ذكروا أن رضي الدين بن طاووس كان قد مرّ ببغداد ،
فتوقف بها مدة خمس عشرة سنة. وعندما عرف المستنصر بمكانة ابن طاووس
العلميّة والدينيّة، طلب منه أن يتولى منصب المفتي الأعظم للبلاد
الإسلامية. غير أن ابن طاووس رفض طلب الخليفة، ثم أوضح سبب ذلك في رسالة
بعثها إلـى ولده وكان مما جاء فيها: (يا بني، لا تُحمد عاقبة من تواطأ مع
الظالمين، ولا يرجى خيرٌ من عالمٍ جلس على موائدهم، فهم يستبدلون الدين
بالدنيا، ويشترون الفتاوى بمئات الدنانير، فهل أبيع ديـني بدنياهم.. هيهات.
فإنما هـي القطيعة مع الله سبحانه ).
|