طلبة العلوم الدينية هم الأساس الذي تقوم عليه
المرجعية الدينية، فمن بين هؤلاء الطلبة سيتخرج وكلاء المرجع، ومنهم سينتشر
العلم والفضيلة بين أبناء المجتمع، ومن وسطهم سيبرز الخطباء والكتّاب
والعلماء، لذا لابدّ من الاهتمام بهم، لأنّ الاهتمام بهم سيؤدّي إلى ظهور
مرجعية قويّة مؤثّرة في المجتمع الإسلامي .
ورفع مستوى طلبة العلوم الدينية هو من المسؤوليات الأولى للمرجع, ولا يقتصر
رفع المستوى في كلامنا هذا حصراً على الجانب العلمي بل يشمل الجوانب الأخرى
كالثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية حتى يكون الطلبة ذوي مستوى
ثقافي عالٍ ويُصبحوا في أفق فاعل من العلوم والسلوك الدينيين .
كما لابدّ من رعايتهم رعاية تامّة في الجانب المعيشي، وفي الجانب الصحّي،
حتّى يصبحوا أغنياء النفس، أقوياء الروح، أصحاء البدن، وحتّى يصلوا الى
مكانة مرموقة في المجتمع ينظر إليهم بالتقدير والإكرام, وحتّى يصبحوا أصحاب
فضائل وملكات نفسية رفيعة،فينشروا الخير في وسط المجتمع،من خلال الدور الذي
يقومون به، كعالم ديني أو خطيب حسيني أو كاتب إسلامي فكلٌ داخل موقعه يصبح
قدوة حسنة للآخرين فيقتدي به الآخرون، ولا يتحقّق هذا البرنامج إلاّ بجهود
كبيرة، لابدّ للمرجع من صرفها في هذا المضمار، وتشغيل الطاقات وكلّ الأجهزة
الممكنة، وإلاّ فإنّ عوامل النخر ستتسرب الى هذه الطبقة، لتصيبها
بالتسوس والسلبية والضياع.
|