بناءً على المرويات وما أخذ به الأساتذة وما هو
ثابت على أرض الواقع حتّى الآن، تعتبر المرجعية قيادة دينية لحفظ أحكام
الله وبيان ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) الممثّلة لتعاليم كتاب الله
تعالى، ولحثّ الناس على أعمال الخير والبرّ والعدل والإحسان، وفي مقابل ذلك
هناك العديد من الجهات المناوئة وكذلك الأشخاص المصلحيين في المجتمع من
المسلمين الذين لم يدركوا قيم الإسلام العليا، أو قد غلبت عليهم أهواؤهم أو
من غير المسلمين ممن تتضارب مصالحهم مع مصلحة الإسلام ممن يعمل على سلب هذه
القيادة وحصرها بنفسه إما لدعوة الناس إلى فكرة معينة أو رغبة منه في
السيطرة والتحكّم والاستعلاء، وعادة ما يتخذ هؤلاء من التهريج والكذب
والتهم والهمز واللمز وسيلة لتثبيت مركزهم، وأحياناً يصل الأمر إلى استخدام
المال والقوة.
وفي بعض الأحيان يلتف حول هؤلاء أناس طيبون تحت
ضغوط صعبة أو ظروف مضللة، الأمر الذي يوجب على الجميع وعي الأساليب المتبعة
لإيهام الناس وخداعهم، ولكي لا تنطلي ألاعيب هؤلاء على البعض، ينبغي
للمرجعيات تحصين أبناء قاعدتهم من عوامل الضعف والجهل، وحمايتهم من
الدعايات والتهم والأساليب الشيطانية التي يمارسها الأعداء، وسدّ الثغرات،
وملء الفراغات التي يمكن أن يملأها من له مآرب معادية للإسلام والمجتمع،
كما ينبغي الإهتمام بضرورة إبعاد العناصر الانتفاعية والمصلحية، والتأكيد
على الصمود في المواقف والمواقع الحرجة وعدم الانسحاب أو التنازل عند
اشتداد الضغوط، لأن المرجعية ما هي إلاّ أمانة، ولا بدّ للقاعدة وبإرشاد من
المرجعيات حفظ هذه الأمانة وأداء حقها.
|