إنّ من مهامّ المرجعيّة تعيين وكلاء أكفاء يكونون
حلقة وصل بين المرجع وبين مقلّديه، ينقلون الفتاوى، ويقومون بالشؤون
الدينية، وكان السيّد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره) من بين المراجع
نموذجاً في حسن التوكيل وكثرة الوكلاء في أطراف البلاد الإسلامية، وذات
مرّة اشتكى أهل إحدى البلاد إلى السيّد أبي الحسن الأصفهاني (قدس سره) من
وكيله. فاستدعاه السيّد الأصفهاني الى النجف الأشرف وطلب منه الإلتقاء به،
فجاء الوكيل وجلس في المجلس بعيداً عن السيّد، حيث كان المجلس غاصّاً
بالناس، ولمّا تفرّق الناس، طلبه السيّد قريباً منه، فجاء مهرولاً إلى
السيّد حتى جلس عنده، فالتفت إليه السيّد (قدس سره) وقال له بعد أن سأله عن
أحواله: هل تعرف لماذا بعثت إليك؟ أجاب:لا. قال السيّد: بعثت إليك لأطلب
منك البقاء عندنا في النجف ومواصلة دروسك، فابقَ معنا ولا ترجع إلى منطقة
تبليغك، وسوف نرسل إليها من يكفيك عنها. قال: لا بأس وبقى ليواصل دروسه، ثم
ودّع السيد وقام وانصرف. فلمّا انصرف قيل للسيّد: انّك لم تتحقّق منه عن
الأمر وعزلته بلا تحقيق؟ قال السيّد: نعم اني كنت قد طلبته للتحقيق، ولكن
لما إستدنيته منّي هرول في المجلس بأسلوب غير معتاد مع أنه لم يكن مكان
هرولة، فعرفت انه لا يصلح للوكالة وان الحق مع الّذين اشتكوا منه، لكن حيث
اني لم أرد جرح عواطفه ولا إذهاب ماء وجهه، أمرته بالبقاء عندي بدون أن
أذكر له السبب
|