيعة أبيك وأخيك فلا حاجة بك إلى سلطان وغيره لنصبك إماماً عليهم وإذا لم تكن مرضياً لديهم فلو بذلنا وبذلت كل جهد وطاقة لاجبارهم على القول بإمامتك فلا يمكن أن يفعلوا ذلك أبداً. ثم طرده وأمر بأن يحجب من الدخول عليه بتاتاً.

ويمكن أن تكون لاختفائه وغيبته سلام الله عليه أسبابا أخرى لا يعلمها إلا الله تعالى.

متى يظهر المهدي سلام الله عليه؟

والجواب ببساطة: عندما يأذن الله تعالى له بالظهور ولا يعلم وقت ظهوره بالضبط والتحديد إلا الله سبحانه. لأن اختفائه سلام الله عليه لم يكن بإرادته بل بإرادة الله سبحانه ، وكذلك ظهوره لا يكون إلا بإرادة الله وأمره حتى قيل أن المهدي بالذات لا يعرف متى يؤمر من قبل الله تعالى بالقيام والظهور. وجاء في الحديث الشريف :« ان مثل قيام المهدي مثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة ». وأشهر القرائن والامارات المذكورة لظهور المهدي هو امتلاء الأرض بالظلم والجور وانتشار الفساد الأخلاقي والاجتماعي في كل أنحاء العالم وقيام حروب واضطرابات خطيرة عند ذلك يظهر المهدي سلام الله عليه وينزل عيسى بن مريم سلام الله عليه فيكون معه وفي ركابه ويصلّي خلفه ويقومان معاً بإصلاح العالم ونشر القسط والعدل بعون الله تعالى.

ما هو انتفاع الناس بالامام المغيّب؟ 

والجواب: على وجه عام هو ما ورد بالأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة سلام الله عليهم حيث أجابوا عن هذا السؤال بقولهم:

«كانتفاعهم بالشمس إذا غطّاها السحاب» إذ لا شك في أن الشمس لا تفقد كل فوائدها باختفائها وراء السحب بل يبقى وجود النهار من فوائدها والدفئ والحرارة من فوائدها. فكذلك الامام الغائب سلام الله عليه تبقى للناس منه فوائد جمة ومنافع كثيرة منها بقاء الدنيا التي لو خلت منه لقلبت. ومنها نزول الغيث ورفع كثير من أنواع البلاء عن المؤمنين بدعائه سلام الله عليه وغير ذلك مما لا يسع المقام ذكره بالتفصيل.

ما هو واجب الناس في عهد الغيبة؟ 

الجواب: هو التهيؤ والتمهيد لظهوره المبارك. التهيؤ في أنفسهم بأن يكونوا صلحاء أتقياء أكفّاء لصحبة الامام ونصرته.
والتمهيد بالاستعداد النفسي والفكري والاجتماعي لتسهيل أمر قيامه وأداء رسالته سلام الله عليه. وباختصار أقول:
يجب أن يكون أحدنا كالجندي المستنفر بأقصى حالات الاستنفار فبمجرد أن يصدر إليه الأمر بالحركة والعمل ينطلق فوراً ومجهّزاً بكل لوازم الحركة من سلاح وتدريب وخبرة وإخلاص.

أما الاتكاليون والكسالى من الناس الذين لا يعملون شيئاً لاصلاح أنفسهم أو مجتمعهم وهم ينتظرون قيام الامام المهدي سلام الله عليه لإصلاح كل شئ. فهم من أعداء المهدي الذين ينالون عقابه وانتقامه قبل غيرهم.

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه